تخطى الى المحتوى

أين يذهب الانتباه؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

كانت العملتين الأهم في حياة الإنسان المُتحضر قبل أواسط القرن الماضي تنحصر في أمرين: المال والوقت.

العمل (في أي مهنة) يجلب المال للإنسان المعاصر.

والتكنلوجيا تجلب المزيد من الوقت.

والانتباه (attention) يدفع الجميع من أجله؛ التواصل الاجتماعي، إعلانات الطُرق، ورسائل الإعلان، والاتصالات والثرثرة والواتساب.

كلما أخذت القليل من انتباهك، كلما استطعت أن أزيد من فرصة استثماره لصالحي.

أستطيع أن أبيع انتباهات الآلاف على التُجار، أستطيع إن اجتهدت قليلًا أن أقول لهم «تفضلوا، هنا قاعدة بيانات بمليون شخص».

مشكلة الانتباه، أنه لا يوازي الوقت بشكل طردي، فإن شتتُ انتباهك عشرة مرات خلال ساعة، فقد نجحت في مهمتي .. مهمتي الأسهل من محاولة إقناعك بشراء شيء ما أو أخذ خطوة تجاه شيء ما.

الانتباه، هو العملة الأهم الآن، فلا أحتاج ساعة لأبيعك أو أشتِتك .. أحتاج لجزء من الثانية على قنوات التواصل الاجتماعي لأخرجك عن حبل أفكارك، وأشغلك عن عملك وأهلك وتركيزك وقراءاتك.

الانتباه .. إن لم ننتبه له، سينصرف.

والسؤال الأهم: أين يُصرف؟ .. هل يُصرف على أمر يقدمنا خطوة إلى ما نريد تحقيقه؟

الانتباه اليوم أغلى من وقتك ومالك. ولا أقترح عليك (وعلى نفسي) أن تعطيه دون مقابل.

عن العمل وريادة الأعمالمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق