تخطى الى المحتوى

هل سيفتقدك الآخرين عندما تختفي؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

في حديث شيق مع أخي محمد هشام حافظ وأخي أيمن جمال، تحدث الأخير عن تعريفه الشخصي للنجاح والأثر (Impact)، وقد خلق في ذهني تصورات عديدة عن هذا الأمر.

يعرّف أيمن النجاح بأنه مرتبط بتحقيق هدف معين في وقت محدد. شراء منزل في مكان ما، سيارة ما في عمر ما .. سفرة حول العالم، أو رقم محدد في البنك، كلها تمثل النجاح لدى الكثيرين، وفي بعض الحالات البعض من كل ما ذُكر.

الحصول على جائزة مرموقة في الكتابة .. وسام الملك عبدالعزيز … جائزة في ملتقى سينمائي .. كلها أيضاً أشكالٌ أخرى من النجاح.

«شخصياً لا أهدف للنجاح» يقول أيمن ويضيف .. «بل أتطلع لإحداث الأثر على الآخرين من خلال عملي في صناعة الأفلام، بالضبط كما ترك فيّا هذا الأثر المرحوم مصطفى العقاد  بعد أن أخرج فيلمي الرسالة وعمر المختار ليرحل عن هذا العالم».

مشكلة النجاح كمفهوم أننا نحمّله أكثر من طاقته، نربطه كثيراً بما يراه الآخرين فينا، ونتجاهل ما يجب أن نكون عليه. يُصعّب هذا الأمر أيضاً عندما نرى النجاح ما يمكن لنا تحقيقه من خلال أبناءنا، أو من خلال ما ستعيشه دوائرنا الضيقة.

النجاح أمام العامة ربما يمثل الشهرة .. المال .. المنصب .. أو الإنجاز الفردي.

الأثر؛ يغير حياة الأخرين، ويستمر لفترات بعد الموت، ويجعلنا جزءاً من حياتهم. الأثر .. هو الذي يثبت جيلاً بعد جيل أن الإنسان أصبح يمارس إنسانيته بشكل أكبر.

هل سيفتقدني الآخرين عندما أموت؟

يجيب على هذا السؤال الأثر الذي سأتركه؛ ومشكلتي الشخصية أنني لم أتعلم أن أترك الأثر إلا من خلال بعض التجارب والعديد من الكلمات.

لا يُترك الأثر إلا بالمزيد من العمل. ولا يحقق النجاح أيضاً إلا بالمزيد من العمل. لكن كيف سيكون الاختيار، وكيف سيتحقق الأثر وبماذا؟

مشكلة الأثر أنه أحد أهم الأمور في هذه الحياة التي لا يمكن لأحد معرفة الطريق الواضح لتحقيقه، ومشكلته الأكبر أن التاريخ أثبت مرات عديدة أن الأثر لا يظهر بشكل مكتمل إلا بعد غياب صاحبه.

إذاً هل يحق لنا أن نسأل: هل سيفتقدنا الآخرين إن غبنا؟

والأمر الآخر … بماذا سيفتقدونا؟

سيكلوجيا الإنسانعن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس