تخطى الى المحتوى

رسم خطوط المستقبل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

لا نستطيع رسم خطوات المستقبل !

لعل من أكثر ما تحدث به ستيف جوبز (مؤسس شركة أبل) في وصفه لحياته هو عدم قدرته (أو قدرتنا) على تحديد المستقبل بكل جوانبه مسبقاً. فقال في عدة مناسبات أنه لولا طرده غير المبرر مطلع التسعينات من شركته التي أسسها (ابل) ، لما قام بتأسيس أعظم شركة رسوم ثلاثية الأبعاد Pixar ، ولما كانت عودته بكل قوة لأبل عام ١٩٩٩ ليعيد إحيائها متخطياً معظم أخطائه وسلوكياته والتي لعلها كانت قد ساهمت بطرده بدايةً.

ولعل مرض د. مصطفى محمود لثلاثة سنوات في بداية حياته الدراسية قد ساهم بنقل حياته من مستوى إلى مستوى آخر دون أن يعلم ، حيث اكتشف نفسه خلال تلك السنوات بعد قرائته لعدد مهول من كتب الحضارات والديانات والعلوم المختلفة بسبب تواجده الإلزامي في البيت لعدم قدرته اتمام دراسته في ظل المرض ، وقد أعرب عن امتنانه كثيراً لهذه السنوات في أحد المقابلات.

عندما تراجع ماضيك ، سوف ترى أن معظم ما أنت عليه الآن ما هو إلا تسخيرات كونية أمر بها الله ، وقد قُمت بتحديدها بحجم الإجتهاد المبذولة لكل مرحلة سابقة.

لعلك إذاً لن تستطيع رسم كل خطوات المستقبل ، فبالتأكيد ستواجه تلك الفرص وأُولائك الأشخاص الذين يقررون تغيير حياتك في سويعات ، أو ربما تكتشف أنك لست ذلك الشخص الذي كُنت عليه بعد تلك السنوات أصلاً.

لكل مجتهد نصيب … إذاً التخطيط والتنفيذ والعمل على ماتُريد … يقودك لما هو أفضل لك بطريقة ما ، بتسخير الله والكون !

خاتمتي هي: الإجتهاد مع عدم محاولة تحليل المستقبل … وبالله التوفيق.

شؤون اجتماعيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول