تخطى الى المحتوى

للفنان والكاتب: إياك أن تُجوّع نفسك

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
للفنان والكاتب: إياك أن تُجوّع نفسك
Photo by Andrew Neel on Unsplash

يعتقد نسيم نيكولاس طالب (مؤلف الكتاب الشهير: البجعة السوداء) بأن أحد الاستراتيجيات التي تجعلنا أصحاب تاريخ مهني (غير قابل للكسر) هي في عدم البحث عن خيارات وظيفية متوسطة المردود والكفاءة العقلية. «يجب أن يكون للكتاب الأدبيين وظيفة وضيعة أو (إن أمكن) سهلة المهام، وأن يكتبوا في أوقات فراغهم. وإلا فإن الكتابة من أجل لقمة العيش وفقًا لمعايير الآخرين تحط من قدر أدبهم. نفس الشيء بالنسبة للفنانين. لم يكن أفضل الفلاسفة أكاديميين، لكن كان لديهم وظيفة أخرى، لذلك لم تفسد فلسفتهم المهنية».

شخصيًا أتفق مع هذا الرأي جدًا، سأشرح من زاويتي لماذا:

  1. إن كنت فنّانًا بالكاد تجد مصروف يومك، فإنك ببساطة لن تستطيع أن تبدع في إنجازك أيًا كان ما تمارسه. العمل والاستقرار المالي هنا قد يشغل وقتك، لكنه في المقابل يعطيك مساحة ذهنية أفضل. تصبح بعدها المسألة بالنسبة لك مسألة تنظيم جدول من أجل فنّك، وليس حمل هموم مالية.
  2. التضحيات تكون بعيدًا عن الأمور الأهم في حياتك؛ أن تضحي بقبولك بساعات عمل إضافية أفضل من أن تضحي بتسويق شيء لا تؤمن به من خلال فنّك من أجل الحصول على بعض المال. الأخ الكريم ماهر موصلي تحدث عن هذا الأمر في لقائه الأخير الرائع.
  3. الوظيفة/العمل بشكل عام يجعلنا أكثر انضباطًا، عكس الفنون عندما تسيطر بشكل كام على حياتنا، فهي تدفعنا للكسل أكثر من النشاط. الفنان النشيط والغزير استثناء.

أميل للاعتقاد بأن ما يفعله الكثير من الشباب الفنانين أو الموظفين الجزئيين (Freelancers)، جيد إن كان يحقق ثلاث أشياء في حياتهم: أولًا: عدم اضطرارهم للبحث عن سُلف من الآخرين (فهنا لم يعد نمط حياتهم حرًّا كما يعتقدون). وثانيًا: قدرتهم على تعليم ذواتهم الانضباط في الاستثمار أو الادخار. وثالثًا: ممارسة العمل بشكل شبه ذاتي، وليس مُقادًا بكلمة نسميها مجازًا «شغف».. وأُلصق هنا أهمية تغطية المصاريف والاحتياجات الأساسية، إلى جانب القليل من الترفيه.

عن العمل وريادة الأعمالمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس
للأعضاء عام

بكم تعلن؟

أدردش مع أحد أصدقائي العزيزين قبل يومين، وأخبره أن معظم الناس - من ملاحظتي لهم - يُحبون قوائم الاقتراحات بكل أشكالها: اقتراحات القراءة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، وآخر الاكتشافات المنزوية. وكلما كانت الاقتراحات شخصية وبسيطة، كلما كانت استجابة القرّاء لها أعلى. أحد أصدقائي من دولة البحرين، صور زيارته هو

بكم تعلن؟