تخطى الى المحتوى

ساعتك البيولوجية المضروبة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

عزاني أحد الأصدقاء عندما قال لي «كونك استوعبت أن ساعتك البيولوجية مضروبة، فهذا نصف الطريق، النصف الآخر هو أن تبدأ فورًا بمعالجتها». ما قاله صديقي يبدو بديهيًا بعد أن مررنا بفترة تغيُر الوقت بشكل جذري خلال الشهر الكريم وبعدها مع أيام العيد؛ إلا أن مشكلتي في مثل هذا التوقيت في الأعوام الماضية كانت عند محاولتي للعودة إلى العمل بقوة، دون الاكتراث للتريُث، وأخذ الموضوع «حبة حبة» كما نقول بالعامية. فأحرص فجأة إلى محاولة الاستيقاظ المبكر، ومعالجة نفسي من السلوك الغذائي السيء قبلها، وطبعًا العودة إلى جو العمل بشكلٍ عام، ناهيك عن ذنب عدم ممارسة الرياضة والابتعاد الكبير عن عادة القراءة.

دائمًا ما يدفعني الحماس لمحاولة الرجوع الفوري للصراط المستقيم في نمط الحياة الأفضل بعد توبيخات للذات في مثل هذا الوقت (بعد إجازة عيد الفِطر) من كل عام. وأتناسى بكل صراحة أن الروتين والاستمرارية أهم من الحماس الفجائي. وهذا ما أحاول أن أقوله اليوم لنفسي وللقارئ الكريم؛ بأن الاستمرارية الهادئة هي التي تصنع الفرق، وليس الحماس المفاجئ. رغم أننا نميل دومًا مع السلوك الأخير مع الأسف.

الساعة البيولوجية تحطمت خلال الشهر والنصف الماضية بسبب عاداتنا الاجتماعية، وليس بسبب ظروف الفريضة طبعًا. إلا أن استيعاب أهمية العودة (بهدوء) ربما سيكون الحل كما ضُرِبت بهدوء خلالها.

عندما كتبت المقالات الثلاثة الأخيرة (بمتوسط ألف كلمة للواحدة) كان داخلها هدفً غير معلن، وهو محاولتي لتعويض الكسل الكتابي عبر إلزام نفسي بالخروج مع كل واحدة فيهم بمقالة توازي أربعة مقالات (مئتان وخمسين كلمة لمقالة قصيرة). وقد لاحظت أن القارئ الكريم الذي اعتاد على الاطلاع على مقالاتي باستمرار، سرعان ما كان يؤجل هذه المقالات الطويلة لقراءتها في وقت لاحق (كما أخبرني بعضهم)، ومنها احتمالية عدم قراءتها من الأساس لطولها النسبي، وكأنني فاجأته كما فاجأت نفسي بحماس استثنائي قد يُصعّب المهمة تحقيق الهدف الرئيسي. وعليه، أعتقد أنه من الأفضل لجميع الأشخاص في هذه المعادلة، الاستمرار بهدوء عوضًا عن الحماسات الاستثنائية!

أقول ذلك أمامكم لنفسي طبعًا!

مقالات عن الانتاجيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا