بكم تعلن؟
أدردش مع أحد أصدقائي العزيزين قبل يومين، وأخبره أن معظم الناس - من ملاحظتي لهم - يُحبون قوائم الاقتراحات بكل أشكالها: اقتراحات القراءة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، وآخر الاكتشافات المنزوية. وكلما كانت الاقتراحات شخصية وبسيطة، كلما كانت استجابة القرّاء لها أعلى. أحد أصدقائي من دولة البحرين، صور زيارته هو وأصدقاءه الذين تجاوزوا العشرة أشخاص إلى أحد المطاعم التي اقترحتها في جدة، بعد تأديتهم لشعيرة الحج، وقد أسعدني هذا الأمر كثيرًا.
لم أجد في حياتي مع هذه المدونة تفاعلًا (داخلها أو خارجها)، مثل تفاعل الآخرين تجاه الاقتراحات الشهرية التي أكتبها. ومن سوء الحظ، إنها محصورة إلى حدٍ كبير في مدينة جدة، المدينة التي أعيش فيها.
استقبلت قبل أسبوعين أول إيميل رسمي من شركة تسويق تسألني عن «سعر الإعلان» في حساباتي المختلفة. أصابني شيءٌ من الضحك، وشيء من الاستغراب؛ فلم أقدّم في حياتي أي إعلان رسمي تجاه أي علامة تجارية، سوى بعض الاقتراحات الشخصية العادية الصادقة، التي أقوم بها من وقتٍ لآخر. اعتذرت بأدب طبعًا، وأخبرت الشركة الكريمة بأن مدونتي ربما تستقبل «الرعايات الرسمية»، وبالطبع، لم يكن اقتراحًا مغريًا بما يكفي، ولم أحصل على رد.
شاهدي، إنني تأملت شدة إغراء موضوع الإعلانات. فلو كُنت في حاجة ماسة إلى المال، ربما كُنت سأستجيب لسؤال الشركة الكريمة. والأمر الآخر، إن جزءاً مني تفهّم نفسية المعلنين (والمؤثرين) في مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، وتفهّمت أن هذا النوع من العمل فيه شيء من السهولة المصاحب للاستمتاع بتجربة العلامات التجارية. وإن حصل وقررت قبول هذا العرض، فإنني بعدها لا أستطيع معاتبة (بعض) المؤثرين مثيري الجدل في أوساطنا الاجتماعية، خصوصًا عندما يخرجون (ببعض) الاقتراحات اللافتة للنظر، التي يتحفوننا بها من وقتٍ لآخر.
وحتى ذلك الوقت، نرحب بطلبات استقبال الرعايات لهذه المدونة. ربما. 😄
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.