تخطى الى المحتوى

كتاب: غريزة التحكم بالذات - The Willpower Instinct

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

كتاب جميل جداً … أكثر مما توقعت في الحقيقة.

شدتني كثيراً الدراسات الميدانية التي أُجريت وتم توثيقها في الكتاب، وسبق أن كتبت مقالة بعنوان الإثبات الإجتماعي – Social Proof، حيث يتناول الكاتب تأثر الأشخاص بتصرفات مجتمعهم لتكون تبريراً لبعض الأخطاء التي يرتكبوها على الصعيد اليومي.

وشدني أيضاً مفهوم “What the Hell Effect” والذي يسمح من خلاله المرء لنفسه بارتكاب الأخطاء التي قد لا تبدوا كبيرة، كتناول المزيد من الدونات، أو سيجارة إضافية في مرحلة الإقلاع عن التدخين، أو الحصول على دقائق نوم إضافية أثناء فترة محاولة الإستيقاظ باكراً … وقد تناول الكاتب هذا المفهوم ليشرح أن الإنسان عندما يقوم ببعض الأمور الخاطئة قد لا يقارنها بالضرورة بأمور أكثر تأثيراً وأشد خطورة كالخيانة أو الغش، بل أن العقل البشري قد وصل إلى قدرة من التعقيد قد تسمح لنفسه بتقبل الأخطاء البسيطة، مما يساهم باستمراريتها لفترة طويلة.

اقتنعت أيضاً … أن اللحظات الحرجة (خصوصاً فيما يتعلق باللحظات التي تستوجب التحكم في الذات) يظهر العقل الباطن كل العادات والقناعات الداخلية لدى الإنسان … فمثلاً: عندما نُقرر البدء في حمية أو رجيم غذائي معين، نقنع أنفسنا أثناء ذهابنا لمطاعم الوجبات السريعة بقدرتنا على طلب وجبة صحية بدلاً من وجبة البرجر الذي اعتدنا أن نطلبها دوماً، ولسوء الحظ يستسلم معظمنا أمام الكاشير للعادة القديمة “لا شعورياً” بالقيام بطلب الوجبة الغير صحية المعتادة عوضاً عن الوعد الذي قطعناه قبل زيارة المطعم!

يساعد الكتاب كثيراً اكتشاف نقاط الضعف فيما يتعلق بالتحكم بالذات، وشجعني للخوض في بعض المغامرات التي آمل أن تعمل بشكل كبير معي فيما يتعلق بالعادات اليومية، كالأكل … النوم … الإقلاع عن بعض العادات غير الصحية.

باختصار … كتاب مثير للإهتمام، ومليء بالعلم (المتعوب عليه).

وقد علمني أن الإنسان عبارة عن مجموعة إنسان مختلف الشخصيات … يستسلم بعضهم للمتاعب، ويلتزم الجزء القليل أمام الشهوات ليتغلب عليها.

كُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اختيارات متفرقة ٢، ديسمبر ٢٠٢٣م

ربما سيعي القارئ العزيز أن الاختيارات المتفرقة تأتيه من ناحيتي عندما يتزامن توقيتها مع السفر، ولحرصي إلى عدم الانقطاع وضيق الوقت لكتابة مقالات طويلة، فإنني ربما أُرشِّح له بعض الاختيارات التي أجدها بالفعل تستحق المشاهدة أو القراءة، وها هي اقتراحين: * لقاء مارك مانسون مع علي عبدال (عن كيفية

للأعضاء عام

اختيارات متفرّقة، ديسمبر ٢٠٢٣م

أحاول أن أستثمر وقتي في الطائرة استثمارًا جيدة، لمحاربة الانتظار، وأيضًا، لوجود فرصة للانغماس في قراءات ومشاهدات أو استماعا متعمّقًا. ومن حسن الحظ أن رحلتي الأخيرة كانت خياراتها موفقة جدًا. أشارككم إياها: * للشباب المنضمين حديثًا لسوق العمل؛ مقالة مطولة للأخ والصديق فؤاد الفرحان، بعنوان:

للأعضاء عام

القراءة مع الكارديو

أصبحت أنتظر ساعة التريُّض على جهاز «الدراجة» أو «الإليبتيكال» كل يوم، لأنها في الحقيقة هي الساعة التي أضع فيها أمامي الآيباد وأقرأ بعمق، والسماعات – العازلة للصوت – موجودة على أُذني. أعيش وقتها إحدى أعمق ساعاتي خلال النهار، وأنا منغمس مع الأحداث والكلمات التي أمامي. أقرأ على الآيباد من خلال