لماذا نقع في الحُب رغم الأحزان التي يُسببها؟
لأنه أحد حقائق الحياة وليس لعنة شخصية بنا.
تُشير سلسلة مدرسة الحياة في أحد كُتبها الصغيرة «أحزان الحُب» إلى مفارقات مثيرة للانتباه..
لا يبدو أن أي قدر من المعلومات قادر على زعزعة إيماننا بالحب. نمر بألف حالة طلاق، لكن لا شيء منها يبدو ذا صلة بنا.
تنطبق آخر جملة في الفقرة السابقة على المرض، ومشاكل العمل، والتحديات المستعصية في تربية الأبناء. وكل ما نراه في الآخرين ولا نتوقع حدوثه معنا.
ماذا عن مقارنة الحُب بعلاقاتنا الأخرى؟
[في الحب] الناس الوحيدون الذين يمكننا اعتبارهم مذهلين هم أولئك الذين لا نعرفهم جيدًا بعد.
هم الزملاء، والأصدقاء الجُدد، وحتى شركاء أعمالنا عندما نقترب منهم أكثر من أي وقتٍ مضى.
وبعد المضي قُدمًا في العلاقة قد نفهم..
إن اختيار من نتزوج أو نلتزم معه هو مجرد مسألة تحديد نوع من البؤس يمكننا تحمله، وليس فرصة للهروب بشكل عجائبي من الحزن تمامًا.
ومدى سعادتنا يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كنا نعتبر بعض المشاكل طبيعية أم لا.
وعندما نحسم رأينا تجاه المستقبل..
سنعلم أننا نواجه بؤس الوجود بصحبة شخص معين، ولكن ليس - كما يسهل الافتراض - بسبب شخص آخر غيره.
وسنكون مستعدين للعلاقات عندما نقبل أن فرصنا في السعادة تعتمد على استعدادنا للعودة إلى مدرسة لم نتعلم فيها ( للأسف) ما نحتاج إليه.
إن وجهة النظر ما قبل الرومانسية طلبت منا بشكل صارم – ولكن في النهاية بلطف – أن نختار أي من أنواع المعاناة الثلاثة نفضل: 1. علاقة حميمية مكثفة ومليئة بالحب ولكنها قصيرة الأمد. 2. علاقة حميمية طويلة الأمد، ولكن بدون حب حقيقي. 3. حب طويل الأمد ومريح، ولكن بدون علاقة حميمية رائعة.
يمكن لنا استبدال المصطلحات أعلاه، لكن لا توجد علاقة كاملة، ولذلك دومًا سأُعطي تقديري الخاص لأحدى أهم الحِكم التي أحاول تبنيها في حياتي «الحياة السعيدة هي في اختيار الألم المناسب». الألم المناسب هو الذي يُمثِّل الواقع - مع الأسف - الذي لا يتماشى طرديًا مع ما تعدنا به الرومنسية المعاصرة أو الحُب.
رغم كل لك، هناك شيء من الأمل المعجون بالنُضج:
بمجرد أن نفهم الطبيعة الحقيقية للحب، ستتحول الأحزان من كونها أعراض لعنة شخصية إلى مجرد حقائق من حقائق الحياة.
ولذلك دائمًا ما يُصبح وقع المشاكل المرتبطة بالحُب أقل تأثيرًا مع العُمر؛ عندما نحزن حينها فإننا لا نحزن من أجل فقد الحُب؛ بل لخسارة العِشرة والموارد، والأمور المرتبطة بالأبناء والذكريات، والحياة السابقة.
الحب لا يُحزننا بالضرورة؛ بل كل الأمور المرتبطة به إن أخذ مسارًا لم نتوقعه في يومٍ من الأيام مسارًا طبيعيًا!
إن أشجع اللحظات التي يُشير إليها الكاتب أيضًا: تتمثل في قدرتنا على التنبوء بالمشاكل التي يُحدثها الحُب، والخوض في نقاشاته الصعبة، في الأوقات التي نكون بعيدين عن المشاكل!
وعندما لا نتحدث بإسهاب ووضع حلول مستبقة لمشاكل الحُب (وكل الحياة)، فإن وقت حدوثها لن يكون أنسب وقت.
لا يوجد إنسان يستطيع الخوض في العقلانية وقت الحُزن.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.