تخطى الى المحتوى

ساعة المنبه: ضد السنن الكونية

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
ساعة المنبه: ضد السنن الكونية

لا يوجد مخلوق على هذه الأرض يستخدم المنبه للاستيقاظ، سوى الإنسان.

طرح الدكتور ماثيو ووكر في كتابه Why We Sleep سؤالين يخصان النوم، يستطيع أي إنسان من خلال الإجابة عليها معرفة إن كان بالفعل يأخذ قسطه المستحق من النوم كل يوم، وهم:

  • عندما تستيقظ عادةً في الصباح؛ وحاولت أن تعود إلى النوم مرة أخرى خلال عشرة دقائق، هل ستتمكن من النوم؟ … إن كانت الإجابة: نعم، فهنا يمكنك التأكد أنك لم تأخذ قسطك الكافي في النوم.
  • إن ذهبت إلى عملك في الصباح، هل تحتاج إلى شرب قهوة أو شاي لكي تُصحصح وتركز قبل وقت الظهيرة؟ … إن كانت الإجابة أيضاً نعم، فإنك بالتأكيد لم تأخذ قسطك الكافي من النوم أيضاً.

يرى د. ووكر (وغيره من المختصين) أن ساعة المنبه تعتبر مؤشراً مهم لكي يقيّم الإنسان نومه كل ليلة، فإن كان استيقاظ أحدنا يجب أن يكون مثلاً في تماما الساعة السادسة صباحاً وقد نام ليلتها الساعة التاسعة، فالنتيجة البديهية أنه على الأغلب سيستيقظ على الموعد أو قبلها دون منبه، لاكتفاء جسده تماماً من النوم.

من أفضل الحالات الصحية للإنسان هي استمرارية استيقاظه من النوم دون منبه كل يوم (وهنا تتحقق أحد أحلامي الشخصية). فالسنن الكونية لا تتطلب وجود المنبه مع كل المخلوقات بشكل فطري كما ذكرنا. وعندما نعي هذا الأمر؛ قد نستهدف في حياتنا الوصول للمرحلة التي يجب أن يأخذ الجسم حاجته من النوم تماماً عوضاً عن تدخلات خارجية كالمنبه والكثير من القهوة، لنجابه بها حياتنا.

يؤسفني القول أن موضوع النوم شديد التشعب والتعقيد، مما يقودني اليوم بالاكتفاء بالمعلومة المذكورة هنا فقط. ويؤسفني أكثر الاعتراف أنها أحد أهم التحديات التي أواجهها شخصياً. إلا أنني أضيف أحد أهم النقاط التي تحدث عنها د. ووكر في تعقيبه عن أهمية النوم لحياتنا عندما شرح بقوله: كان العلم سابقاً يقول: أن النوم هو العامود الثالث لصحة الإنسان بعد الأكل والرياضة، وبعد عملي وبحثي في هذا التخصص لأكثر من عشرين سنة، تأكدت أن ذلك ليس دقيقاً بما يكفي. بل أجد أن النوم هو القاعدة الأساسية للعامودين الآخرين، فإن لم يكن الأساس قوياً، فليس هناك داعٍ لتقوية الأعمدة.

كُتب واختيارات للقراءةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا