تخطى الى المحتوى

لماذا يطلبن سيدات البيوت القليل من الوقت للروقان؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

يظن كثير من الناس أن الإنشغال هو إنشغال اليد في عملٍ ما، ويتناسون أن للذهن والجسد طاقة تنقُص وتزيد خلال اليوم.

نعم … قد أملك بعض الوقت الفارغ في المساء، لكن ليس بالضروري علي أن أنشغل في شيء معقد أو أحاديث عملية طويلة تستنزف ما تبقى من طاقة اليوم.

لم أكُن أفهم ماذا يُريدن سيدات البيوت عندما يقولون: “نحتاج فقط القليل من الوقت خلال اليوم لـ … الرووقان!”.

وفي الحقيقة لم أعي أن الحاجة النفسية الكبيرة للقليل من الهدوء والوقت دون عمل شيء ما ليست كلاماً فارغاً، بل أن موضة التأمل واليوجا في العالم ليس لها هدف حقيقي كهدف الإنعزال عن الإنشغالات اليومية المستمرة في محاولة للهروب إلى بعض الروقان وتوفير طاقة ذهنية حسب ما يدّعي الكثيرين!

شخصياً … لم أكُن أُعطي أهمية لمعادلة الجهد الذهني والطاقة مقابل ساعات الفراغ خلال اليوم. لأننا ببساطة إن لم نكُن في إجتماع أو في ساعات العمل فيفترض بنا أن نكون مشغولين في أشياء أُخرى، أو على الأقل إيجاد ردود للآخرين عندما يتصلون بنا ويسألوننا: “ماذا لديكم الآن؟ … هيا نخرج أو … نفعل الشيء الفلاني”.

نملك ٢٤ ساعة … صحيح. ونملك قدرة على الإنتاج لا تتجاوز ساعات بسيطة من الـ ٢٤ ساعة. ونملك أيضاَ إلتزامات عائلية ونفسية وترفيهية.

هدفي من هذه الكلمات اليوم هو تذكيرك بوجود ساعات فراغ إضافةً لطاقات الجسد والذهن، وليس من حق الآخرين أن يستنزفوها كما يشاؤون.

إن لم تكُن تملك طاقة ذهنية كافية ببساطة لا ترد على التلفون أو أي إيميل عمل خلال المساء. وإن لم تملك طاقة جسدية فليس هُناك داعي للخروج …

وشخصياً … بالنسبة لي، طاقة الذهن هي الأولى، وأي شيء آخر يأتي بعدها.

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)