تخطى الى المحتوى

الرجل المتعاطف مع المرأة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
إن ما تحتاتجه المرأة يا صديقي، هو أن لا تحتاجك

– فيصل العامر

لمن يعشقون التصنيفات، أُصنف نفسي ضمن خانة المتعاطفين مع النساء في هذه الحياة.

لدي إبنتنين «سيرين ولانا» ولو خيرني الله سبحانه وتعالى، ربما سأطلب منه أن تكون ذريتي كلها إناث، فأنا على استعداد تام لأتحمل دلالهم ومشاكلهم وحزنهم ومراهقتهم، ولست في الحقيقة مستعداً نفسياً أن أتحمل حماقة الإبن الذكر من طفولته حتى زواجه، ولو أن الأبناء بكل أشكالهم في هذه الحياة بالفعل .. هم أجمل ما فيها.

في هذا العالم وفي هذا الزمان، تستطيع الأنثى أن تحقق كل ما يريد تحقيقه الذكر، بل وتستطيع أن تقود دولة من دول العالم الأول دون حاجتها لإثبات ذلك. نسمع منذ أن كُنّا صِغاراً القصص الدرامية عن عقوق الوالدين، ولم تمر علي قصة واحدة فقط عن عقوق الأنثى.

بل وربما في حالات لا أريد أن أعيد التأكيد عليها، أنها بالفعل يمكن لها أن تكون الأب والأم .. والمديرة والمربية في نفس الوقت، ولن يستطيع الذكر أن يكون كذلك.

ليست مقالة اليوم عن إحدى مواضيع التعبير، بل هي تصريح رسمي، سيسجل لي في يوم من الأيام.

يشعر بعض الذكور بالتهديد النفسي عندما تكون زوجاتهم أعلى شأناً منهم في الإنجاز، ويشعر آخرين بنقص الرجولة إن تولت زمام الأمور -المادية- في شؤون البيت والحياة. وشخصياً، أشعر بالإطمئنان أكثر إن كانت صاحبة الشأن الأعلى أمام كلتا الحالتين، لأن مستقبل بناتي ومستقبلها سيكون أفضل من بعدي تحت أي ظرف سيء لا قدر الله.

النقص يولد القوة .. وفي حالة الذكر الناقص في الطموح والمال .. يولد له هذا النقص عدوانية ومشاعر سلبية غير مبررة، تجاه تلك الأنثى.

أريد من الأنثى (والتي أرى فيها إبنتي) أن تقود .. تقود حياتها .. وأحلامها .. وتنشر في يوم من الأيام كل ما كتبت من أجلها .. وتكون كما تريد .. كما تريد هي فقط.

ليس الذكر كالأنثى!

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟