تخطى الى المحتوى

ما زلت لا أُقابل أحدًا في الصباح!

ولا أُفضِّل الاجتماعات الدورية.

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة
ما زلت لا أُقابل أحدًا في الصباح!
Photo by Rodeo Project Management Software / Unsplash

تناولت البارحة الإفطار مع أخي وصديق الطفولة راكان الثبيتي، بعد أن حاولنا الالتقاء قبلها لمدة يومين ولم نستطع. ولا أذكر متى كانت أخرى مرة تناولت فيها الإفطار خارج المنزل في جدة طواعيةً وسط الأسبوع. ولقاء إنسان عزيز يستحق هذا الاستثناء بلا شك، ولا أمانع طبعًا الاستثناءات. ولكنني ما زلت متمسكًا – بل ومؤكدًا على تمسّكي – بالقناعة القديمة التي كتبت عنها: «لا تقابل أحدًا في الصباح». وأضفت إليها بعض التجديدات:

  • (للمدراء وأصحاب القرار على وجه الخصوص) لا تلتزم أو تُلزِم الآخرين بأي اجتماعات دوريًا إطلاقًا. وقد أُعطي نفسي الحق بإعطاء هذا الاقتراح بعد أن أمضيت قرابة العشرين عامًا في ريادة الأعمال، ولأكتشف عامًا بعد عام أن الاجتماعات – بالمُجمل – مضيعة للوقت، والاستثناء فيها استثناء. اجتمعنا مثلًا الأسبوع الماضي (ثلاثة أشخاص من الإدارة) في شركتنا لمناقشة بضعة بنود تخص ميزانية عام ٢٠٢٦م، كان آخر مرة اجتمعنا فيها لنفس الموضوع في نوفمبر ٢٠٢٤م، أي قبل عام من الآن. استمر الاجتماع أقل من خمس وأربعين دقيقة، أنهيناه ثم استمرينا بالجلوس لمناقشة أمور اجتماعية وعملية غير ضرورية: اختياريًا. بعد الاجتماع أرسلت إيميلًا يلخص النقاط التي اتفقنا عليها، متبوعًا بالخطوات القادمة. وانتهت القصة.
  • أؤكد على التفريق بين الاجتماعات والنقاشات. النقاشات: هي ببساطة مناقشتك مع زميل أو شخص بخصوص أمر محدد يحتاج إلى الأخذ والرد. وهو عكس مفهوم الاجتماعات السائد الذي نجلب فيه العديد من الأشخاص داخل غرفة واحدة لمناقشة أمور يمكن مناقشتها على حِدة مع أصحاب الشأن. وهذا ما أقصد فيه تضييع وقت العديد من الأشخاص، مع تشعّب في الموضوعات قد يُضيع سبب اللقاء الأساسي.

أقضي ساعات طويلة يوميًا على الهاتف، وأنا أسير داخل حدود مكتبي. ٩٠٪ من هذا الوقت عبارة عن نقاشات ملحوقة بقرارات أو خطوات قادمة مع شخص محدد أو شخصين على الأكثر، معظم هذه المكالمات لا تتجاوز الخمس دقائق رغم غزارتها وتعددها. والسبب خلف أن هذه المكالمات «هاتفية، وليست حضورية» هو أن زملائي الذين تربطني معهم مهام يومية في الحقيقة زملاء يعملون خارج المملكة.

  • «من بين كل الشخصيات التي يمكن أن تكونها، كُن دائمًا من يُنهي الاجتماعات مبكرًا» - كيفن كيلي.

أستثني مما ذكرت: اجتماعات التعارف الأولية، وجلسات العصف الذهني التي نادرًا ما تحدث هي الأخرى. كما أستثني حالات الطوارئ التي تتطلب وجود العديد من الأقسام، وطبعًا الغدوات أو العشاءات الجماعية مع زملاء العمل.

وقت النهار وقت حيوي، لا يجب أن يُصرف في الترفيه أو الاجتماعات. قدر المستطاع.

والله أعلم.


طالع:

لا تقابل أحدًا في الصباح
الصباح الباكر مُخصص لما تريده بشدة.
عن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف تعمل بجد؟

مقالة عظيمة بقلم بول جراهم.

كيف تعمل بجد؟
للأعضاء عام

اقتباسات الجمعة

لا يريدون موظفوا جوجل العيش في العالم الذي خلقوه!

للأعضاء عام

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر

مقالة مطوّلة للوقاية من الهوان الروحي

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر