تخطى الى المحتوى

الاصطبار

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

لا يمكن الحصول على طفل فورًا، بجعل تسع سيدات حوامل.

– وورن بافيت.

كثير من الأمور في الحياة لكي نُحسن إنجازها فإننا نحتاج معها إلى الصبر.

أقول هنا «نُحسن» ولا أقصد الإنجاز وحده. لاحظت هذا الأمر حتى مع الطبخ! فكل مرة أكون فيها مستعجلًا وغير هادئ، أستطيع إنجاز الطبخة.. وهي مخبوصة، أو على الأقل غير مرضية.

بل ولاحظت أن انعدام الصبر يؤثر على مستويات أكبر وأعقد. تعليم الأطفال الحمّام، والتربية بشكلٍ عام.

في الاستثمار والكتابة والقراءة وبناء الشركة.. وبناء العلاقات.

كلما استحضر الإنسان الصبر والبطء وعدم الاستعجال على النتائج، كلما كانت أفضل.

الرهان على الصبر، رهان يقرّبنا خطوة إلى إنجاز محترم.

هو القيام بخطوات ثابتة.. هادئة.. يومًا بعد يوم، بينما ينشغل الجميع بزحمة الإلهاءات والجنون.

نحن نفهم معنى الصبر، لكن بشكل واعي ودقيق نحن لا نطبقه. نحن نعي أهميته لكننا لا نستطيع أن نجلس راكزين نستحضر الانتظار والبطء والوقت.

نريد كل النتائج بسرعة.. ولذلك امتلأت المكتبات بكُتب لا قيمة لها، لأن أصحابها استعجلوا على أنفسهم. يريدون أن يُصبحوا كُتّاب ولا يريدون قرّاء. نملك شخص واحد على الأقل في محيطنا قد خسر في استثمار كان الوعد منه عائد سريع للأسف.

كثرة المشاهير أيضًا مؤشر جيد على عدم الصبر. فالناس تميل للسرعة أكثر من القيمة.. «أنا أريد أن أستمتع الان وفورًا، ولا أريد أن أفهم أكثر».

مشكلة عدم الاصطبار يجعلنا لا نستمتع بالحياة على المدى الطويل. يربطنا بالتوتر أكثر من الهدوء، ويجعلنا أحيانًا لا نحتمل حتى أنفسنا. ويصبح فجأة الصبر هو الاستثناء وليس الأساس.

عندما نُيقن بأن الصبر هو المفتاح. ستصبح الحياة فجأة أسهل ١٠٪.

كان الله في عون الجميع.

سيكلوجيا الإنسانمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع