عن المحاولات الفاشلة
كل إنسان يملك أمرًا في حياته يفشل فيه باستمرار.
الإقلاع عن التدخين، الانتظام في الأكل، الانتظام في إدارة الشؤون المالية، الانضباط في العمل، والانضباط في الوعود التي يعطيها الأبوين لأبنائهم.
هناك أمرين يحوفوا المحاولات الفاشلة:
- أن الاستمرار في الفشل ليس ضمانًا بأن ما نحاول فعله سيكون فاشلًا في المستقبل بالضرورة.
- أن ما نفشل فيه يعبر عن امتلاكنا لأمل تغييره، وهنا الشاهد.
يُصاب الإنسان بالإحباط مع كل فشل، لأن طبيعتنا تجعلنا لا ننظر إلى الزاوية التي تخبرنا بأن ما نود أن ننجح فيه بالفعل يهمنا وإلا لما حاولنا. فلا يمكن لنا أن نهتم ونملك أملًا في تغيير شيء لا نكترث له.
إن فشِلنا في تغيير شخصٍ ما فإننا نُحبط لأملنا في تغييره، حتى وإن أدعينا العكس. تخيل أن تكون راكبًا على طيارة هليكوبتر ووجدت من الأعلى أحدهم يصرخ على صديقه؛ ما مدى اهتمامك بأن تقوم بإلغاء رحلتك لتنزل وتحل الخلاف؟
لا يوجد، والسبب عدم امتلاكك لأمل في تغيير الموقف، في نفس الوقت الذي تخبر نفسك بأن هؤلاء الإثنين سرعان ما سيعودون للتصالح، وستنسى المشهد، وتذكِّر نفسك بأنه أمرٌ لا يخصك من الأساس.. مثلما نجد منشورات لا نتفق مع مضمونها، ثم نكتفي بتذكير أنفسنا إننا لا نهتم بقول رأينا، قبل ضغط زر النشر على التعليق.
أما بالنسبة للأمور التي تهمنا أيًا كانت، فإننا نذكر أنفسنا إننا يجب أن نحاول مرة بعد مرة، لا نتوقف رغم الفشل. نحاول كل مرة ونخبر أنفسنا مع كل محاولة إننا نملك العزيمة مع الأمل، وسيحدث التغيير عما قريب.
لأن سنة الحياة هي التغيير، ولا يحدث التغيير سوى مع استمرار الإقدام على محاولة التغيير، حتى مع الفشل المستمر.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.