تخطى الى المحتوى

لماذا يجب أن تقرأ كُتباً فوق مستواك

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

إن قسمت قراءاتك، ستجد أنك لا تخرج عن ثلاثة إطارات فيها:

  1. تطوير معلومات سابقة، أو التذكير أو لإعادة الاستفادة بالمعلومات الموجودة لديك مسبقاً (كُتب تطوير الذات بشكل عام، ضمن هذه الخانة).
  2. الترفيه، ويدخل من ضمنها (الخيال، الإثارة، تطوير المحصول اللغوي إلخ.).
  3. القراءات التي تتحدث عن موضوع جديد تماماً بالنسبة لك (كُتب التاريخ، التخصصات المتعمقة، الفلسفة إلخ.)

وأتحدث في هذه المقالة عن النوع الثالث.

يتطلب أمر قراءتك لكتب أو مقالات أعلى من مستواك الفكري بعض البحث، وبعض المرونة لتعلم مصطلحات جديدة، والأهم … بعض الصبر لتقبل أفكار جديدة أو جذرية أو غير مألوفة. ويعتقد «مارك توين» أن القارئ للكُتب غير الجيدة، ليس لديه ميزة أعلى من الشخص الذي لا يقرأها من الأساس. وهنا أعتبر مجازاً أن الكُتب من الفئة الثالثة تدخل ضمن هذه الخانة.

صحيح أن التحدي الأكبر لدى القارئ العادي (وقبلها غير القارئ) أن عادة القراءة هي التي يجب أن توضع محل التطبيق أصلاً، إلا أن تناولي لمستواً جديد في نوع القراءة هو ما أود أن أشير إليه، بأن القراءات الصعبة تصارعك لترتقي بفكرك الذي تربى على الحفاظ على منطقة الراحة، حتى وإن كان متعلقاً بالقراءة. (هنا مقالة حساسة وصعبة ساهمت بتغيير حياتي)

كتب التاريخ، رغم تحفظـي على دقة المعلومات المذكورة فيها بشكل عام، إلا أنني أجد صعوبة ربط المعلومات ببعضها البعض فيها وطولها النسبي، يقودني في حالات كثيرة للحاجة إلى الاستمرار بوتيرة واحدة في قراءتها، وتقودني هذه الوتيرة، إلى أهمية الاطلاع على مواد أخرى، لأكمل الصورة التي خرجت بها منها. فهناك أحداث، وأسماء، وتواريخ، وحالات اجتماعية وسياسية في عين الاعتبار. وسيتحول دور القارئ إن أخلص واجتهد في قراءته إلى باحث، وخالق لأفكار جديدة، بدلاً من قارئ سطحي للمواد التي أمامه.

كتب الفلسفة، كانت ولا زالت عصية الفهم على العامة من الناس، وإن اقترنت «بالمنطق» وتم تناول قراءتها بهدوء، مع الاطلاع على المسببات التي ساهمت بجعل كل فيلسوف يبتكر فلسفته، سوف تسهُل عليك مهمة لم الأفكار، والاستفادة منها لاحقاً في حياتك (هنا أحد الأمثلة في هذا الأمر)، وستبقى الكُتب أعلى من مستوانا إن اقتنعنا أنها أساسًا أعلى من مستوانا الفكري، وهذا ما يجب أن أقف ضده.

الروايات الطويلة، تجمع عادةً بين كل الفئات، وتخلق عالماً خيالي جديد ومعلومات (على الطائر) وتقود القارئ للسفر إلى عوالم أخرى، والأهم؛ أنك تطلع على قمة الإبداع الإنساني في خلق تلك العوالم.

وكُتب السير الذاتية (الصعبة) تتناول العيوب والأخطاء والانتقاد والدروس التي مر بها شخص آخر، لتختصر الطريق عليك في حياتك إن تعلمت من قراءتها.

كُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اختيارات متفرقة ٢، ديسمبر ٢٠٢٣م

ربما سيعي القارئ العزيز أن الاختيارات المتفرقة تأتيه من ناحيتي عندما يتزامن توقيتها مع السفر، ولحرصي إلى عدم الانقطاع وضيق الوقت لكتابة مقالات طويلة، فإنني ربما أُرشِّح له بعض الاختيارات التي أجدها بالفعل تستحق المشاهدة أو القراءة، وها هي اقتراحين: * لقاء مارك مانسون مع علي عبدال (عن كيفية

للأعضاء عام

اختيارات متفرّقة، ديسمبر ٢٠٢٣م

أحاول أن أستثمر وقتي في الطائرة استثمارًا جيدة، لمحاربة الانتظار، وأيضًا، لوجود فرصة للانغماس في قراءات ومشاهدات أو استماعا متعمّقًا. ومن حسن الحظ أن رحلتي الأخيرة كانت خياراتها موفقة جدًا. أشارككم إياها: * للشباب المنضمين حديثًا لسوق العمل؛ مقالة مطولة للأخ والصديق فؤاد الفرحان، بعنوان:

للأعضاء عام

القراءة مع الكارديو

أصبحت أنتظر ساعة التريُّض على جهاز «الدراجة» أو «الإليبتيكال» كل يوم، لأنها في الحقيقة هي الساعة التي أضع فيها أمامي الآيباد وأقرأ بعمق، والسماعات – العازلة للصوت – موجودة على أُذني. أعيش وقتها إحدى أعمق ساعاتي خلال النهار، وأنا منغمس مع الأحداث والكلمات التي أمامي. أقرأ على الآيباد من خلال