لا تقرأ هذه المقالة إن تجاوزت الخمسين
سؤال: ماذا لو اكتشفت (واقتنعت) بعد وصولك لسن الخمسين مع وعيك الحالي، أن طريقة تعامل أحد معلميك لك في الإبتدائية كانت شديدة القسوة والظلم؟
الجواب: لا شيء … وغالباً ستحسب صورة ذلك المدرس في ذهنك ضمن رصيد ذكريات الطفولة.
سؤال آخر تعقيباً على الأول: ماذا لو كانت القسوة قسوة أحد والديك؟
الجواب: أيضاً لا شيء، لأن الأرجح سيكون تغليفك لهذا النوع من التعامل بحجة التربية الحسنة.
السؤال المهم: ماذا لو اكتشفت بعد وصولك لسن الخمسين، أنك تعيش منذ الطفولة كذبة ما، كنت قد ُرُبيت وعشت عليها طيلة هذه العقود؟
الجواب المقترح: ربما ستحاول تدارك الأمور مع أولادك!
السؤال الأهم: ماذا لو اكتشفت بعد وصولك لسن الخمسين، أنك قسوت على نفسك طيلة هذه العقود، واقتنعت واقنعت كل من حولك بكذبة ما، تعايشت معها منذ صغرك؟
الجواب المتوقع رقم ١: ستكون في أحد الدول العربية بعمر الخمسين عام ٢٠١٣.
الجواب المتوقع رقم ٢: ستستمر بالتعايش مع الكذبة لأن إحساس الرجولة (الجهل) سيمنعك من الإعتراف بأكذوبة هذه الكذبة، لتمر على خواطرك كفتيات المراهقة!
الجواب المتوقع رقم٣: أن تكره وتغار من كل من اقتنع وعمل على تغيير حياته بتغير واقع تلك الكذبة.
الجواب المتوقع رقم ٤: ستصمت عند سماع سيرة تلك الكذبة على لسان أحدهم تعبيراً منك عن الحسرة.
الجواب المقترح رقم ٥: ستكون في مكان ما سعيداً بتخلصك من قناعات بالية يعيش عليها معظم أقرانك، كنت قد عشتها طيلة عقود مضت، والآن قد ازددت حلماً وحكمة، لتعلم أن التعصب لقناعة ما هو إلا ضريبة الجهل والحماقة الشرقية التي سيدفع ثمنها كل من حولك.
وأخيراً: ماذا لو كنت بالفعل تعيش بعضاً من القناعات والأكاذيب دون اكتشافها بعد؟ هل تخيفك هذه الفكرة بقدر ما تخيفني؟
ماذا لو قلت لك أن أكثر ما أخشاه هو أن أعيش عالماً لا يفترض بي أن أعيشه، مصاحباً عقل لا يمت للمنطق بأي صلة، وأن اكتشف ذلك بعد فوات الأوان.
ماذا لو كان أحد متلقي الأسئلة أعلاه يكتب هذه السطور؟
أتعرفون من هو؟
أعرفكم بنفسي: أنا … (أنتم وأنا) دون عقل.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.