تخطى الى المحتوى

رواية: مادونا ذات المعطف الفرو

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
رواية: مادونا ذات المعطف الفرو

ثلاثة نجمات من خمسة استحقت هذه الرواية من وجهة نظري، عكس ما توقعت شخصياً وعكس معظم التعليقات الموجودة في goodreads. اشتريت هذه الرواية باللغة الإنجليزية من إحدى مكتبات إسطنبول والتي دائماً ما تحتوي أرففها على إحدى أهم الكلاسيكيات كهذه الرواية للمرحوم والمغدور به صباح الدين علي. لأكتشف بعدها وجود نسخة عربية جيدة الترجمة حسبما علمت لاحقاً.

تتحدث هذه الرواية عن رائف أفندي، الذي عاش قصة حب طويلة قد يجدها المراقب تستحق أن تكون بالفعل خيالية وليست واقعية. وجدت أن انغماس بطل القصة في هذا المستوى من الحب غير إنساني بكل صراحة. لستُ ضد الحب، لكنني ضد كل ما يُضعِف الإنسان في هذه الحياة حتى وإن كان الحب … بل وحتى إن كان حباً خالصاً يتناسب مع الأفلام والروايات وليست حياتنا التي يفترض بنا أن نعيشها بكل ما فيها.

سرد الرواية أكثر من رائع (وربما كان الأسلوب ما استحق الثلاثة نجمات)، تفاصيل البداية تستطيع اصطيادك لتكمل حتى النهاية، إلا أنني لم أجد نفسي مندمجاً مع هوان مشاعر وعدم قدرة بطل القصة على التعايش مع عواطفه وحياته، ولم أتقبل أيضاً عدة مؤشرات لماريا بودير (مادونا) وهي تعيش تقلبات وعقداً نفسية، قبل أن تكون مريضة جسدياً.

ربما ببعض القسوة، أستطيع الادعاء أن مثل هذه القصص التي ظهرت وصاحبت حقبات قاسية مليئة بالحروب في منطقة أوروبا (من ١٩٣٠ – ١٩٤٥) كان مبرر كتابتها الأول الهروب من الواقع المر، لينعكس على شكل مشاعر فائضة تُدلل تداول الإنسان لحياته، وتصور أن الحياة عبارة عن قصص حب وعشق ولا شيء آخر يفترض بنا أن نعيشه. لننتقل نحن العرب مع ظهور التلفزيون وانتشاره في منطقتنا بعدها لنتبنى هذا الأمر في أفلامنا وكتبنا ومسلسلاتنا.

بطل القصة بالنسبة لي صاحب شخصية ضعيفة مهزوزة، لا يتحمل مسؤولية حياته ولا يريد أن يقف في وجه المدفع في أي حال من الأحوال. وبطلة القصة إنسانة تحتاج إلى العلاج النفساني لا أكثر.

رحم الله صباح الدين علي، والذي أُكن له كل التقدير والاحترام لقضاياه وأعماله.

كُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اختيارات متفرقة ٢، ديسمبر ٢٠٢٣م

ربما سيعي القارئ العزيز أن الاختيارات المتفرقة تأتيه من ناحيتي عندما يتزامن توقيتها مع السفر، ولحرصي إلى عدم الانقطاع وضيق الوقت لكتابة مقالات طويلة، فإنني ربما أُرشِّح له بعض الاختيارات التي أجدها بالفعل تستحق المشاهدة أو القراءة، وها هي اقتراحين: * لقاء مارك مانسون مع علي عبدال (عن كيفية

للأعضاء عام

اختيارات متفرّقة، ديسمبر ٢٠٢٣م

أحاول أن أستثمر وقتي في الطائرة استثمارًا جيدة، لمحاربة الانتظار، وأيضًا، لوجود فرصة للانغماس في قراءات ومشاهدات أو استماعا متعمّقًا. ومن حسن الحظ أن رحلتي الأخيرة كانت خياراتها موفقة جدًا. أشارككم إياها: * للشباب المنضمين حديثًا لسوق العمل؛ مقالة مطولة للأخ والصديق فؤاد الفرحان، بعنوان:

للأعضاء عام

القراءة مع الكارديو

أصبحت أنتظر ساعة التريُّض على جهاز «الدراجة» أو «الإليبتيكال» كل يوم، لأنها في الحقيقة هي الساعة التي أضع فيها أمامي الآيباد وأقرأ بعمق، والسماعات – العازلة للصوت – موجودة على أُذني. أعيش وقتها إحدى أعمق ساعاتي خلال النهار، وأنا منغمس مع الأحداث والكلمات التي أمامي. أقرأ على الآيباد من خلال