الحماس: ٢٥ نقطة إضافية على الذكاء
الحماس هو الوجه الآخر للتفاؤل. نستطيع تحميله وزنًا أكبر من المخاوف. عكس التشاؤم الذي سيُشعرك أن وزن المخاوف القليل أثقل بكثير مما هو عليه.
يقول المعلم القدير كيفن كيلي: «يعطي الحماس خمس وعشرون نقطة إضافية على الذكاء». وأقول إنَّه أحسن الوصف.
كم مرة في حياتك اُغْتِيلت فكرة لك كُنت تراها شديدة القيمة وشديدة التأثير، لأن مديرك غير متحمّس لها؟ وكم مرة حصل العكس؟
كم مرة اقترحت سفرة ما أو مطعمًا ما –، وكُنت غير متأكد من هذا الاقتراح –، وعندما وجدت من حولك متحمّسين له، تكتشف لاحقًا أن النتيجة كانت موفقة؟
عندما نتحمّس لأمرٍ أو قرارٍ ما، ونتفاءل به، سنتجاوز بعض عقباته سريعًا. يسحبك الحماس إلى نتيجة إيجابية بغض النظر عن تفاصيل الواقع. طبّقت هذا الأمر في حياتي عدة مرات، ولا أبالغ إن قلت إنَّ الأمر نجح معظم المرّات.
أذكر أنني عام ٢٠٠٩م قررت الذهاب إلى مطعم كُنت شديد الحماس لزيارته برفقة صديق عزيز، ووعدت نفسي أن تكون هذه الزيارة تاريخية، وبالفعل كانت كذلك، وقد استمتعت بتفاصيل العشاء، وما زلت أذكره حتى اليوم. ورغم بساطة الحدث، فإن الذكرى لا تزال حاضرة.
أرى هذا النمط يتكرر أمام عيني مرة بعد مرة؛ عندما يكون فريق العمل متحمسًا تجاه مشروع ما، فإنني أرى ظروفًا كثيرة تتغير لتدفع الفريق تجاه النجاح. يشعل الحماس شيئًا في الدماغ يجعلنا نرى جوانب إيجابية لا نراها في أوقاتنا العادية، ويدفعنا خطوة تلو الأخرى إلى الأمام.
الحماس هو الوجه الآخر للتفاؤل. نستطيع تحميله وزنًا أكبر من المخاوف. عكس التشاؤم الذي سيُشعرك أن وزن المخاوف القليل أثقل بكثير مما هو عليه.
يدفعك الحماس لأن تكون صبورًا، لأن هناك ضوء في آخر النفق. ولا ينمو ويكبر هذا الحماس إلا إن وُجِد في بيئة تعيشه، ولا توجد بيئة تخلق الحماس وتتبناه، إن لم يكن هناك شخص قرر أن يجعل البيئة حماسية ومتفائلة. ولذلك أميل إلى ما قاله عالم الاقتصاد السلوكي النوبلي «كيمان» بأنه لو كان هناك شيء واحد يجب أن تزرعه لأبنائك فهو البيئة الصالحة، التي ستجعلهم متحمسين، ومن ثَمَّ متفائلين، ففي هذه البيئة سيزدهرون.
طلبت من إحدى السيدات التي قررت السفر مع أحد أفراد أسرتها بعد خصامٍ كبير أن تضع توقعات محددة إيجابية من السفر، وعندما سألتني «مثل ماذا؟» قلت لها أن «تتوقع تؤمن بصدق أن هذه السفرة ستكون إحدى أعظم السفرات في حياتها»، وقد أخبرتني عندما عادت إنها استحضرت النصيحة من لحظة الحجز إلى الوصول، إلى كل يوم، حتى عادت، وأخبرتني إن السفرة كانت إحدى أعظم السفرات في حياتها.
ربما ما أحاول قوله اليوم فيه شيئاً من السذاجة والسطحية، ولكن آثرت أن أتكلم عنه لمفعوله الحقيقي الذي التمسته في حياتي العملية والشخصية. وعندما يتّسم سلوكنا العام بشيء من الحماس والتفاؤل، فإننا نعتاد معه على عدم النظر إلى صغائر المنغّصات. وبدلًا من ذلك نبحث عمّا حاولنا إقناع أنفسنا به.
التفاؤل الملتصق بالحماس سلوك يستحق أن يُجرب. أوعد نفسك في مناسبتك الاجتماعية أو سفرتك أو مشروعك القادم إنك متحمس ومتفائل به، وحاول أن تُنجّح هذا التفاؤل بالطول والعرض، ولهل النتيجة ستستحق الذِّكْر بعدها.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.