تخطى الى المحتوى

مشكلة الإيجابيين في هذه الحياة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

… أنهم يستهدفون العاطفة فقط.

«ثقافتنا اليوم تركز بشكل مهووس وغير عقلاني تجاه التوقعات الإيجابية: كُن سعيداً، كُن صحياً، يجب أن تكون الأفضل .. أفضل من الغير. كن أسرع، أغنى، أكثر إغراءاً، أكثر شهرة، أكثر إنتاجية .. وأن تكون محبوباً أكثر» يقول مارك مانسون، ويضيف في موضع آخر:

«.. عندما تتوقف للتفكير ملياً بكل هذه النصائح المعاصرة التي اعتدنا سماعها طيلة الوقت، ستجد أنها لا تُصلِح ما تفتقده على أرض الواقع.

تجعلك [هذه النصائح]  أن تركز على ما لا تملكه، تجعلك تركز على المال وكأنك لا تملك ما يكفيك.

وتجعلكِ أيضاً تقفين أمام المرآة وتقولين لنفسك أنتي جميلة أنتي جميلة .. وكأنك لستِ مقتنعةً أصلاً أنكِ جميلة، بل وتقودك للحرص على بناء علاقة مع شخص ما في أسرع وقت، وكأنك تفتقدين لحب الآخرين لكِ.

هناك مثل يقولوه أهل تكساس: «الكلاب الصغيرة تُصدِر النباح الأعلى». الرجل الواثق من نفسه، لا يحتاج أن يثبت هذا الأمر للآخرين، وأيضاً المرأة الغنية، لا تحتاج أن تقنع الأخريات أنها غنية بالفعل، سواءاً كانت كذلك أم لا».

ويشير مارك مانسون أن انتشار مثل هذه الثقافة بإقناع الآخرين بالنقص أمر جيد جداً للتجارة، فهي تستدعيك طيلة الوقت لإخفاء عيوبك بشراء المزيد من الأشياء وتعويض الكثير من النقص المزيف فيك.

مشكلة الإيجابيين الزائدين عن الحد [رواد تطوير الذات] أنهم قد يشكلون ضرراً على صحتك النفسية. كما يختم مانسون هذه الجزئية في كتابه، والتي ارتأيت أنها تستحق المشاركة.


Refrence:

Manson, Mark. The Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good Life (pp. 3-4). HarperCollins. Kindle Edition.

سيكلوجيا الإنسانكُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)
للأعضاء عام

اقتراحات سبتمبر ٢٠٢٤م: كتب ومطاعم وبودكاست

الكتابة (من ناحية تسويقية) لا يجب أن تميل مع ميل صاحبها للموضوعات التي يُحبها. كان هذه ثمرة عدة نقاشات متفرّقة مع أصدقاء عزيزين هذا الشهر. طبعًا أختلف! سوف يكون التطبيق العملي لهذا الاختلاف عدم كتابة مثل هذه المقالة التي تحمل اقتراحات خاصة مختلفة ومتنوعة. على كل حال

اقتراحات سبتمبر ٢٠٢٤م: كتب ومطاعم وبودكاست
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟