تخطى الى المحتوى

لا تكمل عملك إن كنت تشعر بالإرهاق!

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

منذ مدة وأنا أحاول أن أُقسم وقتي بين نوعين من العمل أثناء اليوم:

  1. العمل على المهام الإبداعية: وهي كل الأعمال غير المطلوب مني بالضرورة من الآخرين. مثل كتابة هذه المقالة والكُتب التي أعمل على تدقيقها أو كتابتها، وهي التي يهمني أمرها أكثر من أي شيء آخر.
  2. الأعمال/المشاريع أو المهام التي تتطلب مني متابعة مستمرة: وهي تتميز بأنها لا تحتاج بالضرورة إلى تركيز ذهني عالي مثل النوع الأول، وألخصها في إرسال الإيميلات، الاتصالات الهاتفية، وبعض المهام الإدارية الأخرى.

أتحدث اليوم عن ما يخص النوع الأول …

أكثر ما يستنزفه أي عمل إبداعي أو عمل يحتاج نسبة عالية من التركيز أمرين لا ثالث لهما: الكثير من الوقت، والكثير من المخزون الذهني. وقد لاحظت أمراً كان يتكرر معي باستمرار خلال الأوقات الماضية، وهو أنني عندما أحاول الضغط على نفسي بالاستمرار في أي مهمة إبداعية نهاية اليوم، فإنني لا أستطيع أن أُنجزها، إضافةً إلى إحساس بالذنب يستمر لبعض الوقت لعدم إنجازي لها، والسبب أنني لم ألاحظ أمراً كان لا يستدعي حقيقةً هذا الإحساس بالذنب، وهو أنني على الأغلب مرهق جداً أثناء قيامي بالمهمة!

لا يجعلك الإحساس بالإرهاق أن تفكر بشكل واضح، ولن يقودك إلى إنجاز عملك على أكمل وجه.

مشكلتي كانت محاولة صرف المزيد من الوقت (وأنا في قمة الإرهاق) على المهمة في محاولة لتجاوز الكسل وإبعاد إحساس الإرهاق الذي لا يمكن بطبيعة الحال تجاوزه، أو إقناع نفسي بعدم الإحساس به. وكان ينتهي يومي وأنا في حسرة على عدم إنجاز تلك المهمة.

اكتشفت ببساطة شديدة أن مشكلتنا دوماً – فيما يخص انتاج الأعمال الإبداعية – سوء اختيار التوقيت الذي يجب علينا استغلاله للعمل، فمثلاً أحرص منذ وقت طويل أن أجعل كل المهام الإبداعية منذ الصباح الباكر حتى وقت الظهير، لأتحول بعدها إلى النوعية الثانية من الأعمال. ومع فوضة ترتيب النوم التي صاحب مناسبتي رمضان وعيد الفِطر، فقد انعكست الآية لسببٍ ما، وأصبحت أهتم بالمهام غير الإبداعية في الصباح (لأنها ربما تراكمت مع الإجازة) ولأُنجِز مشاريع الكتابة في وقت متأخر من اليوم وأنا في قمة إرهاقي، لأخرج مؤنباً نفسي أنني إنسان كسول ولا أُريد أن أنجز، وهو ما تطرقت له بدايةً أن هذا الإحساس مجرد إحساس مزيف، يصاحب الإرهاق فقط! … فأنا لا أجد نفسي أبداً أحد الكسالى! … بل أجد نفسي إلى حد كبير، شخص يحتاج إلى بعض الترتيب في يومه العملي.

الخلاصة هنا … أن الأعمال الإبداعية يجب أن تُنفذ في الأوقات الخالية من الإرهاق (أنا اخترت الصباح الباكر)، والعكس صحيح.

مقالات عن الانتاجيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا