تخطى الى المحتوى

رواية هُناك لإبراهيم عباس

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، قرأت رواية حوجن، الرواية الأولى  المنشورة لأخي العزيز إبراهيم عباس.

وبالأمس انتهيت من قراءة الرواية الثانية … “هُناك”

انتظرتها وانتظرها الكثيرون بفارغ الصبر، ويزداد الأمر هيبة بالنسبة للكاتب (حسب اعتقادي) عندما يبدأ الكثيرون بمقارنتها بشقيقتها الأولى حوجن، والتي تتطلب منها نجاحاً موازياً … أو ربما يفوقها نجاحاً.

كيف كانت الرواية؟

سأعترف بثلاثة إعترافات قد تصل بالقارئ العزيز لوجهة نظري “المرتبكة” اتجاه هذه الرواية وكاتبها.

الإعتراف الأول … أنني أملك علاقة شخصية ودية مع الكاتب منذ زمن طويل، وقد حرصت لعدة أسباب “مهنية/شخصية” أن أتعامل مع هذه الرواية بكل حيادية واستقلالية، كوني سأتعاطف معها كثيراً بغض النظر عن محتواها، بل أجد أن ولعي به شخصياً أكثر بكثير من كونه كاتب، وهنا أصريت على الحيادية والرأي دون رياء أو مجاملة.

… ودعني أزعم نجاحي في هذا الأمر.

هناك عدة أسباب تقودني لأن أكون حيادياً، أولها أنني شخص مولع بالقراءة، وأحب أن أذكر أرائي حول كل كتاب أقرأه (قدر المستطاع) بتفصيل يكاد يكون ممل بعض الأحيان، لأنني أجد في ذلك تنفيذاً لمغهوم الأمانة العلمية في نقلها.

وثانيها … أنني مغرم بعادة اقتراح كُتب للقراءة على الآخرين، وسأفقد الثقة تدريجياً في هذا الأمر إن استمريت باقتراح كُتب سخيفة من أجل المجاملة.

الإعتراف الثاني … أنني لا أحب الروايات عموماً بشكل كبير، وزاد هذه المهمة صعوبة … إعجابي الشديد بالرواية الأولى، وهنا خشيت أن أقع في مطب المقارنة.

الإعتراف الثالث … أنني بالفعل أُصبت بالإكتئاب عند قرائتي الصفحات الـ٢٠ الأولى (وهنا كان واضح لي عكس تسارع الأحداث الممتع في رواية حوجن)، فلم ترُق لي الرواية أبداً في البداية، بل بدأت بتحضير نفسي للإعتراف بذلك على هذه الصفحة، ولم يرُق لي كل الموضوع على بعضه، خصوصاً تذكري لحماسي الغريب منذ البداية اتجاهها.

عندما انتهيت من الرواية …

تأكدت أولاً أن رواية حوجن وهُناك مختلفتين تماماً … ولعل من الظلم أن نقارنها ببعضها. ستجد البعض يميل للأولى وآخرين لهذه الرواية، كل شيء فيهما مختلف … الأحداث … الشخصيات … النمط والفكرة!

اكتشفت … أن ظني لم يخب كما كنت أتصور، وأن بداية الرواية كانت بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، تسارع تدريجي … وإثارة تدريجية … حتى وجدت نفسي أترك الرواية لبعض الوقت لأبحث عن شخصياتها على صفحات ويكيبيديا لأعرف إن كانت هذه الإثارة مجرد وهم!

لم تكن وهم … بل وجدت في الرواية خليط ساحر بين أحداث مثيرة، غريبة، لم أعتد عليه من قبل.

وأكثر ما استمتعت به حملان الرواية في طياتها الكثير من دروس الحياة، وخبرة الخبراء، وليس بعضاً من الخيال الجامع مع الإثارة السينمائية!

وجدت فيها تجسيداً رائع لبعض أهم الشخصيات التي غيرت حياة العالم، لتكون بمثابة كتاباً للتعليم والإستمتاع، وهنا كان السبب وراء بحثي عن الشخصيات واحدة تلو الأخرى في ويكيبيديا كما ذكرت.

والنهاية … لم تكن متوقعة بالنسبة لي … كانت بمثابة القلادة التي زينت رأس الآنسة على غلاف الكتاب لتزيدها جمالاً وإثارة … ولتجعل من الرواية عملاً متكاملاً مستوي الأعمدة.

أعتب قليلاً على وجود بعض الأخطاء المطبعية.

لكن الأهم … أنها استحقت الخمسة نجوم بجدارة.

كُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اختيارات متفرقة ٢، ديسمبر ٢٠٢٣م

ربما سيعي القارئ العزيز أن الاختيارات المتفرقة تأتيه من ناحيتي عندما يتزامن توقيتها مع السفر، ولحرصي إلى عدم الانقطاع وضيق الوقت لكتابة مقالات طويلة، فإنني ربما أُرشِّح له بعض الاختيارات التي أجدها بالفعل تستحق المشاهدة أو القراءة، وها هي اقتراحين: * لقاء مارك مانسون مع علي عبدال (عن كيفية

للأعضاء عام

اختيارات متفرّقة، ديسمبر ٢٠٢٣م

أحاول أن أستثمر وقتي في الطائرة استثمارًا جيدة، لمحاربة الانتظار، وأيضًا، لوجود فرصة للانغماس في قراءات ومشاهدات أو استماعا متعمّقًا. ومن حسن الحظ أن رحلتي الأخيرة كانت خياراتها موفقة جدًا. أشارككم إياها: * للشباب المنضمين حديثًا لسوق العمل؛ مقالة مطولة للأخ والصديق فؤاد الفرحان، بعنوان:

للأعضاء عام

القراءة مع الكارديو

أصبحت أنتظر ساعة التريُّض على جهاز «الدراجة» أو «الإليبتيكال» كل يوم، لأنها في الحقيقة هي الساعة التي أضع فيها أمامي الآيباد وأقرأ بعمق، والسماعات – العازلة للصوت – موجودة على أُذني. أعيش وقتها إحدى أعمق ساعاتي خلال النهار، وأنا منغمس مع الأحداث والكلمات التي أمامي. أقرأ على الآيباد من خلال