تخطى الى المحتوى

كيف يمل الآخرون منك (أو ما هو الألم)؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

هذه المقالة أُهديت لمبادرة بـلسم، مبادرة تستحق الدعم.


يمل الآخرون منك، عند كثرة انتقادك لهم ..

والأمر البسيط هُنا، أن الآخرين يستطيعون اقتلاع حياتهم من عندك، أو إخفاءك من حياتهم.

ومشكلة النفس .. أنها لا تستطيع الهروب من ذاتها، عندما تُنتقد. لا تستطيع الهروب من نفسك إن انتقدتها كل يوم دون توقف!

«لا أملك إلا أن أكون إيجابياً، فلا فائدة من أي أمرٍ آخر» يقول ونستون تشيرتشل في مذكراته للحرب العالمية الثانية، عندما عُين رئيساً لبريطانيا في الوقت الذي لا يريد أن يكون فيه أي شخص في هذا العالم رئيساً لدولة عُظمة تعيش حرباً مع هيتلر!

لا يملك من يحمل الألم إلا بعض الخيارات، وإن حصرنا أمرها؛ فستكون أحد خيارين: خيار الإيجابية، وخيار التساؤل عن نهاية الألم أو الاستمرار في عدم التعايش معه.

لا أعيش هذه اللحظات وأنا أكتب ألماً أستطيع البوح به، لكنني جربته من قبل …

جربته في الفقد، وعند الخسارة وجربته في الفشل.

جربته مع درجات متفاوتة من الحزن .. وأعرف شعوره جيداً، ولا أرغب أن أعيشه بأقصى درجاته في يوم من الأيام.

كل ما أعرفه عن الألم أنه لن ينضب مع السلبية، ولن يختفي مع الإنتقاد.

الألم .. على ما أعتقد هو كباقي سنن البشر، يتغير تدريجياً .. نتأقلم مع وجوده إن قررنا التأقلم، ويختفي .. ليس باختفاءه، بل لأن أموراً أكثر أهمية أصبحت تشغلنا عن وجوده.

نعود للقرار … إن كنّا نراه، فيمكننا بالفعل التعامل معه .. فقط إن استوعبنا امتلاكنا له.

للألم قدرة أن يخطف كل شيء من الإنسان.

ألم الفقر يخطف المال، ألم الجسد يخطف بعض الأعضاء، وألم الوِحدة يخطف ود الآخرين … لكن لا يستطيع الألم، أو أي شيء في الدنيا أن يخطف من الإنسان الحرية.. حرية اتخاذ القرار.

الألم مثل ما يشبهها بعض الفلاسفة (ربما) كالنار، إن قرر الإنسان أن يعيشه كحالة، وكالجنة إن قرر الدخول إليها.

ولا أحتاج أن أذكرك بأننا خُلقنا للجنة.

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)