رسم خطوط المستقبل
لا نستطيع رسم خطوات المستقبل !
لعل من أكثر ما تحدث به ستيف جوبز (مؤسس شركة أبل) في وصفه لحياته هو عدم قدرته (أو قدرتنا) على تحديد المستقبل بكل جوانبه مسبقاً. فقال في عدة مناسبات أنه لولا طرده غير المبرر مطلع التسعينات من شركته التي أسسها (ابل) ، لما قام بتأسيس أعظم شركة رسوم ثلاثية الأبعاد Pixar ، ولما كانت عودته بكل قوة لأبل عام ١٩٩٩ ليعيد إحيائها متخطياً معظم أخطائه وسلوكياته والتي لعلها كانت قد ساهمت بطرده بدايةً.
ولعل مرض د. مصطفى محمود لثلاثة سنوات في بداية حياته الدراسية قد ساهم بنقل حياته من مستوى إلى مستوى آخر دون أن يعلم ، حيث اكتشف نفسه خلال تلك السنوات بعد قرائته لعدد مهول من كتب الحضارات والديانات والعلوم المختلفة بسبب تواجده الإلزامي في البيت لعدم قدرته اتمام دراسته في ظل المرض ، وقد أعرب عن امتنانه كثيراً لهذه السنوات في أحد المقابلات.
عندما تراجع ماضيك ، سوف ترى أن معظم ما أنت عليه الآن ما هو إلا تسخيرات كونية أمر بها الله ، وقد قُمت بتحديدها بحجم الإجتهاد المبذولة لكل مرحلة سابقة.
لعلك إذاً لن تستطيع رسم كل خطوات المستقبل ، فبالتأكيد ستواجه تلك الفرص وأُولائك الأشخاص الذين يقررون تغيير حياتك في سويعات ، أو ربما تكتشف أنك لست ذلك الشخص الذي كُنت عليه بعد تلك السنوات أصلاً.
لكل مجتهد نصيب … إذاً التخطيط والتنفيذ والعمل على ماتُريد … يقودك لما هو أفضل لك بطريقة ما ، بتسخير الله والكون !
خاتمتي هي: الإجتهاد مع عدم محاولة تحليل المستقبل … وبالله التوفيق.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.