حضور المؤتمرات: لا تضيع وقتك فيها إن كُنت تريد تكوين العلاقات
أعرض خدماتك ومساعداتك بصدق (مع كثير من الود)، وستتوسّع دائرتك تلقائيًا مع الوقت
تخيل معي السيناريو التالي.. يتّصل عليك شخص معروف (لنقل الأستاذ أحمد الشقيري أو عمرو دياب مثلًا) وأنت تعمل في إحدى المنشآت، وطلب منك خدمة عادية بسعرها الاعتيادي، وقد علمت هويّته من صوته. على الأرجح إنك ستُرحّب به ترحيبًا حارًّا، وتخبره أنك وشركتك تتشرفون بخدمته، وربما ستزيد المعيار قليلًا، وتعطيه الخدمة مجانًا، أو بنصف ثمنها. وعلى الأرجح أيضًا أنك ستخبر أصدقاءك وأهلك «احزروا من اتصل عليَ الأسبوع الماضي؟»، وربما ستضع صورته على ملف شركتك بأنه أحد أهم العملاء.
ردّة الفعل طبيعية، وليس فيها أي نوع من المبالغة إن قسناها على سلوك العوام. ردّة فعلك ربما لأنهم أشخاص مشهورين، وربما لأنك تود أن تعيد لهم شيئًا من رصيد الذكريات أو القيمة التي أضافوها لك في حياتك، وربما ببساطة لأنك تحبهم في الله.
ما جعلك تتفاعل بالمختصر هو: القيمة التي صنعوها من أنفسهم أمامك أو أمام المجتمع.
أملك بعض الشخصيات في حياتي، إن اتصل عليَ من طرفهم أحد وأخبرني بذلك، فإنني سأخدمهم بعيني، وأبذل الغالي والنفيس من أجل الاسم الذي ذكروه. ليس من باب المجاملة، بقدر ما هي من باب التقدير الحقيقي، وربما شيء من رد الجميل.
مشكلتي مع بعض أصدقائي – والذين ربما سيقرؤون هذه المقالة – أنني لا أتفق معهم بأن بناء شبكة العلاقات (Networking) أمرٌ مجدي، بل أجده شكلاً من أشكال تضييع الوقت. بناء شبكة العلاقات لمجرد بنائها، مثل أن أُداوم على حضور المؤتمرات والمعارض، لأوزّع كروتي وآخذ بطاقات الآخرين هي ما أتحدّث عنه بالتحديد. ومهما حاولت أن تبني، وتزيد في علاقاتك لمجرد الزيادة، ستكتشف ربما في وقت لاحق أنك لن تستفيد منها بنفس القدر المتوقع في عقلك.
ما هو البديل؟
أنا من فئة الأشخاص الذين أؤمن أن بناء العلاقات يأتي كأمر جانبي للخدمة أو القيمة التي تقدمها للمجتمع ولعلاقاتك التي تملكها في الأساس. إن كُنت إنسانًا خدومًا طيبًا ودودًا وغير متعجرف، وتسعى على قضاء حوائج الآخرين بصدق، فإنك ستبرمج كل من تعرفهم معرفة عميقة أو معرفة سطحية مع الوقت أن يكونوا رهن إشارتك.
وعندما تُخلِص في كل قيمة تقدّمها: منتج، خدمة، فن. فإن الآخرين سيبحثون عن فرصة لمساعدتك وقت حاجتك أو فرصة للتقرّب منك.
أقترح أن نركّز على أعمالنا التي بين يدينا، والعمل على حوائج الآخرين متى ما احتاجوا إلينا قدر المستطاع، وستأتي العلاقات التي تريدها تلقائيًا.
لا تتأمل كثيرًا من توزيع بطاقاتك من أجل توسيع دائرة المعارف.
أعرض خدماتك ومساعداتك بصدق (مع كثير من الود)، وستتوسّع دائرتك تلقائيًا مع الوقت.
من حسن الحظ إنني اكتشفت أن رجل الأعمال القدير «نافال» كان قد تحدّث في هذا الموضوع، وصدف أن رأيي مطابق لرأيه.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.