تخطى الى المحتوى

عربة التسوق والتمرد

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

في عام ١٩٣٦ اكتشف أحد مُلاك السوبر ماركت في أمريكا  وكان يُدعى “سيلفان جولدمان” مشكلة صغيرة كانت تواجه المتسوقين لديه…
كان يتوقف معظم المتسوقين عن التسوق لامتلاء السلة التي يحملونها، لتصبح ثقيلة ومزعجة في الحمل مما يحسم وقت الزيارة ليتوجهوا مباشرة لحساب مشترواتهم دون الإكتفاء من التسوق في هذه الزيارة!
ابتكر اختراع بسيط …
وهو عبارة عن نفس السلة التي كانوا يحملوها مدعومة بعجلات من الأسفل، لتسهل على الزبائن التسوق بأرياحية دون الشعور بالتعب من حمل السلة بأيديهم.
وقد أسماها: “عربة التسوق-Shopping Cart” ، بالطبع أصبحت معروفة لدينا الآن ومستخدمة في كل العالم.
الغريب في الأمر … أن هذا الإختراع وجد ردة فعل سلبية من زوار السوبر ماركت كما وضحت خبيرة التسويق برينديت جيوا في كتابها: “الإختلاف – Difference” فقد كان الرجال يصرون على حمل السلة القديمة لكي لا يعطوا انطباعاً بضعفهم، وكانت ردة فعل العجائز أكثر سلبية، لكي لا يعطوا أي إيحاءات بحاجتهم للمساعدة.
أما تأثر النساء الشديد بالمظهر العام والبرستيج حال بينهم وبين راحتهم باستخدام هذا الإختراع، لأقتناعهم أنها قد تؤثر على شكلهم أثناء التسوق أمام الآخرين.
استمر التمرد على عربة التسوق عدة سنوات في سوبر ماركت جولدمان … ومن ناحيته زاد إصراره واقتناعه بضرورة هذا الإختراع البسيط في كل سوبر ماركت لراحة الزبائن أولاً، لكن دون جدوى.
توفي جولدمان ولم ينتشر اختراعه البسيط الممتنع إلا بعد عدة سنوات من وفاته. والآن نجد صورة عربة التسوق كما اخترعها أصبحت شعار رسمي يستخدم في جميع المواقع الإلكترونية دون أن يدرك أحد تخليد هذا المفهوم وهذه الفكرة لصاحبها. بل أعتقد جدياً أنه لم يكن يعلم إن كان اختراعه سينتشر بهذه الصورة المرعبة.
تعليقي الشخصي على القصة:
هل نتعلم منه الصبر على أفكارنا التسويقية التي نؤمن بها حقاً؟
*****
المرجع: كتاب الإختلاف لبرينديت جيوا

عن العمل وريادة الأعمالقصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لماذا لا تحب النساء خدمات العملاء من النساء؟ (التحليل)

الجزء الثاني

لماذا لا تحب النساء خدمات العملاء من النساء؟ (التحليل)
للأعضاء عام

عندما نخلط بين هويّتنا وعملنا

اليوم قد تكون مهندسًا في شركة، وغدًا ربما تكون طباخًا في جهة أخرى، وقد يكون من المضحك أن تعطي نفسك لقب المهندس الشيف فلان الفلاني

عندما نخلط بين هويّتنا وعملنا
للأعضاء عام

عن السعي والتباطؤ

لا أعرف أحدًا افتخر بنيل أمانيه في وقتها وبالطريقة التي توقّعها.

عن السعي والتباطؤ