تخطى الى المحتوى

سؤال اليوم: من أين لك هذا؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

– ١ –

يُسأل موظف البنك: من أين لك هذا؟ عند امتلاكه ما لا يملكه زملائه.

ويُسأل شاب الأسرة نفس السؤال عندما يبدأ باقتناء حاجات جديدة لم تتعود الأسرة منه اقتنائها.

من أين لك هذا؟ … سؤال لا يطرح على من يملك هذا !

عجيب أمر هذا السؤال …

والأعجب عندما تُسأل أنت: لماذا لم تمتلك ما يملكه غيرك – أين أموالك؟ أين حصاد السنين؟ –

حصاد السنين قد جف وتبخر مع من لا يريد منك امتلاك أي حصاد. لأن الحصاد قد يصنع منك بطولة مؤقتة لا يريدها الكثيرين، ولأن الحصاد لا يشترط امتلاك المال فقط بل ربما يشمل امتلاكك موهبة أو امتياز ما أو حتى امرأة كانت زوجة شخص ما في خياله.

– ٢ –

يسألونك: من أين لك هذا؟ حتى وإن كنت لا ترغب بإجابة أسئلة أقل بساطة وأقل حرجاً من هذا!

يّدعي الكثيرون أن هذا السؤال أو عكسه، يُسأل خوفاً على مصالحك لا حرصاً منهم على أمنهم.

وأياً كانت الإجابة ستكون لمجرد الإجابة.

تُسأل هذه النوعية من الأسئلة خوفاً من المجهول ضدهم، فالأب والأم يخافون ذلك اليوم الذي لا تمتلك فيه «هذا» لأنك ابنهم ولأن ابنهم يتمثل في حصاد السنين الذي لا يريدون منه أن يتبخر.  ولا أعلم لماذا يسأل الإخوة هذه النوعية من الأسئلة فقد أُثبتت بعض حالات حسداً ما وبعض الحالات الأخرى تُسأل خوفاً من أن تأتيهم بعض جفاف الحصاد لتسألهم نفس السؤال فتتعدى من الإنشغال بحصادك إلى حصادهم، والبعض طبعاً لأنك أيضاً منهم.

من أين لك …

يختفي تأثير الإجابة بسرعة عند حصولك على ما تملك بسرعة، ويطول عندما تطول الفترة لامتلاكك ما لم تكن تملكه.

أجزم أن كل سؤال في هذه الحياة يزيد ارتباطه ويقل بـ« الأنا»الخاصة بالسائل، وأن إجابتك ستؤثر بخير أو بشر على الـ«الأنا»ا الخاصة بهم أيضاً.

لا تسأل .. وتجنب أن تُسأل.

 

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)