هناك أمور لا يحلها إلا الصبر
عندما نتابع بعض أعظم العقول في التاريخ، سنجد أن الصبر وحده كان أحد أهم الأسلحة الأهم التي تصدوا به للكثير من العقبات، وأحيانًا يكون هو الأداة التي جعلتهم يحصلون أيضًا على الكثير من المكاسب.
«في الواقع، نشعر بالحاجة إلى مزيد من المعلومات بسرعة أكبر. يميل نفاد الصبر هذا إلى الامتداد إلى جوانب أخرى من حياتنا، مثل قراءة كتاب، ومشاهدة فيلم. يقل مدى انتباهنا، وكذلك تسامحنا مع أي عقبات في طريقنا.» يعلّق روبرت جرين في كتابه «طبيعة النفس البشرية».
«انتظر يوم أو يومين قبل أن تتخذ أي قرار. ثانيًا: عندما نواجه تحديًا مهمًا في حياتنا، يجب أن نبقي أعيننا على الأهداف طويلة المدى حتى نصل إليها، يتطلب ذلك [في حال ارتباط التحدي مع أشخاص آخرين] أن نقيّم نقاط الضعف والقوة لديهم ونحاول استثمارها. هذه النظرة الواضحة تجعلنا مبتعدين عن التفاعل العاطفي غير المبرر… وأخيرًا، من المهم أن نملك إيمانًا بأن الوقت سيقف في صفنا وسيُديم الحال الأفضل».
رأيت في حياتي محاولات سريعة ومكثّفة وممتدة من أشخاص لمعالجة أحزان شخص عزيز فقد أحد أحبته من خلال اقتراح خرجات وسفر وابتسامات واقتراحات لتجنب الحزن، وننسى أن الأيام وحدها كفيلة بتخفيضه.
ينطبق ذلك على المرض، أو خسارة وظيفة أو مبلغًا من المال أو حتى انتهاء علاقة عزيزة. نتناسى أن الخسارة جزء أصيل من حياتنا. ولأننا مبرمجين على السرعة، أصبح الصبر مهمة أصعب من أي وقتٍ مضى. فهناك سيل من الأخبار والمستجدات والتغييرات كل يوم؛ توهمنا بأننا يجب أن نكون على نفس النهج حتى وإن كان مضمار حزن أو ألم.
أصبحنا سريعين في تلقي الأخبار وسريعين في تناول وجباتنا، ونريد أن نكون سريعين في الترقيات ونبحث عن سرعة استجابة لطلباتنا وتوقعاتنا من أزواجنا، ونريد أن نكون سريعين في علاج أنفسنا من الألم والبؤس.
ننتظر الحلول السريعة، وننسى أن الصبر هو الهدوء في ردة الفعل يتبعها هدوء في التركيز على الهدف الأكبر ليتبعها انتظار التغيير إلى حالٍ أفضل.
الحال لا يتغير بسرعة، تغير أنت لحالٍ أفضل.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.