تخطى الى المحتوى

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة
بعض الأفكار لتحدّي النفس
Photo by Tom Cleary / Unsplash
  • أي شخص يملك كاميرا أو منصة يستطيع أن ينشر فيها ما يريد، يكون أقرب لعقولنا للتصدّيق من التكذيب والإنكار. نصحني أحد الأصدقاء قبل سنوات أن أقوم «بتحدٍ أي فكرة أتعرّض لها يوميًا». وألا أتحمّسْ على كل ما أشاهده أو كل ما أقرأه مهما كان المحتوى جذاباً. وأعترف أن هذه النصيحة البديهية والبسيطة، جعلتني أكثر تماسكًا، وقررت عدم مشاركته أي مقطع أو مقالة معه خوفًا من انتقاده، وتطور الموضوع لعدم إرسال شيء من هذا القبيل لآخرين. وكأنني كُنت أحتاج إلى شخص يذكّرني بها.

ربما تعطي الكاميرا والنصوص المكتوبة شيئًا خفيًا من الوقار لأصحابها!

  • أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح. أميل مع فكرة أن الإنسان يجب ألا يخسر أيًا من علاقاته مع أي شخص، إلا في نطاقات ضيّقة وحسّاسة للغاية، ولا أعتقد أن القارئ اللبيب يخفى عليه النطاق الضيّق أو الحسّاس. محاولة إتقان لعبة المسافات هي الحل السحري الأول، ويأتي بعدها - أعتذر عن الجرأة - هي: التنمّر. أحد الحلول المجرّبة هي توبيخ الشخص كثير الشكوى والتكرار للعبارات السلبية، فقد يعطي هذا الأمر شيئًا من البداهة التي تحتاج إلى التذكير (مثل حال صديقي في النقطة الأولى).
  • فوجئت هذا الأسبوع أن ثلاثة مطاعم (كانت مفضّلة لي في يومٍ من الأيام) قد أُغلِقت، وخرجت من السوق. وهنا أستطيع (من زاوية التجارب) أن أذكِّر القارئ الكريم أن في عالم الأعمال قد تكون أحيانًا «تكلفة البقاء في السوق في حالة خسارة أقل من تكلفة الإغلاق الذي يصاحبه حزمة كبيرة من الالتزامات، مثل تكاليف نهاية الخدمة للموظفين، وغيرها» ولذا قد يتكرر علينا سماع تجارب تجارية خاسرة أو إنها قد وصلت لنقطة التعادل دون تطوّر في الأداء دون الخروج من السوق.

وفي أحيانٍ أخرى قد يكون الخروج تمامًا وبسرعة من السوق أسلم لصاحب العمل (طبعًا لكل قاعدة شواذ). شاهدي هنا أن معظم الأعمال - وآسف على صراحتي - التي نراها في السوق ليست بالتأكيد رابحة أو ناجحة (أقول معظم). وقد تكون بالكاد تغطّي مصاريفها. (ربما أُسهِب في هذه النقطة لاحقًا في مقالة منفصلة).

وهنا دعوة لتحدي النفس على عدم الانجراف للحماس تجاه فكرة أي مشروع، بنفس القدر الذي يشجعنا الكثيرون على بدء مشاريع ريادية. التريّث ضروري.

  • آمنت أكثر من أي وقتٍ مضى أن علاج الإنسان لأي تحديات نفسية، أو جسدية، أو مالية، لا يبدأ من الخارج. أستذكر جملة ستيفن كينج التهكمية عندما يسأله الكثيرين عن نوع قلم الرصاص الذي يستخدمه في الكتابة، وكأنه يشكّل فارقًا في تجربته. وكأن انضباطه ثلاث ساعات يوميًا في الكتابة لا يستحق الانتباه.
عن العمل وريادة الأعمالشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم: * قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء»

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم
للأعضاء عام

بكم تعلن؟

أدردش مع أحد أصدقائي العزيزين قبل يومين، وأخبره أن معظم الناس - من ملاحظتي لهم - يُحبون قوائم الاقتراحات بكل أشكالها: اقتراحات القراءة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، وآخر الاكتشافات المنزوية. وكلما كانت الاقتراحات شخصية وبسيطة، كلما كانت استجابة القرّاء لها أعلى. أحد أصدقائي من دولة البحرين، صور زيارته هو

بكم تعلن؟