الشهر: يوليو 2014

  • في البحث عن من هم مثلك

    ليس بالضرورة أن يكونوا معك في يومك العملي، ولا أن يكونوا في نفس المجال الذي تعمل فيه … أجد الأهمية بأن يكونوا نظيرين لك، مثلك في أحلامك وحياتك المستقبلية التي تخيلتها.

    سيرفعون مستوى أدائك العقلي، وسقف أحلامك، ويبعدون عنك اليأس وربما يلزموك بعدم الخوض في الأوهام التي يعيش فيها غيرهم.

    ستحزن إن اكتشفت أنك تأخرت باختيارهم مقابل آخرين أقل منك طموح وهمة.

    مهمة البحث عن أمثالك ليست شيئاً مكمل … بل ضرورة.

    اكتشفت ذلك بعد ما كُنت أقضي أكثر من ٨ ساعات يومية  في المقاهي لفترة طويلة من شبابي! دون هدف، أو في البحث عن من هم مثلي … أو دون محاولة للإرتقاء بمن هم معي نحو حياة أفضل.

  • قصة حقيقية: عم جمعة وحقوقه الضائعة

    – ١ –

    عم جمعة (كان شاب) عربي مقيم في مدينة الخفجي قبل أربعين سنة، يعمل لصالح إحدى الشركات الأجنبية في أحد المشاريع.

    وبعد أن قضى عدة سنوات في العمل نتجت بإدخاره مبلغاً من المال، قرر أن يشتري أرضاً في هذه المدينة الساحلية على حدود الكويت كاستثمار طويل الأمد. ولأن تلك الفترة لم تصل بعد لتضخم الطفرة، فقد سَهُل له الأمر في إيجاد أرض مساحتها أكثر من ١١ كم٢، بسعر رخيص نسبياً.

    ومن هنا قرر بدء رحلة البحث عن شخص يثق بأمانته ليشتري هذه الأرض بإسمه أو يشاركه فيها بأي نسبة.

    وقع اختيار العم جمعة على زميله الغلبان “عم مطفِر” الذي كان في مثل سنه أو أكبر قليلاً. وقد كان العم مُطفر إنساناً يحب الله ورسوله، وأول العاملين الذين يحرصون على أداء الفريضة (جماعة) في بيئة عمل تعُج بالكفار!، بل عُرف عنه حسن السيرة والسلوك، وشعبيته عند زملائه البعيدين قبل القريبين.

    كانت أحد الأسباب أيضاً التي أدت لاختيار العم جمعة لهذا الرجل، هي وظيفته المتواضعة في مطبخ الشركة كصبي يشرف على تقديم القهوة والشاي لزملائه (Tea Boy). بل تأكد العم جمعة من حُسن اختياره لهذا الشخص بعد أن أقترح عليه العم مطفِر أن يشاركه بنسبة (١٠٪) من قيمة الأرض وهي كل ما يملك في هذه الدنيا، لعلها وعسى أن تتكاثر وتصبح شيئاً كبير في يوم من الأيام.

    اتفق الإثنان على شراء الأرض بما نسبته: ٩٠٪ لصالح العم جمعة، و١٠٪ لصالح العم مطفِر، وبالطبع يدفع الإثنين التكلفة حسب النسبة، مع وضع ملكية الأرض تحت إسم الأخير لأنه من أبناء البلد.

    – ٢ –

    تم تنفيذ الإتفاق وشراء الأرض، لكن الموضوع لم ينته هناك بل أن المشكلة بدأت هناك … لأن العم مطفِر قرر أن ينقلب بين ليلة وضحاها ويبرر لنفسه امتلاك الأرض كلها وإنكار العم جمعة وحلاله في الأرض.

    ولأن  هذا “الأجنبي” في نظر العم مطفِر لا يستحق حلال أولاد بلده وعياله، فليس هناك داعٍ للشك في ذمته أو محبته لله ورسوله! فهذا شيء وهذا شيء آخر تماماً.

    استسلم العم جمعة للواقع … وعرف أن القانون أو الوسطات أو أي محاولة جدية أخرى لن تُحرك في جدية نزع امتلاك مطفر للأرض. ليقرر إكمال مسيرة حياته مع هذا الجرح.

    عدت الأيام … وتقاعد العم جمعة بعد انقضاء فترة عمل زادت عن ٣٠ عاماً في السعودية، وذهب لبلده ليكمل ما تبقى من عمره في أي أمور تقليدية تُشغل كل من في سنه.

    وفي أحد الأيام …

    تلقى العم جمعة اتصالاً من السعودية.

    – مرحباً: كيف حالك يا أخ جمعة؟

    – بخير الحمدلله، مين حضرتك؟

    – أنا مطفِر يا جمعة.

    – مين مطفر؟ ما أعرف أحد بهذا الإسم؟

    – أنا اللي أخذت منك أرض الخفجي قبل ٤٠ سنة يا جمعة.

    –  ……

    – سامحني يا جمعة …. والله أنا آسف، ليت يعود الزمن لورى، وارجع الحقوق لأصحابها، وأنا أعرف أن هذه الأرض ملكك، لكن أمري لله، عموماً … أنا ودي أصلح غلطي بهالإتصال.

    – خير يا مطفر، شلون بدك تصلح هالغلط وأنا ناسي إسمك أصلا … والموضوع له ٤٠ سنة!!

    – يا جمعة … أنا بعت الأرض أيام الطفرة وصرت إنسان غني ولله الحمد، واشتريت محلات وبنيت تجارة محترمة في الكويت والسعودية، وأملك عمائر وأراضي واسعة ولله الحمد، ودي أعطيك نسبة من كل ذا.

    – خير إن شاء الله يا مطفر، عموماً شلون ومتى؟

    – عندي زيارة كشفية بعد يومين لألمانيا وحقضي هناك كم يوم، وإن شاء الله أرجع بعدها وانسق معاك، يا أجيك يا تجيني السعودية ونصفي الأمور.

    انتهت المحادثة.

    ذُهل العم جمعة من حال هذه البشر، وكيف لها أن تتذكر أو أن تعيش كل هذه الأعوام دون تأنيب حقيقي يُذهب النوم من عيونهم، كيف قضى مطفر شبابه وربى أولاده على مال حرام؟ والسؤال الأهم … لماذا استذكرني بعد ٤٠ سنة؟ شيء غريب حقاً!

    مضى أسبوعين على مكالمة مطفر للعم جمعة دون الحصول على موعد لقاء حسب الإتفاق، وتذكر العم جمعة أن مطفر قال أنه يريد زيارة ألمانيا لغرض طبي، وكم خشي – لا قدر الله – أن يحصل له مكروه أو أن يموت في هذه الزيارة.

    وكما هي فطرة الإنسان … بنى العم جمعة بعض الأحلام الوردية خلال هذه الأسبوعين: بيوت لأبناءه، سيارة جديدة، سفرة مع زوجته إلخ. وقرر أن يعيش واقعه أخيراً بعد أن كلف إبنه بمحاولة التواصل مع مطفِر لعله عاد من هناك على خير إن شاء الله، وقد حصل ذك بالفعل.

    – ألو … مرحباً عم مطفر، أنا محمد ولد جمعة.

    – أهلا … أيش تبغى يا محمد؟

    – أبداً … الوالد كان بيسأل إن شاء الله أنك رجعت بالسلامة، وإن شاء الله إنك على وعدك بزيارتنا بخصوص حقوقه المادية.

    – اسمع يا محمد … بلغ الوالد إني كِنت تعبان وشفت الموت بعيوني، وقررت أردله حقوقه وحقوق كل شخص، لكن يوم طلعت ألمانيا وطمنوني إن بخير رجعت وغيرت رأيي. الله يعوضكم.

    انتهت المكالمة.

  • قائمة مراجع #كتاب_ثورة_الفن … أو اقتراحات للقراءة

    قائمة المراجع التي استخدمتها لكتابة كتاب ثورة الفن (كتاب تحت النشر).

    لكل شخص مهتم بالفن … أو العمل بفن أو أي شيء يخص حياة الفنانين، ربما ستغير هذه القائمة  حياة شخص ما في مكان ما.

    قراءة ممتعة.

    —–

    Bibliography – قائمة المراجع

    كل كتاب من هذه الكُتب المذكورة في الأسفل كان لها دور مباشر أو غير مباشر بإثراء حياتي الشخصية، وآيضاً لأستزيد منها والخروج بمحتوى هذا الكتاب الذي بين يديك، أرجو أن لا تتردد في الإطلاع عليها أو اقتناء بعضها، من يدري … لعل الله يحدث بها أمرا.

    Brandt R.L. 2012. One Click: Jeff Bezos and the Rise of Amazon.com. Portfolio Trade.

    أمازون دوت كوم … وكل ما تحتاج معرفته (تقريباً) عن الشركة

    Coelho P. 2004. Warrior of the Light: A Manual. HarperOne.

    بعض الإلهامات البسيطة من باولو كويلو … في إطار غير روائي

    Collins J. 2001. Good to Great: Why Some Companies Make the Leap.And Others Don’t. HarperBusiness.

    كتاب غني عن التعريف، وأجده من أفضل الكُتب عن عالم المال والأعمال خلال العشرين سنة الماضية، وهو خلاصة بحث لفترة طويلة في أكبر الشركات الموجودة في السوق الأمريكي … أبدع جيم كولينز فيه

    Currey M. 2013. Daily Rituals: How Artists Work. Knopf.

    أهم مرجع بالنسبة لي لطقوس أهم الفنانين

    Dean J. 2013. Making Habits, Breaking Habits: Why We Do Things, Why We Don’t, and How to Make Any Change Stick. Da Capo Lifelong Books.

    هذا الكتاب يناقش العادات (بنائها وهدمها)  من زواية مختلفة، وأجد أن محاولة الكتاب لإقناعي بأن ٢١ يوم لا تكفي بالضرورة لتغيير العادات الصعبة قد نجحت

    Glei J.K. & 99U 2013. Manage Your Day-to-Day: Build Your Routine, Find Your Focus, and Sharpen Your Creative Mind (The 99U Book Series). Amazon Publishing.

    كتاب رائع، صغير، وشيق يعلمك كيف تبني يوم بيوم حياتك العملية

    Glei J.K. & 99U 2013. Maximize Your Potential: Grow Your Expertise, Take Bold Risks & Build an Incredible Career (The 99U Book Series). Amazon Publishing.

    أيضاً كتاب رائع  … شيق وصغير، يعلمك أن تزيد من فرصك وحظوظك (بعد أن تبني يومك)

    Godin S. 2001. Unleashing the Ideavirus: Stop Marketing AT People! Turn Your Ideas into Epidemics by Helping Your Customers Do the Marketing thing for You. Hyperion.

    أكثر كتاب إلكتروني تحميلاً في التاريخ … ولعله من أكثر الكُتب التي أخذت من إسمها نصيب

    Godin S. 2008. Tribes: We Need You to Lead Us. Portfolio Hardcover.

    هناك شخصان من وجهة نظر هذا الكتاب: قائد ومتبوع … يحاول بخفة أن يجعلك من الفئة الأولى

    Godin S. 2011. Linchpin: Are You Indispensable? Portfolio Trade.

    اقتبست منه القطعة في صفحتي الأولى من الكتاب، مليئ بالمعلومات، والأهم أنه يجعلك تتسائل … هل فعلاً أنا شخص يمكن الإستغناء عنه؟

    Godin S. 2011. Poke the Box. The Domino Project.

    لن تتجاوز في قرائته ساعتين … يدفعك لاكتشاف ما لم تكتشفه عن نفسك

    Godin S. 2012. The Icarus Deception: How High Will You Fly? Portfolio Hardcover.

    سأعترف أن ها الكتاب كان بمثابة الشعلة التي أشعلت حبي للكتابة والفن … ولمفهوم العمل بفن، يجب أن يكون في مكتبتك

    Henry T. 2013. Die Empty: Unleash Your Best Work Every Day. Portfolio Hardcover.

    هل فكرت ماذا تريد أن تفعل قبل أن تموت؟ … ستفكر بعد قراءة هذا الكتاب بالتأكيد

    Huffington A. 2014. Thrive: The Third Metric to Redefining Success and Creating a Life of Well-Being, Wisdom, and Wonder. Harmony.

    آريانا هافينجتون … مؤسسة أسرع مجلة نمواً في العالم، كيف كانت وكيف أصبحت أكثر نجاحاً وبهجة الآن .. كتاب مليء بالحكم

    Isaacson W. 2004. Benjamin Franklin: An American Life. Simon & Schuster.

    أفضل مرجع لكل شخص مهتم بقراءة سيرة بينجامين فرانلكين

    King S. 2010. On Writing: 10th Anniversary Edition: A Memoir of the Craft. Scribner.

    ستيفن كينج … أحد أبطالي الشخصيين سيجعلك تُحب أن تكتب رغماً عنك، وأزعم أن هذا ما حصل لي

    Kleon A. 2012. Steal Like an Artist: 10 Things Nobody Told You About Being Creative. Workman Publishing Company.

    مجموعة نصائح في أداء فنك كما يجب … في كتاب صغير وشيق

    Maxwell J.C. 2007. Talent Is Never Enough: Discover the Choices That Will Take You Beyond Your Talent. Thomas Nelson.

    الموهبة لا تكفي أبداً … هذا كل ما يتحدث عنه هذا الكتاب الرائع

    Mycoskie B. 2012. Start Something That Matters. Spiegel & Grau.

    قصة شركة تومس للأحذية … مع الكثير من الإلهام

    Pink D.H. 2006. A Whole New Mind: Why Right-Brainers Will Rule the Future. Riverhead Trade.

    لماذا يجب أن تزيد جرعة الفن في عقلك تدريجياً؟ … لأن المستقبل مرهون بالشق الأيمن من دماغنا

    Pressfield S. 2011. Do the Work. The Domino Project.

    كتاب صغير … يذكرك أن العمل أهم من التخطيط غالباً

    Pressfield S. 2011. The Warrior Ethos. Black Irish Entertainment LLC.

    كتاب فلسفي إلى حد ما، لكنه عملي أيضاً

    Pressfield S. 2012. The War of Art: Break Through the Blocks and Win Your Inner Creative Battles. Black Irish Entertainment LLC.

     هذا الكتاب يجب أن يكون موجوداً في أي مكتبة … وخصوصاً مكتبات الفنانين، لا يمكن وصف روعته وبساطته وتأثيره غير الطبيعي … جرب!

    Pressfield S. 2012. Turning Pro: Tap Your Inner Power and Create Your Life’s Work. Black Irish Entertainment LLC.

    العمل … أولاً، ثم لنكون محترفين ثانياً

    Randall D.K. 2013. Dreamland: Adventures in the Strange Science of Sleep. W. W. Norton & Company.

    مشاكلي مع النوم كثيرة … وقد حللت بعضها مع هذا الكتاب

    Godin S. Stop Stealing Dreams (What is school for?).

    كتاب مجاني متوفر علي الإنترنت، يناقش أهمية المدارس والجامعات!!

    Sinek S. 2014. Leaders Eat Last: Why Some Teams Pull Together and Others Don’t. Portfolio Hardcover.

    يعتبر سايمون سينك من رواد الإدارة الشباب .. كتاب جميل وأعتقد أنه سيضيف لك الكثير

    Tharp T. 2006. The Creative Habit: Learn It and Use It for Life. Simon & Schuster.

    تويلا ثارب … مصممة الرقصات الأولى في العالم … تتحدث عن عادة الإبداع، وتقنع كل شخص بأن يتعلمها ويطبقها في حياته

    Thomas E. 2013. The Secret to Success.

    الكثير الكثير من الإلهام مع إيريك توماس

    Trump D.J. & B. Zanker 2008. Think Big: Make It Happen in Business and Life. HarperBusiness.

    الكثير الكثير من التشويق والقصص والغريبة حول أهمية التفكير بشكل كبير مع دونالد ترامب

  • رواية هُناك لإبراهيم عباس

    في مثل هذه الأيام من العام الماضي، قرأت رواية حوجن، الرواية الأولى  المنشورة لأخي العزيز إبراهيم عباس.

    وبالأمس انتهيت من قراءة الرواية الثانية … “هُناك”

    انتظرتها وانتظرها الكثيرون بفارغ الصبر، ويزداد الأمر هيبة بالنسبة للكاتب (حسب اعتقادي) عندما يبدأ الكثيرون بمقارنتها بشقيقتها الأولى حوجن، والتي تتطلب منها نجاحاً موازياً … أو ربما يفوقها نجاحاً.

    كيف كانت الرواية؟

    سأعترف بثلاثة إعترافات قد تصل بالقارئ العزيز لوجهة نظري “المرتبكة” اتجاه هذه الرواية وكاتبها.

    الإعتراف الأول … أنني أملك علاقة شخصية ودية مع الكاتب منذ زمن طويل، وقد حرصت لعدة أسباب “مهنية/شخصية” أن أتعامل مع هذه الرواية بكل حيادية واستقلالية، كوني سأتعاطف معها كثيراً بغض النظر عن محتواها، بل أجد أن ولعي به شخصياً أكثر بكثير من كونه كاتب، وهنا أصريت على الحيادية والرأي دون رياء أو مجاملة.

    … ودعني أزعم نجاحي في هذا الأمر.

    هناك عدة أسباب تقودني لأن أكون حيادياً، أولها أنني شخص مولع بالقراءة، وأحب أن أذكر أرائي حول كل كتاب أقرأه (قدر المستطاع) بتفصيل يكاد يكون ممل بعض الأحيان، لأنني أجد في ذلك تنفيذاً لمغهوم الأمانة العلمية في نقلها.

    وثانيها … أنني مغرم بعادة اقتراح كُتب للقراءة على الآخرين، وسأفقد الثقة تدريجياً في هذا الأمر إن استمريت باقتراح كُتب سخيفة من أجل المجاملة.

    الإعتراف الثاني … أنني لا أحب الروايات عموماً بشكل كبير، وزاد هذه المهمة صعوبة … إعجابي الشديد بالرواية الأولى، وهنا خشيت أن أقع في مطب المقارنة.

    الإعتراف الثالث … أنني بالفعل أُصبت بالإكتئاب عند قرائتي الصفحات الـ٢٠ الأولى (وهنا كان واضح لي عكس تسارع الأحداث الممتع في رواية حوجن)، فلم ترُق لي الرواية أبداً في البداية، بل بدأت بتحضير نفسي للإعتراف بذلك على هذه الصفحة، ولم يرُق لي كل الموضوع على بعضه، خصوصاً تذكري لحماسي الغريب منذ البداية اتجاهها.

    عندما انتهيت من الرواية …

    تأكدت أولاً أن رواية حوجن وهُناك مختلفتين تماماً … ولعل من الظلم أن نقارنها ببعضها. ستجد البعض يميل للأولى وآخرين لهذه الرواية، كل شيء فيهما مختلف … الأحداث … الشخصيات … النمط والفكرة!

    اكتشفت … أن ظني لم يخب كما كنت أتصور، وأن بداية الرواية كانت بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، تسارع تدريجي … وإثارة تدريجية … حتى وجدت نفسي أترك الرواية لبعض الوقت لأبحث عن شخصياتها على صفحات ويكيبيديا لأعرف إن كانت هذه الإثارة مجرد وهم!

    لم تكن وهم … بل وجدت في الرواية خليط ساحر بين أحداث مثيرة، غريبة، لم أعتد عليه من قبل.

    وأكثر ما استمتعت به حملان الرواية في طياتها الكثير من دروس الحياة، وخبرة الخبراء، وليس بعضاً من الخيال الجامع مع الإثارة السينمائية!

    وجدت فيها تجسيداً رائع لبعض أهم الشخصيات التي غيرت حياة العالم، لتكون بمثابة كتاباً للتعليم والإستمتاع، وهنا كان السبب وراء بحثي عن الشخصيات واحدة تلو الأخرى في ويكيبيديا كما ذكرت.

    والنهاية … لم تكن متوقعة بالنسبة لي … كانت بمثابة القلادة التي زينت رأس الآنسة على غلاف الكتاب لتزيدها جمالاً وإثارة … ولتجعل من الرواية عملاً متكاملاً مستوي الأعمدة.

    أعتب قليلاً على وجود بعض الأخطاء المطبعية.

    لكن الأهم … أنها استحقت الخمسة نجوم بجدارة.

  • هل نشعر بصدق إعلانات الجمعيات الخيرية؟

    تزامناً مع كأس العالم … يوجد في خاطري سؤالين:

    السؤال الأول: كم شخص سيشتري سيارة كيا أو هيونداي بسبب إعلانات كأس العالم؟

    والسؤال الثاني: هل يستمتع أي شخص مهما كان غريب الأطوار بمشاهدة “يلا نركب” كل خمسة دقائق بين المباريات؟

    ليس من باب خبرة … ولكن لقناعة شخصية أن مدرسة التسويق الحديثة أصبحت بعيدة كُلياً عن الإعلانات التلفزيونية المكلفة والتي ربما لا تكون ذات مردود قصير أو طويل الأمد إن تم قياس فعاليتها اتجاه المستهدفين، ففي ظل تصارع قنوات التواصل الإجتماعي وزحمة التلفزيون! أصبح كل ما يهم المتلقي هو الحصول على فرق حقيقي يستطيع لمسه … ليستطيع أن يقنع نفسه به.

    —–

    لاحظت أيضاً تزاحم إعلانات الجمعيات الخيرية في شهر رمضان على معظم القنوات التلفزيونية، ودعني أكون صادقاً … لا أتحمس اتجاه أياً منها! والسبب عدم إحساسي بصدق المحتوى أولاً، وثانياً يعود لربكة وتجارب الجمعيات الخيرية في عدة وقفات ماضية مع جهات مشبوهة!

    أجد في المقابل (صدقة المياه أو Charitywater)، من أكفأ الجمعيات التي تُشرف على تفعيل أموال متبرعيها في جميع أقطار العالم نحو اتجاه صحيح، ليس ذلك فحسب بل لأنهم يغنون على قصة حقيقية … وأشخاص حقيقيين، والأهم امتلاكهم لقضية حقيقية، دون الحاجة لإقناع الجميع بحقيقتهم التي لا تسوقها الدعايات المُكلفة.

    هذه الجهة مدعومة بشكل كبير من المسوقين الأمريكيين، ولستُ هنا أحاول أن أزيد في هذا الأمر، بل لألفت النظر بأن القيمة قد تكون قيمة العمل، والقضية الصادقة وراء كل مبادرة خيرية. وأتمنى بأن لا أكون على خطئ في تقدير أعمال هذه الجمعية.

    واختم برأيي من ناحية تسويقية: بأن القيمة أهم من الإزعاج المستمر، والإقناع أهم من الضغط!

زر الذهاب إلى الأعلى