قبل خمسة أجيال، ومدارسنا !
The economy has changed, probably forever. School hasn’t” – Seth Godin”
« الإقتصاد تغير، تقريباً للأبد .. والمدرسة لم تتغير – سيث قودين »
قبل أربعة أو خمسة أجيال من جيلنا الحالي (أجداد والديك تقريباً) لم يكن الإنسان وقتها في جميع أصقاع الأرض يذهب لشخص آخر مُهندماً يحمل شهادة (أكاديمية) معينة ، ليطلب وظيفة !!!
كان الكل جزء من منظومة تنمية موحدة، فجد والدي على سبيل المثال كان يعمل كمشرف على بستان في المدينة المنورة، وبعض أجداد تلك الفترة كانوا يحرثون الأرض للزراعة، والبعض ينشغل بالخبَز وآخرين بالرعي أو الحدادة أو النجارة، ليضع كل منهم لونه في لوحة الحياة حسب مايستهوي عمله. وقد تتمثل مهمة “الصبي” في البدايات كطريق لتلقي الخبرة وتعلم الصنعة.
يؤمن الرجل التسويقي المعروف سيث جودين (Seth Godin) أن المدارس التقليدية الحالية تعتبر بقاية غير معالجَة لعصر الثورة الصناعية (حتى عام 1950 تقريباً) وحلول غير صحيحة تتناسب مع عصرنا المعلوماتي الحالي، ليفسَر ذلك كما يلي:
١- ماقبل الثورة الصناعية:
وذلك حسبما ذكرت بدايةً ، أن كل فرد يعمل في مجال معين يكمل بعضه الآخر.
٢- الثورة الصناعية (ظهور المدارس بشكلها الحالي):
يتم تخريج مجموعة من الأفراد بعد تلقيهم دروس محددة بتخصص محدد، بأعداد محددة، ثم إلى تدريب محدد ليكونوا موظفين (في مصنع/تصنيع محدد). وذلك ما يفسر مجموعة استنتاجات منها:
– معظم أثرياء تلك الفترة هم من ملاك المصانع أو أصحاب صناعات معينة كـ آندرو كارنيجي، هنري فورد، توماس آديسون وغيرهم (وبقية المجتمع يعملون لديهم بعد تخرجهم من المدارس)
– كِبر أعمار أصحاب المصانع والثروات خلال تلك الفترة (بعكس مانراه خلال جيل ثورة المعلومات وريادة الأعمال الحالي ومن خير الأمثلة: بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، ومارك رزنبيرج مؤسس فيسبوك) ، وذلك لطول الفترة النسبي لتجميع الثروة.
٣- مابعد الثورة الصناعية (ثورة المعلومات):
ويتمثل بشكل عام جداً اتقانك لمجموعة مهارات معاصرة كالكمبيوتر والإنترنت لتتمكن من الإتصال حول العالم مع أي شخص، فبالتالي سهولة ممارسة أي نشاط تجاري أو تسويقي (معلوماتي) مع أي شخص في العالم. فمن يملك المعلومة الصحيحة بفكرة وعمل صارمين يملك القوة (Knowledge is Power ).
شخصياً…
– معظم دوراتي التدريبية وورش عملي وبرامج التعليم المشترِك فيها، خارج دولتي مع أشخاص عديدين من شتى بقاع العالم وذلك ببساطة عبر استخدام الإنترنت وجدولة الإجتماعات كبرامج مشابهة لسكايب وبالطبع استخدام الإيميلات ليتم ارسال المواد عبرها وبطبيعة الحال تطبيق مفهوم الدراسة والتدريب عن بعد بكل بساطة. وأكاد أجزم أن جودتها تفوق معظم دوراتنا التدريبية وجهاً لوجه مع بعض المدربين هنا !
– جميع أعمالي واحتياجاتي الجرافيكية الحالية (Graphic Designs/Branding) تتم مع سيدة تعمل لدي بشكل منتظم وسريع ورخيص والأهم من ذلك بجودة عالية تسكن في دولة تقع في شرق أوروبا إسمها “فويفودينا” عاصمتها “نوفي ساد” ، هل سمعتم عنها من قبل؟؟ (*) ، والسبب في ذلك بعض خيبات الأمل من الإخوة والأخوات العاملين في نفس المجال في بلدي ولِأجد ضالتي هناك.
– اكتب لكم تدوينتي هذه باستخدام هاتفي الذكي بكل يسر وسهولة !
في نظري من يملك المعلومة والمهارة الحياتية المعاصرة سينجح، وليس من يملك معلومة عصر الثورات الصناعية.
أدعوك معي للتخيُل حول الفرق (عصر الثورة الصناعية وعصر المعلومة) …..
للإستزادة حول هذا الموضوع، أدعوكم لمشاهدة هذا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=sXpbONjV1Jc
دمتم بود
Amoshrif@
(*)
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.