تخطى الى المحتوى

لا أحد يغار من الجهود التي تبذلها

أن تضحك على نفسك وتقنعها بغرامك في العمل، طريق أكثر اختصارًا

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
لا أحد يغار من الجهود التي تبذلها
Photo by Pau Casals / Unsplash
عندما تختار البيئة التي تناسبك، وتنتهي من تطوير طقوس البدء التي تدفعك إلى الأمام، وعندما تفهم مخاوفك، ثم تضع ما يشتت انتباهك في مكانه الصحيح، تكون قد تخطيت العقبة الأولى. وها قد بدأت الاستعداد للبدء في العمل.
-تويلا ثارب، من كتاب: عادة الإبداع.

أفهم جيدًا أن الكثيرين (وأنا كما كُنت ولا زلت طبعًا)، ينشغلون في البدايات التي تحدثت عنها «ثارب» قبل الشروع في العمل. وقبل أشكالنا مع النهايات التي نحبها أكثر من حبّنا للسباق.

هل تعلم مثلًا كم شخص قابلت في حياتي يودون أن يكتبون كتابًَا، ولكنهم لا يودون الجلوس لساعات طويلة لكتابته؟ العشرات!

السباق يعني المثابرة، أو - بالعربي - تأدية العمل نفسه. المشكلة أن العمل يزعجنا، نُفتن ببداياته، ونحب أشكالنا برفقة نهاياته التي تستوجب «البدء في العمل» التي أشارت إليه ثارب.

أفضل تعبير لهذا الأمر كُنت سمعته من اليوتيوبر الشهير كريس وليامسون عندما قال:

الجميع يغَارون مما حصلت عليه، ولا أحد يغار من الجهود التي بذلتها لذلك.

أتحدث عن أمرين هنا:

الأول: هو أن تعرف متى تنتهي من الاستعداد والتقاعس بحجة البدء.

والثاني: أن تُغرم - كما قال إسحاق آسيموڤ - في العمل نفسه قبل بداياته ونهاياته.

ربما نحتاج إلى القليل من الغربلة تجاه نظرتنا للأعمال مع قُرب انتهاء هذه السنة المجيدة، ونظام الأستذة الذي أتبعه اليوم، ما هو إلا محركٌ خفي لنفسي، قبل أن يكون للقارئ الكريم.

أن تضحك على نفسك وتقنعها بغرامك في العمل، طريق أكثر اختصارًا من التركيز على البدايات وأدواته، وأفضل طبعًا من تخيُّل النهايات وأشكالنا معها.

عن العمل وريادة الأعمالعن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لماذا يُعد الانشغال الدائم من علامات الخوف؟

من المفارقات في حياتي هذه الأيام، إنني أعيش في قمة الانشغال؛ تزامنًا مع ندوة نقاشية سألقيها مطلع الأسبوع القادم، تحمل العنوان نفسه المذكور في الأعلى. ستكون الندوة مع الأفاضل مجموعة «أبجريد» في مدينة جدة، والذين تفضلوا عليا بدعوتهم الكريمة، لثقتهم ربما بإيماني لنمط الحياة المتوازن على المدى الطويل، مهما

لماذا يُعد الانشغال الدائم من علامات الخوف؟
للأعضاء عام

عن شعور الغثيان من السفر

لا أود أن يضحك عليك أحد، وأن يقنعك بأن الفنادق الفاخرة وطيران درجة الأعمال هي سبب انبساطك في السفر.

عن شعور الغثيان من السفر
للأعضاء عام

يجب ألا يتنكّر الإنسان لموهبته

لم أشاهد مقطعًا أربك حواسي ووجداني مثل هذا المقطع القصير لغازي القصيبي رحمه الله: «يجب ألا يتنكر الإنسان لموهبته».. لا يذكر التاريخ المناصب، بقدر تذكّره للأعمال الفكرية. غرِقت الشهر الماضي بين مهام عملية وشخصية أخرجتني عن سياق الحياة الروتينية. وها أنا أعود بشيء من بقايا الحِمل،

يجب ألا يتنكّر الإنسان لموهبته