تخطى الى المحتوى

عن المحاولات الفاشلة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

كل إنسان يملك أمرًا في حياته يفشل فيه باستمرار.

الإقلاع عن التدخين، الانتظام في الأكل، الانتظام في إدارة الشؤون المالية، الانضباط في العمل، والانضباط في الوعود التي يعطيها الأبوين لأبنائهم.

هناك أمرين يحوفوا المحاولات الفاشلة:

  • أن الاستمرار في الفشل ليس ضمانًا بأن ما نحاول فعله سيكون فاشلًا في المستقبل بالضرورة.
  • أن ما نفشل فيه يعبر عن امتلاكنا لأمل تغييره، وهنا الشاهد.

يُصاب الإنسان بالإحباط مع كل فشل، لأن طبيعتنا تجعلنا لا ننظر إلى الزاوية التي تخبرنا بأن ما نود أن ننجح فيه بالفعل يهمنا وإلا لما حاولنا. فلا يمكن لنا أن نهتم ونملك أملًا في تغيير شيء لا نكترث له.

إن فشِلنا في تغيير شخصٍ ما فإننا نُحبط لأملنا في تغييره، حتى وإن أدعينا العكس. تخيل أن تكون راكبًا على طيارة هليكوبتر ووجدت من الأعلى أحدهم يصرخ على صديقه؛ ما مدى اهتمامك بأن تقوم بإلغاء رحلتك لتنزل وتحل الخلاف؟

لا يوجد، والسبب عدم امتلاكك لأمل في تغيير الموقف، في نفس الوقت الذي تخبر نفسك بأن هؤلاء الإثنين سرعان ما سيعودون للتصالح، وستنسى المشهد، وتذكِّر نفسك بأنه أمرٌ لا يخصك من الأساس.. مثلما نجد منشورات لا نتفق مع مضمونها، ثم نكتفي بتذكير أنفسنا إننا لا نهتم بقول رأينا، قبل ضغط زر النشر على التعليق.

أما بالنسبة للأمور التي تهمنا أيًا كانت، فإننا نذكر أنفسنا إننا يجب أن نحاول مرة بعد مرة، لا نتوقف رغم الفشل. نحاول كل مرة ونخبر أنفسنا مع كل محاولة إننا نملك العزيمة مع الأمل، وسيحدث التغيير عما قريب.

لأن سنة الحياة هي التغيير، ولا يحدث التغيير سوى مع استمرار الإقدام على محاولة التغيير، حتى مع الفشل المستمر.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع