تخطى الى المحتوى

الشراريب الملونة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
الشراريب الملونة

احترت كثيرًا قبل أن أختار موضوع اليوم، وإن كان تافهًا فهو قد لا يكون تافهًا للدرجة التي يرسمها عقل القارئ الكريم الآن.

إحدى العلامات التجارية المثيرة للجدل، هي LittleMissMatched أو (غير متطابقة قليلًا). هي باختصار علامة تجارية/شركة تركّز على مبيعات الجوارب للفتيات في سن المراهقة وما أقل بشكل خاص، وللنساء بأعمار مختلفة بشكل عام..

تبيع لك ثلاثة فردات من الجوارب وليس زوج كما هي العادة، وكلها مختلفة عن بعضها. تميزها ألوانها الصارخة والجريئة، وبالطبع لهذه الاستراتيجية قصة خلفها، أكتب لكم هنا ما تقوله الشركة:

في عالم LittleMissMatched، أنماط الخلط والألوان هي مُحركنا للسماح لك أن تكوني أنتِ! نحن حريصون على تشجيع الفتاة وتمكينها، سواء كانت تبلغ من العُمر ١٠ أو ١١٠!

تأسست العلامة التجارية في عام ٢٠٠٤م بفكرة تعطيل السوق من خلال إعادة اختراع فئة جديدة من منتجاتها. وتم تقديم فكرة وجود ٣ جوارب غير متطابقة إلى حصولنا في سوق أمريكا الشمالية على الكثير من الإشادة.

واليوم، تعد LittleMissMatched علامة تجارية لأسلوب حياة الفتيات تغطي العديد من فئات المنتجات والترفيه المختلفة، إلا أن الرسائل الأساسية الخاصة بنا لا تزال كما هي. نحن نهدف إلى إلهام فتياتنا ليكونوا قويات ومرحات في نفس الوقت، وقبل كُل ذلك أن يكونوا على حقيقتهم.

وحسب تعليق المسوّق المعروف «سيث جودين» كان الهدف غير المعلن للشركة، هو إعطاء فرصة للفتاة التي تخرُج مع صديقاتها من فئة «المعنطزات» والفخورات بما يلبسنه من علامات تجارية فارهة، بأن تقود أي محاولة نقاش (تافهة) عن العلامات التجارية إلى مسار مثير للسخرية جديد. مثل السيناريو التالي:

  • هل رأيتي شنطتي الجديدة من العلامة (الفلانية)؟
  • لا لا .. أنتي هل رأيتي جواربي التي ألبسها اليوم؟.. فهي غير متطابقة وشديدة الصرصعة!.. هههه!

كان من المثير بالنسبة لي، أن الشركة استهدفت حتى العام الماضي (إن لم تخني الذاكرة) فئة الرجال البالغين أيضًا، إلا أنهم على ما يبدو أبقوا تركيزهم على فئة البنات فقط بمختلف أعمارهم. تملك هذه الشركة حصة مبيعات وسمعة جيدة جدًا. وقد حاولت من خلال استراتيجيتها التسويقية أن تكون جزءًا لا يتجزأ من نمط حياة الفتاة، لمساعدتها حتى على الحديث والدفاع عن نفسها في المواضع التي قد تُشغل الكثير من الفتيات.

شاهدي الآخر، أنني من فئة الرجال الذين يحرصون على لِبس شراريب ملونة، وأجد أن فيها نوعًا من الخروج عن منطقة الراحة بشكل مقبول، أو كما قال لي صديقي محمد «الحياة أقصر من أن نلبس فيها ألوانًا غامقة طيلة الوقت». تُعلّق فكاهيًا عاملتنا المنزلية رُقية أن دُرج شراريبي أقرب ما يكون لدُرج حلويات، في الوقت الذي أجد فيه أن مقام الكثير من الأماكن لا يسمح مثلًا بارتداء ثيابًا شديدة الجراءة، والتي قد تُلفت النظر بدورها للشكل أكثر من الفِكر، إلا أنني بعد هذه السنوات من اقتناعي بفكرة الشراريب الملونة، وجدت أن مساحة تلوين الشراريب مقبولة إلى حدٍ ما. فلا أنا قد خرجت عن العُرف، وفي نفس الوقت أعطيت يومي جزءً من الغرابة والحرية (المقبولة).

على كل حال، أُركز في شراء الشراريب على العلامة التجارية Happy Socks (هذا بالطبع إعلان غير مدفوع) لأنهم يركزون على الجودة مقابل السعر، إضافةً إلى جمال تصاميمهم.

وقد استوعبت زوجتي هذا الأمر المثير للاهتمام، وقد حرصت في سفرتها الأخيرة أن تجلب شيئًا منها ملون.

وانتهى الموضوع.

سيكلوجيا الإنسانعن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس