تخطى الى المحتوى

لماذا أنا وأنت لا نشعر بالاكتفاء؟

معرفة ما يُسعدك أمرٌ سهل، ولكن مشكلتك أنك تريد أن تكون أسعد من الآخرين

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
لماذا أنا وأنت لا نشعر بالاكتفاء؟
Photo by Ibrahim Boran / Unsplash

يحكي الكاتب كيرت فونيقوت، قصة طريفة وشديدة العُمق عن موقف حصل له مع الكاتب (المشهور آنذاك) جوزيف هلير، الذي كتب روايته المعروفة «كاتش ٢٢» التي كانت ملأ السمع. حيث حضر الاثنان حفلًا دُعيا إليه من قبل أحد المستثمرين المليونيرية على جزيرة شيلتر، ودار بينهما الحوار الآتي:

-       «جو، ما هو شعورك عندما تعرف أن مضيفنا، يستطيع أن يحقق أرباحًا خلال يوم واحد تفوق كل مبيعات روايتك (كاتش ٢٢) في تاريخك؟ »

-       فقال جو: «لقد حصلت على شيء لا يمكن أن يحصل عليه أبدًا».

-       فقلت: «ماذا يمكن أن يكون هذا؟ »

-       فقال جو: «معرفة أن ما لدي يكفي».

«معرفة» أن ما لدي «ما يكفي»!

تستطيع أن تُسمي ردّة فعل جوزيف هيلر مبالغة، تستطيع أن تُسميها «لو كان لديه لما قال هذه الكلمة»، ولكنني أستطيع أن أُسميَ نفسي مفتونًا بهذا الحوار. «معرفة ما يكفي» هو أحد أكبر التحديات الوجودية في حياة البشر، حتى بالرغم من ادعاء التواضع. هناك جانب مخفي عند كل إنسان، يتمنى فيه أن يأخذ زيادة عمّا يكفيه. الجميع يعرف هذه الحقيقة، والقليلون على استعداد أن يدربوا نفسهم، ويهذبوها على القناعة والاكتفاء إن استطاعوا.

«معرفة ما يُسعدك أمرٌ سهل، ولكن مشكلتك أنك تريد أن تكون أسعد من الآخرين» كما يقول الفيلسوف الفرنسي شارل دي مونتسكيو، ولهذا السبب بالتحديد، أنت وأنا لا نشعر بالاكتفاء!

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يمكن التنبؤ بالماضي

ربما يجب أن نضع الماضي في مكانته الصحيحة، بعيدًا عن المبالغة، وبعيدًا عن محاولات التنبؤ غير الحقيقية

لا يمكن التنبؤ بالماضي
للأعضاء عام

جسر نعبر به

ورشة العمل الأولى لكينونة والأسرة المعرفية

للأعضاء عام

لو يهمك، كان كتبت

بداية من تريفاندرم