تخطى الى المحتوى

سماعات "بيتس" ضرورة أم رغبة؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

عندما أسأل الجميع عن رأيهم حول سماعات “Beats by Dr. Dre” ، يتفق معظمهم على الآتي:

  1. أسعارها غالية (جداً) ولا تستحق هذا الإرتفاع الغريب.
  2. يمكن لك الحصول على نفس الأداء (وأفضل) بسعر أقل بكثير.
  3. القوة الدعائية هي التي ساهمت بوصولهم لهذا النجاح (فقط القوة الدعائية). وليس علينا الخضوع لذلك.

ويقال أن المغني دكتور دري (صاحب العلامة التجارية) قد حقق أرباحاً من بيع هذه السماعات تفوق أرباح سنوات غنائه الطويلة مجتمعة.  ليس ذلك فحسب بل أن تصريح آبل الجدي برغبة شرائها للشركة التي تجاوزت مبيعاتها المليار دولار، يعد أحد المؤشرات الجدية التي تصف وضع الشركة ونجاحها.

سأكون فلحظة صراحة إن قُلت أنني أقتني الآن إحدى منتجاتها، ولا بأس أبداً بأداء السماعة مقارنتةً مع غيرها فهي جيدة جداً في عزل الصوت، وتصميمها أكثر من رائع، لكن عيبها الوحيد بالنسبة لي تناسبها بشكل أكبر مع منتجات آبل (لأني استخدم هاتف آندرويد) رغم فرق السعر الرهيب.

ولكن لعل الفرق بالنسبة لي كان عند اقتنائها يكمن لأهداف أُخرى إضافةً لاستخدامي الشخصي … ومنها:

  1. أردت التعرف على إبداع الشركة في تصميم المنتجات وتغليفها عن قُرب.
  2. كنت أود ملامسة إحدى المنتجات الناجحة التي لا تُعد [حاجة] لأي مشتري. (مليار دولار مبيعات !)
  3. بالطبع لا أنكر أن جزءاً من المعادلة فيه مكافئة لنفسي! وإن كان هذا الموضوع يحتمل وجود بعض السطحية (بين وبين نفسي وليس أمام الآخرين).
  4. استخدم السماعات بشكل كبير في حياتي، وفضلت اقتناء سماعات عالية الجودة عوضاً عن السماعات التي تأتي مع علبة الجوال. 

تَلقَى سماعات بيتس هجوماً كاسحاً عند المجتمع الغربي الآن لسببين مرتبطة وهي: أولا … تعلق المراهقين بها بشكل كبير وثانياً … مما سبب ضيق الأهالي من ارتفاع أسعارها غير المبرر!.

يظل اقتناء السماعات رغبة وليس حاجة، وقد نجحت الشركة بتحويلها إلى حاجة ضرورية بالنسبة لحياة المستمعين/الشباب للمحتويات الصوتية والأغاني على وجه الخصوص، واستطاعات بجدارة جعل منتجاتها جزء لا يتجزأ من نمط حياتهم. لتكون الشركة بالفعل مثالاً رائع يُدرس لرواد الأعمال والشركات الأخرى حول مدى تأثير قوة التسويق والتغليف.

يشتري كل من يشتري سماعات بيتس لأن غيرهم أشتراها … ولأنها أصبحت ضمن الإكسسوارات التي يحملها كثير من المشاهير في حقائبهم وأمام كاميرات التصوير.

ويظل الأغلبية الغالبة حتى كتابة هذه السطور تشتكي من عدم اقتناعها لهذه السماعات للأسباب المذكورة أعلاه، ويصر آخرين من عدم رغبتهم بالإستسلام لتأثير التسويق. لكن في النهاية ستستمر الشركة بمضاعفة أرباحها رغم ذلك!

من يشتري سماعاتهم إذاً؟

شؤون اجتماعيةعن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول