تخطى الى المحتوى

عن التخطيط وما بين اليدين

الفضول والإخلاص لما بين اليدين هي الخطة الأرهب في رأيي حتى اليوم

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة
عن التخطيط وما بين اليدين
Photo by Joseph Rosales / Unsplash

كل عام وأنتم وأحبتكم بكل خير.

أحد الأسئلة التي بدأت تأتيني مؤخرًا بشكلٍ متكرر هو «لماذا أنت غير مستقر على لون كتابة محدد؟»، أو ربما يقصدون: «لماذا معظم كتاباتك عديمة اللون؟». فمع كتابة هذه السطور، كتبت للقرّاء الأفاضل كتابين بحثيين، وكتاب قصة واقعية، وكتاب مقالات، وآخر سيرة ذاتية، وكتاب قصص ساخرة، وأخير كتاب ترجمة. وكما ترون فإن هذه المدونة حافلة بالمطاعم واقتراحات الكُتب والبودكاست، والفلسفة الزائدة، كما أنها لم تترك الذكريات والنصائح والانتقادات والتحاليل النفسية في حالهم أيضًا.

في الحقيقة لم تتغير إجابتي رغم تكرر السؤال وهي: لا أعلم لماذا اخترت هذه الألوان المختلفة في الكتابة، دون الاستقرار على الرواية أو السير أو لون محدد. ربما اتبعت نصيحة «تطوير الذات الحديثة» بأن يركض الإنسان خلف فضوله، بدلًا من شغفه الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع. وربما اعتبرت نفسي صغيرًا في السن نسبيًا حتى أقرر الاستقرار على لونٍ واحد يعرفني الآخرين به. ودون محاولات تحذلق، فإن «الطاسة ضائعة» - كما تقول لهجتنا - بصراحة، لأنني لا أملك إستراتيجية كتابة محددة وواضحة حتى الآن، ولا أعرف متى ستكون الحلقة الأخير للكُتب والمقالات، ولا أرى أي مؤشر لأي مستقبل واضح تجاه نشاطاتي الكتابية، ولا أعرف ما هي مشاريعي الكتابية طويلة المدى، سوى بعض التركيز على المشاريع قصيرة ومتوسطة المدى.

مع تقدمي قليلًا في العمر، وجدت أن فكرة التخطيط المعقد أو طويل المدى قد خفت بريقه في حياتي. لم أعد أعطيه تقديره الذي يعطونه الآخرين. فحتى عملي التجاري والذي هو مصدر رزقي اليوم لا علاقة له بأي توقعات لا من قريب ولا من بعيد بخلفيتي الدراسية أو العملية. وإن قُلت لنفسي أن عملي الرئيسي سيكون في القطاع اللوجستي في المستقبل وأنا أجلس في مكتبي عام ٢٠١٧م، فإنني سأضحك على هذا الافتراض.

أعرف يقينًا اليوم إن معظم ما نصل إليه نحن الكائنات البشرية في حياتنا لا يخضع بترتيب واضح ومتوازن لما توقعناه بالملي على المدى الطويل؛ بالتأكيد هناك خطوط عريضة تُسير حياتنا، وهي انعكاس لشخصياتنا وطموحاتنا، إلا أن النتائج؛ النتائج ليست في يد أحد سوى حكمة المولى عز وجل.

أعرف شيئين فقط: أنني أحب الكتابة وأجرجر نفسي خلفها وأستمتع بنقاشات القرّاء، وأميل إلى مخاطر الحياة التجارية ونمط حياتها، التي تبرمجت شخصيتي وتركيبتي حولها. ودون ذلك سكون كل ما أقوله مجرد ادعاء يصلح أن يُذكر في إحدى حلقات البودكاست، ولا يُمثّل الواقع.

الفضول، والإخلاص لما بين اليدين هي الخطة الأرهب في رأيي حتى اليوم.

عن العمل وريادة الأعمالعن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

زيارة أخرى للكتابة الساخرة

لا تعتبر الكتابة الساخرة بالضرورة كتابة هزلية أو كوميدية كما يعتقد البعض

زيارة أخرى للكتابة الساخرة
للأعضاء عام

عشر مقالات مُختارة من عام ٢٠٢٤م

هل كانت سنة الكتابة الخطِرة؟

للأعضاء عام

المشاهير والممثلين ليسوا مفكّرين

تذكير بديهي، لأننا سنظلمهم إن تعاملنا معهم على هذا الأساس

المشاهير والممثلين ليسوا مفكّرين