تخطى الى المحتوى

نصائح عن الكفاءة المنزلية (١): غسالة الصحون

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

مثل الكثير من رجال الطبقة المتوسطة الذين يدّعون أنهم يتحملون المسؤولية، أحاول دومًا البحث عن أفضل الطرق التي تتحقق فيها معادلة «القيمة مقابل المال» في أي أمرٍ متكرر (أو سيتكرر) في حياتي الشخصية؛ وتحديدًا داخل المنزل.

هنا بعض القرارات التي أشاركها وأجدها من أهم الأمور التي ساهمت بتغير حياتي جذريًا بسبب كفاءتها في حياتي:

غسالة الصحون وكي الملابس:

مع ولادة ابنتي الثانية، قرر كل من حولي ممارسة بعض الضغوطات لإقناعي بجلب خادمة (ثانية) في منزلي الصغير آنذاك. فالمسؤولية قد تضاعفت، وعدم قناعتي باستحقاق وجود خادمتين تضاعف أيضًا. قررت التحرّك بشكلٍ مختلف. عملنا اجتماعًا صغير مع عاملتنا المنزلية، وسألتها السؤال التالي: «ما هي أكثر مهام متعبة في المنزل؟» أخبرتني أن غسيل الصحون وكي الثياب (القطن) الخاصة بي مرهقة جدًا.

في نفس الأسبوع أزلت دولابين من دواليب المطبخ مع تنسيق وضعهم في أماكن أخرى، وقمت بإحضار سبّاك ليوصل لي تصريفًا إضافي، ثم ذهبت إلى إحدى محلات الزقزوق للأجهزة المنزلية، وعندما دخلت ودون مقدّمات طلبت من البائع أن يُريني أغلى وأفضل غسالة صحون لديهم. وبالفعل قمت بشراء غسالة من نوع «ويرلپول» ببطاقتي الائتمانية (أعتقد أن سعرها آنذاك ٣٧٠٠ ريال)، وحمّلتها حسبما أذكر على إحدى برامج التقسيط بسعر الكاش (دائمًا أقوم بذلك عندما أشتري مقتنيات غالية نسبيًا). وتم حلْ مشكلة غسيل الصحون بنسبة تسعين بالمئة، كل شيء يتسخ يتم وضعه في الغسالة، ونهاية اليوم نُشغلها قبل النوم.

وبالنسبة للثياب القطنية، اتفقنا أن نغسلها في المنزل، ونكويها في الخارج. وأذكر أنني كنت أطلب خدمة أخذ الثياب وكيها من خلال تطبيق «كلين آب» (اليوم يقوم السائق بهذا الأمر). وهذه الحالة مستمرة حتى كتابة هذه السطور. هذه الخطوات قد تبدو مكلفة وقتها، إلا أنها مكلفة مرة واحدة والأهم أنها أسعدت الجميع، فقد وفّرت دفع آلاف الريالات للحصول على تأشيرة استقدام وراتب إضافي، واحتمالية مشاكل تعلمها بعض سيدات البيوت.

عمومًا، غسالة الصحون من الاختراعات التي يستهين بها الجميع بصراحة، ولا أجد إنني قمت بأي عمل استثماري داخل المنزل يفوق في راحته مثل قرار شرائها. بل وأجد أنها تستحق أن يتسلف الإنسان من أجلها دون مبالغة.

قمنا أيضًا بزيادة جيدة في راتبها، تطبيقًا لما تعلمته من كتاب Good to Great للكاتب Jim Collins في وصفه أفضل نموذج توظيف: «وظِّف خمسة.. أعطهم مهام عشرة.. ورواتب ثمانية» وسترى إنتاجية عالية. وبالطبع هذه الزيادة كانت سببًا بعد الله للسعادة والولاء.

سأتحدث في المقالات القادمة على تجارب كفاءة أخرى، ربما تفيد القارئة الكريمة.

كان الله في عون الجميع.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

حياتنا فيها معارك وحرب.. ركز على الأخيرة

«ماذا لو كان حلمك أن تصبح مغنيًا؟ فكّر في الأمر – لقد نجحت في حلمك! ولكن أثناء قيامك بجولة حول العالم، سيزداد وزنك، وتصبح مدمنًا على المخدرات، ويصبح زواجك في حالة من الفوضى، ولا يتعرف عليك أطفالك.. لقد ربحت المعركة، ولكنك خسرت الحرب.» – شان بوري ترتبط حياتنا بسلسلة

للأعضاء عام

هل شخصيتك ضد أهدافك؟

هذا الشهر يا أعزاءي شهر الأهداف التي ننسى أننا وضعناها كأهداف! ولا يخرج كاتبكم عن هذه العُقدة كل عام، شأنه شأن كل طموح يحاول الارتقاء بنفسه وحياته إلى الأفضل. على كل حال، منذ عشر سنوات لا تخرج الأهداف عن أهدافٍ متعلقة بالكتابة بالدرجة الأولى بالنسبة إلي. عددُ كلمات أقل

للأعضاء عام

تأملات في انضباط عملي غير مطلوب

«في عام ١٩٥٣م، سافرت في جولة ملكية واحدة أربعين ألف ميل، كان كثير منها عبر السُّفُن. صافحت ثلاثة عشر ألف يد، واستقبلت عشرات الآلاف من الانحناءات. ألقت واستمعت إلى أكثر من أربعمئة خطاب. وكانت هذه مجرد واحدة من مئات الجولات الملكية خلال فترة حكمها. في المجمل، سافرت أكثر