تخطى الى المحتوى

التقدير في الأشخاص وليس الأرض

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

سألت سؤالًا على صفحتي في الفيسبوك قبل سنة يقول: «هل لو استقبلت الطائف الرسول -عليه الصلاة والسلام- في محاولته للهجرة، لأصبحت اليوم من المدن المقدسة إسلاميًا عوضًا عن يثرب (المدينة المنورة)؟».

اختلفت الإجابات دون اقتراب كبير مع الأسف عمّا أحاول الوصول إليه. لكن تعليق أحد السادة الأفاضل كان ثريًا بوصفه: أن قبيلَتي «الأوس والخزرج» ساكني المدينة، كانوا يتميزون عن بقية القبائل/القرى بانفتاحهم الكبير نسبيًا للمجتمعات والأفكار الجديدة، بسبب سفرهم وتجارتهم المستمرة مع الشام ومناطق أخرى عن نظرائهم في الطائف، وهذا ما جعلهم يتحملون قبول الرسالة المحمدية الشريفة وأفكاره بشكل أسرع. وبذلك اكتسبت المدينة بسبب أهلها آنذاك، مكانتها الخاصة ليوم الدين.

شاهدي أن التقدير والمكانة والشرف الذي كسبته المدينة المنورة (بعد أمر الله) يعود بالدرجة الأولى من وجهة نظري لسلاسة ومرونة الأشخاص الذين سكنوا المدينة، وليس للأرض الفيزيائية بحرها ونشفانها بشكل مجرد. وهو ما كان يبحث عنه الرسول.

وهو تمامًا ما يجب أن نبحث عنه في محيطنا الضيق وأصدقائنا ومع من نرى مصالحنا الحقيقية معه. فالزوجة وإن كانت من نفس أرض الزوج أو قبيلته أو عشيرته، قد لا يعطيها فرصة أفضل من الزوجة الأكثر قبولًا وثقافةً وسلاسة في التعامل معه والعكس! وكذلك ينطبق الأمر مع كل أنواع الرفقة.

معادلة التقدير والاختيار يجب أن تختلف. ولعل المثل القائل «الجار قبل الدار» أو «الرفيق قبل الطريق» أعتبرهما شديدي البلاغة، وجديرين بالبحث.

اختر رفيقك، وإن صعب اختياره، ابحث عنه.

ولله الحكمة في كل شيء!

غير مصنف

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

التعرّض للشمس

يؤسفني أن أقول إنني من فئة الأشخاص قليلي التعرّض للشمس، وللشارع، والطبيعة، بشكلٍ عام. فمن عيوبي الحديثة، انغماسي في مكتب المنزل لوقتٍ طويل، وهو المكان الذي أُنجِز فيه الكتابة، والقراءة، والمهام العملية اليومية. وقد كرر عشرات المرات عالم الأعصاب الشهير آندرو هوبرمان، أن التعرّض اليومي للشمس

للأعضاء عام

عن الوِحدة

المنزل (نقصد في معناه باللغة الإنجليزية Home ولا نقصد البيت House): هو المكان الذي نشعر فيه بالانتماء. الوِحدة هي عكس الإحساس بالانتماء. قد يكون العمل الذي نحبه منزلًا، الرفقة التي نحبها منزلًا، المدينة التي نعشقها، الفريق المفضل، الحبيب، أو الصديق. المنزل هو المكان الذي نكون فيه على

عن الوِحدة
للأعضاء عام

بليغ

عام ٢٠٠٧م خرجت أنغام بألبوم كان من ضمن أغانيه أغنية استثنائية في لحنها ومختلفة تمامًا عمّا غنته أنغام في مسيرتها. أدمنتها لفترة، ولا زلت معجبًا بها حتى اليوم، اسمها «أشكي لمين وأحكي لمين». قبل يومين وبعد ثلاثة عشر سنة من صدور تلك الأغنية، قرأت لدى الكاتب اللطيف

بليغ