هل مشاكلنا موجودة بالفعل ؟
هل مشاكلنا موجودة بالفعل ؟
في مناقشة سريعة بين طلاب مرحلة ابتدائية واستاذهم الذي لا يؤمن بوجود الإله ، قام أحد الطلاب وسأله السؤالين التاليين:
الطالب: السؤال الأول – أستاذي هل هناك وجود للبرد ؟
رد الأستاذ: نعم بالطبع هناك وجود للبرد.
الطالب: في الحقيقة يا أستاذي حسب القوانين الفيزيائية لا وجود للبرد إنما ما نراه ونشعر به هو انعكاس لعدم وجود الحرارة إذاً هناك وجود للحرارة.
الطالب: السؤال الثاني – هل هناك وجود للظلام؟
الأستاذ: بالطبع الظلام موجود.
الطالب: خطأ ، إنما وجود الظلام هو نتيجة لعدم وجود الضوء ، إذاً الضوء هو الموجود ، إذاً الخالق موجود مثل ما خلق الحرارة وخلق الضوء!!!
دون مفاجئة ، كان ذلك الطالب هو آينشتاين عالم الفيزياء وواضع النظرية النسبية في مراحله الدراسية الأولى.
أكرر دائماً عدم رغبتي أو قدرتي على التطرق للمواضيع الدينية أو السياسية في مقالاتي ، لكن استشهد بهذه القصة حول تواجد بعض الوقائع التي نخلقها لأنفسنا دون الرجوع للأسباب الحقيقية لحدوثها .. أو على الأقل خلق حلول جذرية لمعالجتها.
قال لي صديقي يوماً ، المشكلة هي ما تراه أنت وليست هي بالفعل … أعتقد أن كلامه في غاية الدقة ، فقد تكون هذه المشكلة مجرد روتين يمر به شخص آخر كل يوم وتمثل المصيبة الكبرى بالنسبة لك !
كنت استغرب من بعض الأشخاص الذين يطرحون علي حلول جذرية سريعة بمجرد استشارتهم عن مشكلة ما (وقد تكرر هذا الموقف معي كثيراً في عالم الأعمال تحديداً) ، لاكتشف ببساطة أنه لا يرى المشكلة كما أراها ، أو أنه قد عاشها مرات عدة ليطرح علي حلها خلال ثواني.
وإجابة على السؤال … لا ، مشاكلنا ليست موجودة بالفعل وإنما نحن من يصنعها بأحجام مختلفة ويتفاعل معها … لنتأثر بها كما نُريد ، ثم لننتهي منها وندخل في المشاكل التالية !
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.