الشهر: يونيو 2022

  • روابط جديدة

    لا أعلم لما لم أفكِّر بنشر بعضًا من الروابط أو المقالات المثيرة التي أقرأها بشكل يومي، ربما تكون سُنة حسنة بأن أبدأها بشكلٍ دوري، وهنا بعض أهم المقالات في مواضيع مختلفة (أعتذر مقدمًا من كونها جميعًا باللغة الإنجليزية، وأقترح استخدام مترجم جوجل على الروابط للأحبة الذين يفضلوا اللغة العربية في قرأتهم):

  • المهام الأقل من دقيقتين

    كلما تأملت فكرة العالم الحديث الذي يدفعنا للمزيد من الإنتاجية أُصاب بحيرة، لأسباب كثيرة أحدها مفهوم «إننا كلما تطورنا تقنيًا؛ كلما انشغلنا أكثر من ذي قبل». ومن المفترض أن تكون النتيجة هي العكس. وقد كتبت عدة مقالات مباشرة وغير مباشرة في هذا الموضوع.

    على كل حال، استوقفتني مقالة غريبة عن الانتاجية – لا أود مشاركة رابطها – لعدم اقتناعي بعد بما تحتويه بالمُطلق، ولكيلا أشوِش على القارئ الكريم، تتحدث باختصار عن أن الأنسان الذي يبحث عن «المزيد من الإنتاجية» في مهامه العملية، يجب عليه «ألا يفكر كثيرًا» في تنفيذها، ويستعين بدلًا من ذلك بتنفيذها فورًا. دون مقدمات. كل يوم. ودون اللجوء إلى قائمة المهام التقليدية. مع تجنّب شبه تامك للاجتماعات (وأتفق بالمُطلق مع هذه النقطة بالتحديد).

    من أكبر الوعود التي تضحك على أنفسنا فيها، اعتقادنا أننا سنتذكر الأشياء التي وعدنا أنفسنا بتذكّرها. وهنا مشكلتين:

    • إننا على الأغلب لن نتذكر شيئًا.
    • إننا نُحمّل أنفسنا ذنبًا مستقبلي ليس لهُ داعي.

    وعليه، فإنني منذ مدة طويلة في حياتي المهنية، لاحظت أن المهام التي لا تتطلب أقل من دقيقتين في تنفيذها يكون من الأجدى تنفيذها فورًا في وقتها.

    اتصال بصديق ما؟ نقوم بذلك فورًا أو نقوم بإرسال رسالة صوتية على الواتساب، رد على إيميل مهم؟ الآن وفورًا. حوالة بنكية؟ الآن وفورًا. هذا التفاعل ساهم قليلًا بانتقالي إلى مستوى جديد في الحقيقة.

    وفيما يتعلق بالمقالة: أود أن اعترف اليوم أن أكثر المقالات التي كتبتها في حياتي وكانت ذات تأثير كبير على المتلقي، هي المقالات التي كُتبت فجأة.. هكذا.. دون تفكير أو ترتيب لأفكارها.

    كان الله في عونك.

  • بعض الوهم؟

    تناقشت مع صديقين (بالصدفة) فكرة وجود «الهموم الاختيارية» المصاحبة لنا طيلة العُمر. مثل قرار تبنّينا لنمط غذاء صحي، أو وعدنا لأنفسنا بممارسة الرياضة -دون هدف محدد- طيلة حياتنا حتى نُعجِّز، أو حتى فكرة انجابنا لأطفال.

    النجاح في رحلتنا مع تبنّي هذه الهموم يمكن لنا النظر لها من زاويتين:

    ١. أننا إن اعتبرناها همومًا أصلًا فستكون هموم. وإن اعتبرناها اختيارات لطيفة فهي كذلك.

    ٢. أن الوهم باعتقادنا أننا سننجح فيها شيءٌ صحي في الحقيقة.

    يشير «إم سكوت بيك» النفساني المعروف في كتابه The Road Less Traveled and Beyond بأننا في حالة إنجاب الأطفال مثلًا نعتقد أن همومنا تجاههم ستنتهي في وقتٍ ما. فنظن أنهم عندما يصلون لعمر الأربع سنوات سيكون بمقدورهم السير والتعبير والحصول على بعضٍ من الاستقلالية، مع وهم الاعتقاد إننا سنرتاح قليلًا بإدخالهم إلى المدرسة، ولكن ما يحدث أنهم يظلون عالقين في أذهاننا طيلة الوقت. ثم يكبروا ويدخلون مرحلة الجامعة ونوهم أنفسنا إننا سنرتاح قليلًا، لنحمل هموم تخصصاتهم ومصاريفهم الدراسية، ثم يتزوجون ويستقلون تمامًا، نظل نُفكر فيهم وفي أبنائهم وعلاقتهم بأزواجهم، وهكذا تمتد دائرة وهم الراحة إلى ما لا نهاية.

    «الوهم هنا أمرٌ جيد في الحقيقة» كما يشير بيك. فهو الذي يُسلِّحُنا بالصبر ويقودنا خطوة إلى الأمام في كل مرة نوهم أنفسنا بالعكس. هذا الوهم، في واقع الأمر جزء لا يتجزأ من حياتنا، وبنظرة إيجابية شفافة؛ هو أمر لطيف. فلما علينا أن ننظر بأن مشاكل حياة أبناءنا بمعزل عن جمال الرحلة؟

    نمط الحياة الصحي المصحوب ببعض قطع الشوكولاتة الكبيرة وبضعة أيام من الكسل تُنسى عندما ننظر إلى حياتنا بالصورة الأكبر، كذلك هموم الأبناء.. نتناساها عندما نستمتع بمشاهدتهم وهم يكبرون بجانبنا.

    الهموم الاختيارية (أو الحياة السعيدة في اختيار الألم المناسب لنا) تتحول إلى صورة أكبر الجمال والامتنان والمعنى إن توقف الإنسان بالنظر إليها على أنها «هموم» أو «مسؤوليات» فقط؛ قدر كونها جزء من الحياة.. حياة نختارها لأنفسنا.

    وهنا، لا يجب حتى مع وهم الاعتقاد إننا سنرتاح في يومٍ أن نتعامل معها على أنها واجب أخلاقي، هي على الأغلب شيء لطيف اخترناه لأنفسنا، وإلا لما اخترناه في المقام الأول.

    كان الله في عون الجميع

     

زر الذهاب إلى الأعلى