عزاء انكسار القلب مع ديفيد وايت
عن تأملات الشاعر ديفيد وايت في انكسار القلب:
«انكسار القلب: هو شيء لا يمكن منعه … هو النتيجة الطبيعية بعد رعاية أشخاص وأشياء لا نملك السيطرة عليها.
تبدأ حسرة القلب في اللحظة التي يُطلب منا فيها أن ننسى، ولكننا لا نستطيع.
بمعنى آخر، أن يُطلب منك أن تتغير وتعيش [وتستحضر النسيان] كل يوم.
حسرة القلب ليست زيارة، بل هي طريق يتبعه البشر في جزء كبير من حياتهم. إن انكسار القلب هو مؤشر على صدقنا: في علاقة حب، في العمل، في الحياة، في محاولة تعلم العزف على آلة موسيقية، في محاولة تشكيل ذات أفضل وأكثر كرمًا.
حسرة القلب هي الجانب الجميل الذي لا حول له ولا قوة من الحب والمودة، وهو جوهر ورمز الرعاية. حسرة القلب لها طريقتها الخاصة في العيش مع الوقت ولها الجانب الجميل أيضًا مع الصبر.
حسرة القلب هي الطريقة التي ننضج بها. ومع ذلك، فإننا نستخدم كلمة «انكسار القلب» كما لو أنها تحدث فقط عندما تسوء الأمور: حب بلا مقابل، حلم محطم وغيره… لكن انكسار القلب قد يكون جوهر كونك إنسان. أو جوهر أن تكون في مرحلة انتقال لمكان آخر، أو اهتمام جديد لشيء ما في طريقك. لا يوجد تقريبًا أي طريق يمكن للإنسان أن يتبعه لا يؤدي إلى انكسار القلب».
ويضيف:
«[يذكّرنا] انكسار القلب ألا نبحث عن طريق بديل، لأنه لا يوجد طريق بديل. إنها مقدمة لما [بعد] ما نحبه وأحببناه، وهو تساؤل لا مفر منه … هو عن شيء وشخص كان معنا طوال الوقت، وكأنه يطلب منا أن نكون مستعدين للتخلي نهائيًا عنه».
وعن عدم توقّع المقابل:
«الحب هو الحب الذي يعيشه البشر في معظم الأوقات. قد تكون الحاجة هي حاجتنا للمكافأة الكاملة: وهي الابتعاد عن إمكانيات الحب نفسه.
لقد واجه الرجال والنساء دائمًا صعوبة بالتفرقة بين الحب المتبادل وبين الحب المبذول. ولكن الحب غير المتبادل قد يكون هو الشكل الذي يتخذه الحب في الغالب؛ [فنقف ونسأل دومًا]: ما هو نوع المودة التي نتوقّعها بنفس المقياس أو الجودة التي نمنحها؟ …
وماذا يمكننا أن نعرف من خلال كل التقلبات والمنعطفات في الحياة؟ بحيث يمكننا أن نظهر للشيء أو الشخص الشكل المستمر والمناسب للعاطفة التي يحتاج إليها؟»
انكسار القلب لا يأتي من تبادل الحب مع الأشخاص، بقدر ما هو الانغماس في التوقّعات تجاه الآخر والأشياء.. وحتى الأعمال.
يعزّى وايت «منكسري القلب»:
«يبدو أن الانضباط الأعظم يتمثل في التخلي عن الرغبة في التحكم. وفي الطريقة التي تتم مكافأتنا بها. والتخلي عن خيبة الأمل الطبيعية التي تنبع من توقع المعاملة بالمثل الدقيقة والمدروسة.
يبدو أننا ولدنا في عالم يبدو فيه الحب – باستثناء اللحظات الرائعة والاستثنائية – موجودًا من جانب واحد فقط، جانبنا. وقد تتشكّل هنا الصعوبة والإلهام والهدية لرؤية الحب باعتباره التخلي المطلق [بكل مودة]، وهو أصعب تضحية على الإطلاق. [قدرتك في الانضباط الأعظم] بأن تتخلّى عن الشيء الذي نريد الاحتفاظ به إلى الأبد».
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.