تخطى الى المحتوى

كل العالم مهوسون بالجنس!

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
كل العالم مهوسون بالجنس!

المغنية أمل حجازي أغرقت جميع قروبات الواتساب والكثير من صفحات التواصل الاجتماعي بعد خطوتين اتخذتها مؤخراً. الأولى وهي مألوفة إلى حدٍ ما في عالم الفن العربي، باعتزالها – الغناء – وارتداءها للحجاب. كانت الخطوة الثانية انتشار مقطع إنشادها لابتهالات عن محبة الرسول – عليه الصلاة والسلام – لتوصِل رسالة إلى الجمهور بشكل واضح أن هذه الصورة الجديدة التي ستظهر عليها.

يقابل هذا الأمر في عالم آخر وظروف مختلفة … ممثلات هوليوود.

الممثلة Sharon Stone والتي عُرف عنها هوسها الشديد ومخاوفها المُعلنة من مسألة تقدم العمر (خصوصاً بعد أن تاجوزت الأربعين)، قد واجهت العديد من التحديات، باستفزاز الإعلاميين والصحفيين لها في هذه المسألة. وفي عام ٢٠١٣م قبِلت دوراً – شبه إباحي – في فيلم Fading Gigolo من كتابة وإخراج المخرج John Turturro.

وقد علقت في مقابلة أجرتها مع Times, India معقبةً: «لا أعتقد أن هوليوود مهووسة بالجنس. أعتقد أنه من السخرية ألا ندعي بأن الجميع مهووسون بالجنس، ألا نفكر فيه كل ٢٠ ثانية؟» وهي ترد على ادعاء بعض الإعلاميين؛ بادعائهم أن هوليوود أصبحت مهووسة بالأفلام والمشاهد الإباحية في إنتاجاتهم. في – رأيي الشخصي – كان هذا الرد أيضاً محاولة واضحة لتبرير الدور الذي أخذته في فيلمها المذكور ذلك العام.

بعيداً عن العالم المثالي … عالم الموسيقى والتمثيل، يحتاج من صاحبه تقديم العديد من التنازلات، بعضها قد يكون مقبولاً للشارع، وآخر يُحسب ضمن التنازلات التي تجاوزت الخط الأحمر. فها هي شارون ستون قد قبلت دوراً لم تعتد عليه بالضرورة، وخرجت بتبريرات ونبرة صوت أيضاً لم تكن معروفة عنها من قبل. ببساطة لأن السوق احتاج لهذا الدور من ممثلة في نفس عمرها، وربما … كان أداءها في هذا الفيلم فيه نوع من محاربة المخاوف التي عاشتها في عقلها، لتخبر نفسها (وهي معقدة من مسألة العُمر) … لا بأس بهذا الدور، طالما «سوقي ماشي!» بعد فترة من عدم الظهور اللامع.

إن أبدينا حُسن النية، قد تكون الفنانة/المنشدة القديرة أمل حجازي بالفعل كانت تنوي الخوض في خطوة ارتداء الحجاب، لأسباب اجتماعية ورغبة منها بأن يهديها الله. لكن وجود شريحة متابعة لها قبل عدة سنوات ربما صعب المهمة. لكن دعنا لا ننسى أنها كانت شبه مختفية عن الساحة منذ مدة ليست بالبسيطة، وكان من الواجب منها على أي حال؛ البحث عن سوق جديد وشريحة مستهدفة جديدة … تماماً مثل شارون ستون (مع فارق التشبيه). وأجد بكل موضوعية أن قرار الحجاب، كان خطوة موفقة لها. فها هي استجابت لما كانت ترغب به – ربما – داخل عقلها. وفي نفس الوقت استطاعت جذب انتباه بنات العائلة المحافظات في قروبات الواتساب التي أشارك بها.

لا يستطعن ستون وحجازي أن يقدموا منتجاً آخر جديد لهذا العالم سوى التمثيل والغناء، ربما ليس لديهن الرغبة قبل القدرة أصلاً! … وفي ظروف اقتصادية عصيبة يمر بها العالم مؤخراً، كان لا بد من بعض التغييرات.

وبالنسبة لهن، ربما لم يجدوا مشكلة في تقديم نفس المنتج مع تغييرات في التغليف.

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)