تخطى الى المحتوى

هل نحتاج لتسعة ساعات (ونصف) عمل؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

تزامناً مع قرارين:
الأول: في دولة السويد، تم خفض ساعات العمل في بعض المنشآت لتصبح ستة ساعات، بدلاً من تسعة.
والثاني: في المملكة، تم زيادة عدد ساعات عمل منسوبي وزارة الصحة لتسعة ساعات ونصف بدلاً من ثمانية (يبدأ تطبيق هذا القرار في شعبان من هذه السنة).
وأسئلتي هنا …
هل ستزيد كفاءة الموظفين بزيادة ساعات العمل؟
هل سيتحسن أدائهم؟
ماذا عن نفسياتهم؟ كيف سيستقبلون أول يوم عمل بعدد الساعات الجديدة المضافة (دون أي تغيير في الراتب)؟
كيف سينعكس ذلك على المراجعين؟
ماذا عن الأمهات؟ وأطفالهم ومسئوليات البيت؟
تقول شيرل سندبيرج (*) (رئيسة عمليات فيسبوك وأحد أقوى سيدات العالم نفوذاً):
“عندما ارزق بطفل، اضطر لخفض ساعات عملي … ودعني اعترف أن خفض ساعات العمل يزيد من انتاجيتي وانتاجية فريق عملي بشكل كبير، أصبح أكثر دقة في إنجاز المهام لأن كل دقيقة تصبح أثمن… أسأل نفسي هل حقاً أحتاج للإجتماع القادم؟ هل سفرتي القادمة ضرورية بالفعل؟ … ليس ذلك فحسب، بل تنتقل زيادة الإنتاجية مني لزملائي اللذين يصبحون أكثر تفاعلاً مع محدودية الوقت، وقلة الطلبات والصلاحيات التي يطلبونها مني، ليركزون فقط على الأهم ثم المهم في عملهم”
وتضيف آريانا هافينجتون: ” لا يمكن للإنسان أن يصنع توازناً في عمله طالما لم يوازن حياته الخاصة”.
وهنا أجد أن التركيز على تسهيل وصرف ساعات العمل لما يهم بالفعل أكثر كفاءة من زيادتها … بل أن الزيادة ستشمل معها زيادة الكسل والبيروقراطية والضيق من عدد ساعات العمل غير المبررة.
_____
(*) من كتاب: الإزدهار – Thrive ، لآريانا هافينجتون

شؤون اجتماعيةعن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول