الشهر: أكتوبر 2013

  • سؤال اليوم: من أين لك هذا؟

    – ١ –

    يُسأل موظف البنك: من أين لك هذا؟ عند امتلاكه ما لا يملكه زملائه.

    ويُسأل شاب الأسرة نفس السؤال عندما يبدأ باقتناء حاجات جديدة لم تتعود الأسرة منه اقتنائها.

    من أين لك هذا؟ … سؤال لا يطرح على من يملك هذا !

    عجيب أمر هذا السؤال …

    والأعجب عندما تُسأل أنت: لماذا لم تمتلك ما يملكه غيرك – أين أموالك؟ أين حصاد السنين؟ –

    حصاد السنين قد جف وتبخر مع من لا يريد منك امتلاك أي حصاد. لأن الحصاد قد يصنع منك بطولة مؤقتة لا يريدها الكثيرين، ولأن الحصاد لا يشترط امتلاك المال فقط بل ربما يشمل امتلاكك موهبة أو امتياز ما أو حتى امرأة كانت زوجة شخص ما في خياله.

    – ٢ –

    يسألونك: من أين لك هذا؟ حتى وإن كنت لا ترغب بإجابة أسئلة أقل بساطة وأقل حرجاً من هذا!

    يّدعي الكثيرون أن هذا السؤال أو عكسه، يُسأل خوفاً على مصالحك لا حرصاً منهم على أمنهم.

    وأياً كانت الإجابة ستكون لمجرد الإجابة.

    تُسأل هذه النوعية من الأسئلة خوفاً من المجهول ضدهم، فالأب والأم يخافون ذلك اليوم الذي لا تمتلك فيه «هذا» لأنك ابنهم ولأن ابنهم يتمثل في حصاد السنين الذي لا يريدون منه أن يتبخر.  ولا أعلم لماذا يسأل الإخوة هذه النوعية من الأسئلة فقد أُثبتت بعض حالات حسداً ما وبعض الحالات الأخرى تُسأل خوفاً من أن تأتيهم بعض جفاف الحصاد لتسألهم نفس السؤال فتتعدى من الإنشغال بحصادك إلى حصادهم، والبعض طبعاً لأنك أيضاً منهم.

    من أين لك …

    يختفي تأثير الإجابة بسرعة عند حصولك على ما تملك بسرعة، ويطول عندما تطول الفترة لامتلاكك ما لم تكن تملكه.

    أجزم أن كل سؤال في هذه الحياة يزيد ارتباطه ويقل بـ« الأنا»الخاصة بالسائل، وأن إجابتك ستؤثر بخير أو بشر على الـ«الأنا»ا الخاصة بهم أيضاً.

    لا تسأل .. وتجنب أن تُسأل.

     

  • بيروفي – Peruvi

    لكل سكان مدينة جدة ولمن لم يجرب مطعم بيروفي ، أنصحه بزيارة أحد فروعه لتناول وجبته القادمة.

    بادر أخي العزيز عدنان كيال بابتكار فكرة مطعم بيروفي قبل سنوات قليلة، ليتوج إبداعه القديم بصنع الشعارات والهويات الإعلانية، بتغيير اتجاهه الإبداعي ليقوم أخيراً بمداعبة أحاسيسنا المتعلقة بالطعام (خصوصاً لنا نحن الرجال) بإنشاء مطعمه.   مطعم بيروفي يقدم وجبة تقليدية لدولة “البيرو” تختص بتقديم نوع محدد ومتقن من الدجاج المشوي والمبهر على طريقة أهله.

    المثير في الموضوع، أن عدنان لم يكتفي بتبني هذه المبادرة، بل امتد شغفه مع هذا العمل ليقوده إلى قيامه لأكثر من زيارة لدولة البيرو مع مجموعة تفاعلات ظريفة مع إعلامهم المحلي ليصف بها حكايته مع وجبة الدجاج المشوي ومدى إنجذاب زواره له.  كثيراً ما أرى تواجد عدنان الشخصي في أحد فروع المطعم، وأعلم يقيناً أنه يطعم أسرته وأبنائه من أكل المطعم بشكل دوري ليثبت بذلك عدم وجود أي لبس اتجاه جودة أو نظافة المطعم.  يتقبل الإنتقادات بصدر رحب يحاول باستمرار تطوير منتجه، مما يجعلني ويجعل غالبية زبائن المطعم فانتظار ما سيقدمه خلال الفترات القادمة.

    أعتقد جدياً أن التواجد الفعلي شبه الدائم لصاحب كل مطعم، مع الحرص على ضمان جودة الأكل، سيصنع بالتأكيد نجاحاً متوقع لكل شاب يحب هذه النوعية الحساسة من الأعمال.

  • علم المماطلة – The Science of Procrastination

    المماطلة: هو أن تفضل أداء الأعمال ذات المردود السريع على الأعمال الأكثر والأهم فائدة بالنسبة لك.

    فمثلاً … نفضل الجلوس على الفيسبوك وتويتر اكثر من أي شيء آخر بسبب سرعة المردود بتواصل الآخرين معنا.

    مثلها مثل ألعاب الفيديو وترقب أهداف فريقنا المفضل عند مشاهدة المباريات.

    نكتشف عند مراجعتنا لتطبيق المماطلة: أن هناك الكثير من اللحظات والسويعات التي نستسلم فيها لأمور لن تضيف لحياتنا قيمة حقيقية، وبهذا يتم تحديد ما نحن فيه وما سنكون عليه في مستقبلنا بشكل غير مباشر عبر مماطلة الأهم لصالح الأقل أهمية.

    علم المماطلة … فيديو لطيف يشرح بشكل مختصر إمكانية علاج هذه المشكلة.

    مشاهدة ممتعة.

     

  • هناك مشكلة !

    كتبت أكثر من مقالة  وقررت في اللحظات الأخيرة عدم نشرها، والسبب ببساطة أنني أخشى أن تطغى السلبية على تفائلي الذي طالما صارعت لإبقائه.

    أعلم أن هناك مشكلة، ومشكلة واضحة في محيطنا وفي أنفسنا نحن.

    ونعلم جميعاً أننا لن نتحرك ساكنين لحل أي مشكلة. وعندما يرتبط الأمر بمصادر الرزق تزداد حساسية المشكلة لنصبح بها تحت تأثير المسكنات، لنلقي اللوم على الغير تحت أي ظرف.

    جميع المؤسسات تقريباً أصبحت أكثر سوءاً عما كانت عليه قبل عشر سنوات (جرب أن تقارن، ولا تطلب تحديد أي نوع من المؤسسات!).

    وحقيقةً أصابني نوع من الخدر الفكري في الفترة الأخيرة عندما وجدت أن كل من حولي، وكل ما أراه خلال يومي يرتبط بشكل مباشر وغير مباشر مع سلبيات الأمور، ومشاكل المؤسسات.

    لستُ أعلم ما السبب الذي قادني لتصديق هذا الوقع، وهل من المُفترض أن أعيش حياتي تحت عبارة أن« الجهل نعمة » ؟

     

    عموماً …

    أعلم أن التجاهل نعمة وفضيلة … وليس الجهل كذلك.

  • الكائن القارئ

    أحب القراءة، وأعشق تلك الدقائق التي تجمعني بهوايتي، ولعل أحد مشاكلي الشخصية عدم انسجام الكثير مِن مَن حولي لهذه الهواية/العادة.

    أخي العزيز عبدالمجيد تمراز، شاب لطيف وطموح يبدأ سلسلة فيديوهات: “كُتبجي” الآن –  في سعيه للإرتقاء بأمة إقراء التي لا تقرأ -.

    أرجو مشاهدة الفيديو للتعرف على #الكائن_القارئ

    مشاهدة ممتعة …

  • التلفونات في المنشآت

    لا يرد أحد عند اتصالك!
    والمشكلة عندما يتخصص البعض في عدم الرد على مكالماتك وقت الأزمات.
    وفي المقابل، أقضي معظم أموري الشخصية خارج المملكة باستخدام الإيميلات فقط، وقذ تطلب الأحيان القليلة مكالمة مباشرة مني لأنهي أموري، دون مواجهة مشكلة عدم الرد.
    الرد على التلفونات (الرد على المشاكل) أول خطوات العناية بالعملاء في نظري، وبها يُمتص غضب العميل ويُعرف من خلالها حس الإهتمام الحقيقي.

  • التنقل في السعودية

    قبل أكثر من ٣٥ سنة وتحديداً في المدينة المنورة، كانت تُطلب سيارات الأُجرة عبر الهاتف (٤ أرقام للإتصال) ليتم إرسال أحد السائقين إلى باب منزلك. وكان جميع الفتيات في جدة يذهبون إلى مدارسهم عبر باصات المدرسة الصفراء، إن لم يصادف سكن إحداهن مدرسة قريبة من المنزل.

    وسيدات البيوت … يستقبلون الخبز، والماء، ومؤنة البيت في أغلب الحالات عبر زيارة سريعة لأقرب بقالة أو ليتم إرسالها مع أحد الصبية بدراجته.

    تُسمع قرقعة أنابيب الغاز في جميع الحواري بشكل يومي ليبلغ أهلها بحضور سيارة تغيير الأنابيب، وكانت باصات نقل الطلاب والرجال في غاية التنظيم للدرجة التي تشجع أي شخص باستخدامها (لم تظهر بعد خطوط البلدة بشكلها الحالي).

    واليوم:

    تستمر الحياة تحت رحمة السائق الخاص، مع الحرص على تنبيه أختي وزوجتي أن عدم ذهابهم إلى العمل أفضل من الإستعانة بسائق تكسي (قد يكون مجرم).

    وبطبيعة الحال تستمر أحلام اليقظة لذلك اليوم الذي نرى فيه الماضي يعود بوسائل نقله وخدماته العامة، التي انتزعت من جذورها دون الحرص على تطويرها.

    شكر خاص للسيد/ محمد توفيق بِلو، على بعض حكايات الماضي.

    وللحديث بقية في هذا الشأن.

  • لا تقرأ هذه المقالة إن تجاوزت الخمسين

    سؤال: ماذا لو اكتشفت (واقتنعت) بعد وصولك لسن الخمسين مع وعيك الحالي، أن طريقة تعامل أحد معلميك لك في الإبتدائية كانت شديدة القسوة والظلم؟
    الجواب: لا شيء … وغالباً ستحسب صورة ذلك المدرس في ذهنك ضمن رصيد ذكريات الطفولة.
    سؤال آخر تعقيباً على الأول: ماذا لو كانت القسوة قسوة أحد والديك؟
    الجواب: أيضاً لا شيء، لأن الأرجح سيكون تغليفك لهذا النوع من التعامل بحجة التربية الحسنة.
    السؤال المهم: ماذا لو اكتشفت بعد وصولك لسن الخمسين، أنك تعيش منذ الطفولة كذبة ما، كنت قد ُرُبيت وعشت عليها طيلة هذه العقود؟
    الجواب المقترح: ربما ستحاول تدارك الأمور مع أولادك!
    السؤال الأهم: ماذا لو اكتشفت بعد وصولك لسن الخمسين، أنك قسوت على نفسك طيلة هذه العقود، واقتنعت واقنعت كل من حولك بكذبة ما، تعايشت معها منذ صغرك؟
    الجواب المتوقع رقم ١: ستكون في أحد الدول العربية بعمر الخمسين عام ٢٠١٣.
    الجواب المتوقع رقم ٢: ستستمر بالتعايش مع الكذبة لأن إحساس الرجولة (الجهل) سيمنعك من الإعتراف بأكذوبة هذه الكذبة، لتمر على خواطرك كفتيات المراهقة!
    الجواب المتوقع رقم٣: أن تكره وتغار من كل من اقتنع وعمل على تغيير حياته بتغير واقع تلك الكذبة.
    الجواب المتوقع رقم ٤: ستصمت عند سماع سيرة تلك الكذبة على لسان أحدهم تعبيراً منك عن الحسرة.
    الجواب المقترح رقم ٥: ستكون في مكان ما سعيداً بتخلصك من قناعات بالية يعيش عليها معظم أقرانك، كنت قد عشتها طيلة عقود مضت، والآن قد ازددت حلماً وحكمة، لتعلم أن التعصب لقناعة ما هو إلا ضريبة الجهل والحماقة الشرقية التي سيدفع ثمنها كل من حولك.
    وأخيراً: ماذا لو كنت بالفعل تعيش بعضاً من القناعات والأكاذيب دون اكتشافها بعد؟ هل تخيفك هذه الفكرة بقدر ما تخيفني؟
    ماذا لو قلت لك أن أكثر ما أخشاه هو أن أعيش عالماً لا يفترض بي أن أعيشه، مصاحباً عقل لا يمت للمنطق بأي صلة، وأن اكتشف ذلك بعد فوات الأوان.
    ماذا لو كان أحد متلقي الأسئلة أعلاه يكتب هذه السطور؟
    أتعرفون من هو؟
    أعرفكم بنفسي: أنا … (أنتم وأنا) دون عقل.

  • العودة إلى العمل

    عندما يأتيني ذلك الحماس للعودة إلى العمل بعد الإنتهاء من الإجازة … أعلم أن حياتي كلها على الطريق الصحيح.

    وفي نظري أن العمل ببساطة: هو خليط بين العطاء والمقابل.

    وعندما ترجح أحد الكفتين على الأخرى، يكون هناك خلل في المعادلة، فينتج عنها ما يلي:

    ١. أن المستفيد من عطاء الأفراد أكثر من المقابل الذي يعطيه إليهم.

    والنتيجة: ندرة حدوث الإستقرار الدائم للموظِف والموظَف.

    ٢.يطبق مفهوم الـ “Cushy Jobs” أو الأعمال البسيطة بمقابل سخي.

    والنتيجة:  تلف عجلة المجتمع والأفراد اتجاه الأسفل.

    وفي كلتا الحالتين، لن يكون أحد هذه الأوضاع في أقصى حالاته الصحية.  وثق بكلامي … وقتها ستكون حياتنا (العملية والشخصية) بحاجة إلى صيانة ما قبل فوات الأوان.

  • المال والأخلاق

    « ما دخل الفقر قريةً، إلا قال له الكُفر خذني معك»

    – الإمام علي

    يُقال أن أخلاق كل شعب ترتبط ارتباطاً مباشراً بوضع أفرادها المادي. وعندما تزداد «حنية » الأشخاص، نعلم أنها أتت بعد«حنية » المادة عليها.

    نعم ليست بالضرورة … لكن ما هو حال شعوب تعودت على حياة ثرية، ثم ينقلب بها الحال خلال سنوات قليلة لتعيش مستوى الرفاهية الأدنى عما كانت تسمع به وتعيش عليه؟ (ارحموا عزيز قومٍ ذل).

    ماذا عن نفس تلك الشعوب … حينما يعيش أفرادها صراعاً اجتماعياً آخر: فيُطلب من أفراد جيله الحالي أن يعيش (ويُعيِش) زوجة (وأسرة) المستقبل، بنفس مستوى العزيز الذي لم يُذل؟

    وحتى مع الفرق الشاسع بين الأعمار والخبرة لصالح أصحاب العزة، نجد أن حرية الطلبات أحياناً تفوق قدرات الباحث عن«حنية ».  فيتسلح بشراسة الأخلاق، والانتقاد المتواصل، وربما في بعض الحالات يحاول الهروب من واقعه ليغرد خارج السرب (وخارج الوطن).

    عندما يستوعب الجميع، وكل الأفراد أن هناك معطيات حقيقية قد اختلفت، وقتها سيكون لكل حدث حديث.

    وعندما نتأكد أن كل ما يرتبط بالمال سيكون في مصلحة الجيل القديم، وقتها سنعلم أن هناك خلل!

    وعندما ندرك الخلل … ندرك نصف المشكلة.

    ولكل حدث حديث!

زر الذهاب إلى الأعلى