تخطى الى المحتوى

الجانب المظلم في وجود أحباء كُثُر

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

في حياتنا توجد شخصيات تمتاز بامتلاكهم الكثير من المعارف والأحباء. بالكاد تجدهم لا يسلمون على أحد عند ذهابهم لمكانٍ عام، وعند طرحك لأي مشكلة أو حاجة لمساعدةٍ ما، عادة ما يهرعون لاقتراح شخص يعرفونه (أو بالكاد يعرفونه) قد يساعد في هذا الأمر.

يتجاوزون بسرعة موضوع الإحراج والخجل من عدم التواصل لفترات طويلة.. يقفزون مباشرة للموضوع، وهم يتوقعون منك نفس الشيء.. هم منفتحين على الحياة أكثر من غيرهم.

تمتاز هذه الشخصيات بخفة دم كبيرة، وصدق لا غبار عليه في محاولتهم المستميتة لمساعدة الآخرين، وهم يقدمون في الأغلب مصالح أحبابهم على مصالحهم الشخصية. بل قد لا يتوانون على الضغط على أنفسهم من أجلهم..

يملؤون السمع والبصر إن حضروا.. تجد نفسك ممتلأ على آخرك عندما تفارقهم. ممتلأ بالأفكار والقصص والطاقة.. ومشاعر جياشة.

إن حاولنا وصفهم: فربما الوصف الأدق والأسهل لا يغادر ما نسميه «الشخصيات الاجتماعية».

كل ما ذكرته من صفات موجودة في كلٍ منّا بنسب متفاوتة.. إلا أنه يغلب كثيرًا على بعضنا ممن يعرفون أنفسهم بالشخصيات الاجتماعية المطلقة.

حبْ الشخصيات الاجتماعية للمغامرة والتجديد يجعلهم أكثر من غيرهم متقبّلين للتقلبات والمفاجآت. عقليتهم بُنيت على مرونة عالية. هذه المرونة تجعلك تؤمن بأنهم يحبون الحياة (ربما) أكثر منك.

وإن كان هناك جانب مظلم عندهم.. فهو شديد الظلام مع الأسف.

هم أكثر الأشخاص المعرضين لانكسار القلب.

النسبة المئوية لانكسار القلب عندهم في ازدياد طالما هم في ازدياد لتكوين أحباب أكثر مع الوقت.

فالجميع يخطؤون.. بمن فيهم الأحباب.

والجميع يموتون.. بمن فيهم الأحباب.

وهذا النوع من محبي الحياة.. يموت كل مرة مع خسارة أحدهم!

يموتون مع تقدّم السن أكثر وبتسارع أكثر من غيرهم.

تكون الحياة في قمتيها من السعادة والقسوة بوجود أحباء كُثر.

كان الله في عون الجميع.

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟