تخطى الى المحتوى

الاستخفاف

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

ربما نعطي الحق للكثير من المقربين الاستخفاف بنا أو بقدراتنا.. وربما يكون هذا الأمر بدافع «الميانة» أكثر منه بالاقتناع أننا نستحقه.

لا يسعى الجميع للانضمام في البدايات، ولكن معظمهم سيودون أن يقتربوا إليك عند خط النهاية. وعند البداية والمنتصف، ستكون هناك مساحات شاسعة من الاستخفاف.

أجمل ما في الاستخفاف أنه مجرد كلام على الأغلب، وأسوأ ما فيه أنه ذو تأثير كبير رغم أنه مجرد كلام!

يستوقفني أحيانًا أن الاستخفاف يختفي عندما تظهر بعض القدرات على العلن، وشخصيًا، سمعت أكثر من مرة جملة «أتقبّل منك رأيك أو ما تقوله عندما تتحدث به أمام الناس، ولا أستطيع هضمه عندما نكون بمفردنا أو على جلسة قهوة»، وربما يعود سبب عدم الاستخفاف أثناء حديثنا أمام العلن لسببين: ١. أن الحديث أمام الآخرين أو بشكلٍ رسمي.. هو بالفعل كلامُ رسمي وليس مجرد دردشة عابرة و٢. أن الاستخفاف وقتها بنا أمام العامة وبشكل رسمي فيه حالة صريحة من الكُره وسوء الأدب من قِبل المُستخِف.

ولا أعلم إن سمع أحدكم يومًا «أُحبك أمام الآخرين، أكثر من حبي لك ونحن بمفردنا».

من يستخف في كل الحالات، يخبر نفسه أحيانًا أنه أفضل منك، وعندما يحبك أمام الآخرين، فهو يخبر نفسه أيضًا أن هذا المحبوب «تبعنا يا أبو الشباب».

الاستخفاف جزء من سلوكيات هذه الحياة، لا يجب أن نرتعب منه.


[أعيش هذه الأيام حالة من شبه المقاطعة لمعظم قنوات التواصل الاجتماعي في محاولة مني للتركيز بشكل أكبر، سأكون في غاية التقدير والامتنان، إن تفضلت بمشاركة هذه المقالة وغيرها من المقالات السابقة على جروبات الواتساب وتويتر وانستجرام نيابة عنّي، لعلها تُغير شيئًا ما في حياة شخصٍ ما.. شكرًا جزيلًا]

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتباسات الجمعة

لا يريدون موظفوا جوجل العيش في العالم الذي خلقوه!

للأعضاء عام

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر

مقالة مطوّلة للوقاية من الهوان الروحي

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر
للأعضاء عام

تأملات صغيرة في المرض

شهية غير مفتوحة على الأكل، لكنها مفتوحة على تضييع الفلوس.

تأملات صغيرة في المرض