تخطى الى المحتوى

هل مشاكلنا موجودة بالفعل ؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

هل مشاكلنا موجودة بالفعل ؟

في مناقشة سريعة بين طلاب مرحلة ابتدائية واستاذهم الذي لا يؤمن بوجود الإله ، قام أحد الطلاب وسأله السؤالين التاليين:

الطالب: السؤال  الأول – أستاذي هل هناك وجود للبرد ؟

رد الأستاذ: نعم بالطبع هناك وجود للبرد.

الطالب: في الحقيقة يا أستاذي حسب القوانين الفيزيائية لا وجود للبرد إنما ما نراه ونشعر به هو انعكاس لعدم وجود الحرارة إذاً هناك وجود للحرارة.

 الطالب: السؤال الثاني –  هل هناك وجود للظلام؟

الأستاذ: بالطبع الظلام موجود.

الطالب: خطأ ، إنما وجود الظلام هو نتيجة لعدم وجود الضوء ، إذاً الضوء هو الموجود ، إذاً الخالق موجود مثل ما خلق الحرارة وخلق الضوء!!!

دون مفاجئة ، كان ذلك الطالب هو آينشتاين عالم الفيزياء وواضع النظرية النسبية في مراحله الدراسية الأولى.

أكرر دائماً عدم رغبتي أو قدرتي على التطرق للمواضيع الدينية أو السياسية في مقالاتي ، لكن استشهد بهذه القصة حول تواجد بعض الوقائع التي نخلقها لأنفسنا دون الرجوع للأسباب الحقيقية لحدوثها .. أو على الأقل خلق حلول جذرية لمعالجتها.

قال لي صديقي يوماً ، المشكلة هي ما تراه أنت وليست هي بالفعل … أعتقد أن كلامه في غاية الدقة ، فقد تكون هذه المشكلة مجرد روتين يمر به شخص آخر كل يوم وتمثل المصيبة الكبرى بالنسبة لك !

كنت استغرب من بعض الأشخاص الذين يطرحون علي حلول جذرية سريعة بمجرد استشارتهم عن مشكلة ما (وقد تكرر هذا الموقف معي كثيراً في عالم الأعمال تحديداً)  ، لاكتشف ببساطة أنه لا يرى المشكلة كما أراها ، أو أنه قد عاشها مرات عدة ليطرح علي حلها خلال ثواني.

وإجابة على السؤال … لا ، مشاكلنا ليست موجودة بالفعل وإنما نحن من يصنعها بأحجام مختلفة ويتفاعل معها … لنتأثر بها كما نُريد ، ثم لننتهي منها وندخل في المشاكل التالية !

شؤون اجتماعيةعن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

تريد سرًا كبيرًا من أسرار الإنجاز؟

عليك بالكلاحة

تريد سرًا كبيرًا من أسرار الإنجاز؟
للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟