لدي مفاجأة لك!
في ديسمبر عام ٢٠١٨م، طلب مني أحد الأصدقاء العزيزين (من الجنسية الهندية) أن أُرتب له تأشيرة زيارة عمل للمملكة. كُنت وقتها متنقلًا بين مدينتي الرياض وجدة، وقبل وصوله بساعات لمطار الملك عبدالعزيز بجدة، هبطت طيارتي قادمًا من الرياض، لأذهب مع سائق المنزل إلى بيتي أترُك الشنط وآخذ سيارتي متجهًا إلى المطار لأُقِل «كومار» لفندقه.
أرسل لي رسال صباح ذاك اليوم يخبرني فيها «أنه يحمل مفاجأة سارة لي» وسوف يُريني هي عند وصوله. قمت بالمقابل بترتيب لقاء عمل لشركاء محتملين له، لمعرفتي المسبقة برغبته في الدخول للسوق السعودي (كمستثمر) من باب «تبادل المفاجأت السارة».
انتظرته أمام باب الخروج بالقرب من الجوازات. صديقي هذا إنسان شديد التأنق، ويحب أن يكون دومًا في أبهى صورة، وبالطبع لا يُمانع أن يركب على الدرجة الأولى في معظم سفراته، إلا أن هذه المرة لم ينزل من الطائرة مع حقيبته الجلدية الأنيقة وجاكيت البليزر الأزرق فقط، بل وجدته واقف أمام موظف الجوازات مع مفاجأته.. «طبق برياني ضخم» في حافظة!
عندما سألته عن هذه المفاجأة الخطيرة، حكى لي أنه أبلغ طبّاخ منزله في مسقط (وهي المدينة التي يستقر فيها) أنه ذاهب لزيارتي في جدة، ولمعرفتهم الإثنين بعلاقتي المميزة التي تربطني بطباخه.. قرر الأخير أن يبادلني الود بطريقته الخاصة من خلال إقناع كومار وإرسال هذه الحافظة مع الكنز المصنوع بيده داخلها.
لم تكن مفاجأتي التي رتبتها مع الأسف تروق لحجم الحماس الذي أعطاني إياه. إلا أنها تحولت لتُصبح شراكة عمل في تأسيس شركة بيننا اليوم، أصبح كومار مع كتابة هذه السطور أكثر من أخ وشريك أعتز وأفتخر بعلاقتي معه لشركة تجاوز عدد موظفيها العشرين، مع ثلاثة فروع في المملكة وطموحات مستقبلية ليس لها حدود.
وتظل المفاجآت تفاجئني في هذه الحياة، ويظل كرم المولى سبحانه يفوق الوصف.
[ربما سأحكي في يوم من الأيام تفاصيلًا أكثر عن هذه التجربة وتجارب أخرى (مع بعض الصور) رغم إنني أحاول دومًا التحفُّظ مؤقتًا على سرد الحكايات العملية في كتاباتي].
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.