الشهر: مايو 2015

  • ماذا سيحصل إن اقتنعت أن الجميع أغبياء؟

    إن اقتنعت أن الجميع أغبياء، ستصرف عمرك تنتج أعمالاً غبية
    – جورج لويس

    وهذا ما يتعارض كثيراً مع القناعات حول إنتاج الأعمال الإبداعية.

    لاحظ أن أكثر الأمور تشويقاً في العالم هي الأمور المعروفة ببساطتها!

    كرة القدم وآبل استطاعوا أن يسحروا الجميع بجمال البساطة، ولأن البساطة كانت هي الأرض الخصبة للعمل فقد ولدت أنواعاً مختلفة من الإبداعات.

    لا تُعقد الأمر أكثر من اللازم … ركز على البساطة. والأهم … المزيد من العمل.

  • رسالتي لصديقتي: في العيش كالفنانين – أو الغنم

    صديقتي الغالية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكِ بكل خير.

    أصعب ما في الكتابة شيئان: أولها أن هذه المهنة شديدة الوحدة، فيظل الكاتب يبحث ويكتب لفترة … (وفي حالتي) يدقق ويشرف على نشر الكتاب دون أن يعلم ماذا سيفعل القارئ بما كتبه في نهاية الأمر. هل سيتقبل القارئ ما كتبه الكاتب؟ أو سيركُن الكتاب في طرف الطاولة مع كُتب أخرى؟ … والسؤال الأهم: هل سيستفيد بالفعل بما كُتب؟

    ثانيها: أن الكتاب حجة على الكاتب قبل أن يكون شرفاً أو إدعاء يحق له أن يستخدمه ليُلقب نفسه: الكاتب فُلان. ولذا أجد أن أهم ما في الكتابة هي الصراحة والصدق المتناهيين، وإلا سيشعر القارئ بكل سهولة أن الكاتب لا يعني ما يقول.

    سعادتي لا توصف عندما أستلم رسالة تحمل كل هذا الشغف والتأثر العميقين كاللذي حملته كلماتك اتجاه ما كَتبَت. 

    بالطبع يجب أن نعيش حياتنا كفنانين! … لكن دعيني أقول لكي أن القناعة شيء وأفعالنا على أرض الواقع شيئاً آخر. أعلم يقيناً أن قناعاتنا ستحدد طريقة تفكيرنا ومن ثم ستحدد طريقة أفعالنا كما يقولون دائماً. وحتى ينتهي بنا الحال كفنانين فإننا سنواجه في الطريق عدة أمور منها مقاومة المجتمع … والكسل … ونقص الإرادة والتضحيات التي سنكتشف لاحقاً أنها لم تستحق أن تكون تضحيات … وربما ينتهي العمر لنعترف أننا لم نعمل (أو نفعل) ما كُنا نُريد أن نعمله طيلة تلك السنوات، كما تحدث جوزيف كامبل طيلة حياته الثمانينية حول هذا الشأن ليختم في إحدى مقابلاته: “هؤلاء لم يتبعوا بركتهم التي أعطاهم هيا الله”.

    تعلمت يا صديقتي أن الفنان يصل في حالات كثيرة للهدف الذي عاش لأجله من خلال فنه وليس من خلال تكرار ما يفعله الآخرون، وفي حالات أكثر يصل بعد موته لأهدافه التي لم يستطع الوصول إليها في حياته.

    تعلمت أنه ليس هُناك جائزة لأفضل من يسمع كلام الآخرين في العالم، ولكن في المقابل يوجد تاريخ سيتذكر ماذا فعلتِ كفنانة … ويوجد رضىً نفسي -لا يُقدّر بثمن- عن حياتك التي صرفتيها بالعمل كالفنانين.

    وتعلمت أيضاً يا صديقتي أن الكثير الكثير منّا اختاروا أن يعيشوا حياتهم كالغنمة! … نعم أنا آسف كالغنمة: تأكل وتشرب وتنام وتصرف حياتها بأن تكون مُسالمة وضمن القطيع. يُلغون أفضل نِعم الله عليهم بتجاهل العقل … ويلغون أفضل ثاني نعم الله عليها بتجاهل الحرية.

    أرجو أن تستمري في كل تفاصيل حياتك كما فعلتي حتى وصلتي إلى ما وصلتي إليه الآن، وأعلم يقيناً أنكِ ستكوني أحد أهم من عاش حياته التي اختارها لنفسه.

    يقول سقراط: “إن خيرني الله بأن أصل إلى النجاح الكامل، أو القدرة على التحمل المتواصل حتى أصل إلى النجاح … سأختار الثانية”.

    دمتي بخير وسعادة

    وشكراً جزيلاً لكِ.

    أحمد

  • لماذا يطلبن سيدات البيوت القليل من الوقت للروقان؟

    يظن كثير من الناس أن الإنشغال هو إنشغال اليد في عملٍ ما، ويتناسون أن للذهن والجسد طاقة تنقُص وتزيد خلال اليوم.

    نعم … قد أملك بعض الوقت الفارغ في المساء، لكن ليس بالضروري علي أن أنشغل في شيء معقد أو أحاديث عملية طويلة تستنزف ما تبقى من طاقة اليوم.

    لم أكُن أفهم ماذا يُريدن سيدات البيوت عندما يقولون: “نحتاج فقط القليل من الوقت خلال اليوم لـ … الرووقان!”.

    وفي الحقيقة لم أعي أن الحاجة النفسية الكبيرة للقليل من الهدوء والوقت دون عمل شيء ما ليست كلاماً فارغاً، بل أن موضة التأمل واليوجا في العالم ليس لها هدف حقيقي كهدف الإنعزال عن الإنشغالات اليومية المستمرة في محاولة للهروب إلى بعض الروقان وتوفير طاقة ذهنية حسب ما يدّعي الكثيرين!

    شخصياً … لم أكُن أُعطي أهمية لمعادلة الجهد الذهني والطاقة مقابل ساعات الفراغ خلال اليوم. لأننا ببساطة إن لم نكُن في إجتماع أو في ساعات العمل فيفترض بنا أن نكون مشغولين في أشياء أُخرى، أو على الأقل إيجاد ردود للآخرين عندما يتصلون بنا ويسألوننا: “ماذا لديكم الآن؟ … هيا نخرج أو … نفعل الشيء الفلاني”.

    نملك ٢٤ ساعة … صحيح. ونملك قدرة على الإنتاج لا تتجاوز ساعات بسيطة من الـ ٢٤ ساعة. ونملك أيضاَ إلتزامات عائلية ونفسية وترفيهية.

    هدفي من هذه الكلمات اليوم هو تذكيرك بوجود ساعات فراغ إضافةً لطاقات الجسد والذهن، وليس من حق الآخرين أن يستنزفوها كما يشاؤون.

    إن لم تكُن تملك طاقة ذهنية كافية ببساطة لا ترد على التلفون أو أي إيميل عمل خلال المساء. وإن لم تملك طاقة جسدية فليس هُناك داعي للخروج …

    وشخصياً … بالنسبة لي، طاقة الذهن هي الأولى، وأي شيء آخر يأتي بعدها.

  • الفرق بين المتعلمين والمثقفين

    سؤال شكل جدل يدور في رأسي منذ سنوات، ولم أجد له إجابة حقيقية: ما الفرق بين المتعلم والمثقف؟

    حتى قرأت القطعة التالية:

    ينبغي أن نُميز بين المتعلم والمثقف، فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه مُنذ صغره. فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاده في تعصبه وضيق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرضّه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها.

    ومما يؤسف له أن المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون. ومتعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغاً لا يحسدون عليه. وهذا هو السبب الذي جعل أحدهم لا يحتمل رأياً مخالفاً لرأيه.

    – د. علي الوردي، خوارق اللا شعور، ص٤٤ – ١٩٥١م

    لا يسعني أن أُضيف أو أُقلل، فلست إلا واحداً ممن يزعمون مكانهم بين الإثنين!

  • الأدب المصطنع في التفاوض

    هو أفضل ما يمكن لك أن تفعله لإدارة أي مفاوضة غير مرغوب بها.

    لأن الأدب مهما كان يعج بالكثير من المجاملات سيظل الدرع الحصين لك عندما يتذكر الآخرون أنهم أصبحوا فجئة لا يُطيقونك!.

    الأدب المصطنع حتى آخر لحظات تفاوضك مع السيئين، أفضل (في حالات كثيرة) من الصراحة الوقحة، وإن كانت صراحة في النهاية. لأنها ستكون لك ولهم بمثابة خط الرجعة لأي تفاوض مستقبلي.

    الأدب وإن كان مصطنع! فهو ذكاء إجتماعي منك … حافظ عليه.

  • من هو المحارب الناجح؟

    المحارب الناجح هو شخص عادي، يملك تركيزاً كالليزر

    – بروس لي

    يؤمن زيج زيجلر أن الإنسان يفقد الإتجاهات والبوصلة في حياته عند محاولته للوصول إلى النجاح. ويظن الأغلبية أن ما يفتقدونه هو الوقت.

    مشكلتنا هي عدم استثمار الوقت عندما نبدأ شيئاً لم نُنهيه بعد … “هل تخيلت حياتك كيف كانت ستُصبح الآن إن أكملت فيها شيء بدأته: كعزف البيانو، تعلم اللغة الجديدة، تعلم شيء ما، العيش في في قصة حب ما؟ … أي شيء؟” كما قال ستيف شاندلر في كتابه محارب الوقت.

    مشكلتنا (ومشكلتي الكُبرى) هي التركيز المستمر … كل يوم ودون توقف.

    أعطني شخصاً شديد الذكاء والإبداع دون تركيز لأعطيك نتيجة جيدة.

    وأعطني في المقابل شخصاً متوسط الإبداع والذكاء، وشديد التركيز لأعطيك نتيجة ناجحة، وفي بعض الحالات … نجاحات استثنائية.

    محارب الوقت هو من ينفذ أعماله ويعيش طموحاته حاملاً سيفه ليقطع فيها أي فرصة للتلاعب واللعب والإلهاء. يركز طيلة الوقت على العمل ثم العمل سواءاً كان يشعر بالرغبة في العمل أم لا.

    يقول شاندلر أيضاً في وصفه حول محاربة الوقت: ” معظم الأشخاص يفكرون، ثم يصرفون الكثير من الوقت على قلقهم الذين يفكرون به” ويضيف: “إننا نعيش حرب ضد المغريات والملهيات، وإن استطعنا جلب بعض التركيز ضد هذه الحرب، سوف لن نندم على النتائج التي سنحصل عليها.”

    وأيضاً: “جرب في يوم من الأيام أن تستيقظ وتبدأ يومك متخيلاً نفسك كالرجل الآلي، تنفذ ما تطلبه من نفسك دون أي أعذار أو ملهيات، وانظر إلى الطاقة الإيجابية التي ستحصل عليها نهاية اليوم”.

    لا يعي الناس حجم الألم النفسي الذي يتركوه داخلهم بتركهم لبعض المهام غير المكتملة في أعمالهم.  بل أن العكس صحيح إلى درجة كبيرة… فإتمام كُل ما هو مطلوب منّا في أي يوم سيجعلنا أكثر سعادة وامتلاءاً بطاقة إيجابية.

    كانت هذه أحد أهم النقاط التي خرجت بها من كتاب شاندلر الذي يرى بكل وضوح أن استثمار الوقت حرب حقيقية يعيشها كل شخص في هذا العالم محاولاً كسب المزيد من الإنجاز والسعادة.

  • لماذا نحن البشر نحب أن نحل المشاكل؟

    …عندما لا تكون متعلقة بِنَا
    عند وجود مشكلة لدى الآخرين ننظُر للأمر كمسألة حسابية نكمل معادلتها.
    المشكلة لا علاقة لها إلا بالمنطق عندما لا نعيشها. ولأن أصحاب المشكلة يصاحبون العاطفة وقت وقوعها، يبتعدون عن رؤية الحلول … وتصبح بالفعل مشكلة حقيقية بالنسة لهم.

    نحن البشر نحب التحديات التي لا تجعلنا خاسرين ونكره العكس.
    لماذا نُصِر في أحيانٍ كثيرة عدم مشاركة الآخرين مشاكلنا؟ رغم وجود نسبة عالية من الأفضلية في وجود حلولها عندهم!

    تظل النصيحة الأفضل هي التي تُطلب وليست ما يُفرض!

زر الذهاب إلى الأعلى