الرجل المتعاطف مع المرأة
إن ما تحتاتجه المرأة يا صديقي، هو أن لا تحتاجك
– فيصل العامر
لمن يعشقون التصنيفات، أُصنف نفسي ضمن خانة المتعاطفين مع النساء في هذه الحياة.
لدي إبنتنين «سيرين ولانا» ولو خيرني الله سبحانه وتعالى، ربما سأطلب منه أن تكون ذريتي كلها إناث، فأنا على استعداد تام لأتحمل دلالهم ومشاكلهم وحزنهم ومراهقتهم، ولست في الحقيقة مستعداً نفسياً أن أتحمل حماقة الإبن الذكر من طفولته حتى زواجه، ولو أن الأبناء بكل أشكالهم في هذه الحياة بالفعل .. هم أجمل ما فيها.
في هذا العالم وفي هذا الزمان، تستطيع الأنثى أن تحقق كل ما يريد تحقيقه الذكر، بل وتستطيع أن تقود دولة من دول العالم الأول دون حاجتها لإثبات ذلك. نسمع منذ أن كُنّا صِغاراً القصص الدرامية عن عقوق الوالدين، ولم تمر علي قصة واحدة فقط عن عقوق الأنثى.
بل وربما في حالات لا أريد أن أعيد التأكيد عليها، أنها بالفعل يمكن لها أن تكون الأب والأم .. والمديرة والمربية في نفس الوقت، ولن يستطيع الذكر أن يكون كذلك.
ليست مقالة اليوم عن إحدى مواضيع التعبير، بل هي تصريح رسمي، سيسجل لي في يوم من الأيام.
يشعر بعض الذكور بالتهديد النفسي عندما تكون زوجاتهم أعلى شأناً منهم في الإنجاز، ويشعر آخرين بنقص الرجولة إن تولت زمام الأمور -المادية- في شؤون البيت والحياة. وشخصياً، أشعر بالإطمئنان أكثر إن كانت صاحبة الشأن الأعلى أمام كلتا الحالتين، لأن مستقبل بناتي ومستقبلها سيكون أفضل من بعدي تحت أي ظرف سيء لا قدر الله.
النقص يولد القوة .. وفي حالة الذكر الناقص في الطموح والمال .. يولد له هذا النقص عدوانية ومشاعر سلبية غير مبررة، تجاه تلك الأنثى.
أريد من الأنثى (والتي أرى فيها إبنتي) أن تقود .. تقود حياتها .. وأحلامها .. وتنشر في يوم من الأيام كل ما كتبت من أجلها .. وتكون كما تريد .. كما تريد هي فقط.
ليس الذكر كالأنثى!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.