The Icarus Deception - انخداع إيكاروس
Art isn’t a result; it’s journey. The challenge of our time is to find a journey worthy of your heart and your soul.
– Seth Godin, from THE ICARUS DECEPTION Book
الفن ليس نتيجة وإنما رحلة ، والتحدي في وقتنا يكمن في إيجاد الرحلة التي تستحق قلبك وروحك
– سيث جودين من كتاب ، إنخداع إيكاروس
إنتهيت البارحة من قراءة كتاب “The Icarus Deception” آخر مؤلفات عملاق التسويق والأعمال سيث جودين. وفي الحقيقة ، ليس من هواياتي تلخيص الكتب وخصوصاً إن كان سيتم نقل ما لُخص عبر كتابته وشرحه ، خوفاً من عدم إحقاق المادة حقها أو عدم إيصالي للمعلومة بشكلها الصحيح وأعتقد أن هذا الكتاب والكاتب حالة إستثنائيا تماماً بالنسبة لي ، مع العلم أنه أكثر من شجعني لخوض تجربة التوثيق وكتابة المقالات دون ملل.
يؤمن سيث بأن عصور الثورة الصناعية (قبل ٥٠ عام تقريباً) والثورة المعلوماتية (الحواسب والإنترنت والمعلومات) أصبحت على وشك أن تكون محسوبة تماماً من الماضي ، لننتقل خلال الفترة القادمة لثورة من نوع يختلف تماماً عما عهدناه وعاصرته الأجيال السابقة .. ألا وهو عصر ثورة « الفن».
وكخلاصة تعريفاته للفن: أن الفن هو كل ما تعمل به وتستمتع به وتقوم به كجزء لا يتجزأ من حياتك دون انتظارك لأحد يعطيك الإذن بعمله.
ويؤمن أيضاً أن ما يطلق عليه مسمى الفن لا يقتصر على القوة الناعمة (الغناء والتمثيل والرسم والمسرح الخ.) و إنما قد يشمل خدمة العملاء ، البيع ، البرمجة ، الإستثمار ، الكتابة اليومية ، الهندسة ، الطب وكل الأعمال الأخرى تحت ظروف ومقومات معينة.
« الفن هو أن تكون إنسان » , وليس آلة إنسانية تؤدي عملها المعتاد دون أحاسيس أو إيمان.
« هل تنتظر أن تظهر في برنامج أوبرا وينفري؟ لايمكنك لسببين، الأول: من أنت؟ الثاني: لقد أنهت أوبرا برنامجها منذ فترة »
« ولكن هناك من يتمنى ظهورك بشغف لتمارس فنك وليتحدث هو عنه ، ولكن للأسف لن يتصل بك أبداً ،اتعرف من هو؟ إنه اليوتيوب»
« تريد أن تكون كاتباً مشهوراً لديك خيارين الأول: أن تنتظر يوماً من الأيام أن توظفك إحدى الصحف أو المجلات ، الثاني: هوا أن تصبح كاتب الآن ، لأن هناك من تنتظرك لتمارس فن الكتابة بفارغ الصبر ولكن للأسف لن تتصل بك أبداً ، اتعرف من هي؟ هي كل المدونات الموجودة على الإنترنت »
حقيقةً ، لم يترك سيث في طيات كتابه أي مجال للأعذار خلال عصر الفن القادم ، ولم يثير إهتمامي محتوى الكتاب فحسب بل لأن هذه الشخصية العجيبة أصبحت تفاجئني كل مرة أطلِع فيها على آرائه المتمردة حول استراتيجيات التسويق الموجودة في العالم ، وكيف أصبح أصحاب الشركات يهدرون المال بشكل سخيف ليسوقوا منتجاتهم عبر قنوات سخيفة ليضايقوا بها الناس، وأن عالم التسويق والمنتجات يحب أن يكون فناً وليس إهداراً للمال والجهد.
« أخطر ما يمكن أن يكون عليه المرء الآن هو أن يكون مثالياً »
« عندما تقرر أن تكون عادياً ، تكون قد حكمت على نفسك بالخطر »
و الأعجب من ذلك عندما علمت أن هذا الشخص قد ألف كتاب عام ٢٠٠٠ سماه « أنشر فايروس الفكرة» و أصر على دور النشر أن تعطيه حق نشره في الإنترنت مجاناً وبعد رفضها ، قرر أن يقنع موقع أمازون بعرض الكتاب لتحميله كنسخة إلكترونية (لم تكن قد انتشرت الكتب الإلكترونية بعد) مجاناً ، ووافقت الأخيرة.
وقد تفاجئ عندما تم تحميل الكتاب أكثر من ٣٠٠٠ مرة خلال يوم واحد من إصداره ليصل فيما بعد إلى ٥ ملايين نسخة.
وقد قال في أحد مقابلاته « لقد نشرت أفكاري لـ ٥ ملايين شخص باستخدام جهاز لابتوب فقط” و “كل فكرة مجانية تستحق النشر وكل مايستحق النشر يصنع لك جمهورك وجمهورك سيأتي لك بالنجاح »
وكانت أكبر مفاجئاتي عندما علمت أن كتابه الذي تجاوز الـ ٢٠٠ صفحة قد كتبه في ١٢ يوم فقط ، وذلك بعد قرائته لكتاب (نقطة تحول ، لمالكلوم جلادويل) مما أعطاه تلك الدفعة المعنوية الغريبة . إضافة على ذلك أنه يعمل لمدة ١٦ ساعة يومياً كما قال في إحدى مقابلاته مع موقع “كوبي بلوجر” ، ويكتب تدوينات يومية منذ أكثر من ٧ سنوات دون توقف ، وقد ألف أكثر من ١٥ كتاب خلال مسيرته ووزع منها عشرات الآلف مجاناً على مستوى العالم ، وقد شارك في عدد كبير من فعاليات ” تيد إكس – TEDex” ليتم تصنيفه كأحد أكبر ١٠ المشاركين تأثيراً على الجمهور في تاريخ تيد إكس.
واجتمعت عدة صحف على رأي أنه أحد أعظم رجال التسويق في العالم.
وحقيقةً ، لا يجب إغفال هذا الحس الشغوف في ظل عوامل التعرية النفسية في مجتمعنا ، وأدعوك بكل ود لقرائة كتاباته والإشتراك في مدونته والتي قد تضيف لك الكثير.
والأهم من ذلك ممارسة فنك كما تشاء … والآن.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.