الشهر: أبريل 2014

  • Writer’s Block – جفاف الكاتب

    لا زلت حتى هذه اللحظة أؤمن بعدم وجود ما يُسمى بالـ Writer’s Block أو جفاف الكاتب أو الكتابة.

    عندما يحاول أي كاتب تنميق كلماته وخلق ما لا يفهمه عقله ولا يستوعبه الآخرون سيُصاب بحالة الجفاف تلك، ذلك لأنه ابتعد عن صدقه مع نفسه هروباً للبحث عن أي شيء غير الكتابة.

    الكتابة مثلها مثل أي عمل آخر … تتطلب الكثير من الإلتزام والكثير من الصبر، والكثير من محاربة المقاومة والشيطان الداخلي في البحث عن العزلة مع الذات، وكل مشاكل الكُتاب ليست كما يحسب الكثير من الناس أنه جفاف الأفكار … لا … لا، وإنما جفاف الهمة والواقت والرغبة الملحة التي تجعل الكاتب يجلس كُل يوم ليكتب عدد الكلمات التي يجب عليه أن يكتبها.

    الكتابة مثل الكلام، هل يُعقل أن نستيقظ في أحد الأيام دون أن نستطيع الكلام؟

    لا يمكن ذلك، ولكن في المقابل يمكن أن نواجه بعض المشاكل في تنميق وترتيب الأفكار أمام بعض الأشخاص لنتحدث بها بطلاقة، مثلها مثل كتابة ورقة أو ملف ما.

    الكتابة ما هي إلا انعكاس لأفكار وحياة كل كاتب، وتتطور لتعبر من خياله حتى تصل لعيون القراء في القصص والروايات.

    تُلزم الكتابة كل كاتب أن يعيش ما يقوله (وما يكتبه) وإلا أصبح كما يعتقد البعض أحد المنظرين دون عمل.

    تم إيجاد مفهوم جفاف الكتابة في الأربعينيات من القرن الماضي، وكما قلت أؤمن أنها مجرد كذبة تم اختراعها وتصديقها من قبل الكُتاب ليُبرروا لأنفسهم حجة عدم الكتابة لبعض الوقت.

    لاحظ بعض الأصدقاء تقصيري في الفترة الأخيرة عن كتابة مقالاتي اليومية بشكل مستمر، وأجزم أن سببها أنا … وفقط أنا لعدم تخصيصي لوقت الكتابة اليومي الذي اعتدت عليه.

    أن تكتب ==> تعني أن تجلس لتكتب ==> ليظهر ما كتبته للآخرين.

    لا يمكن بطبيعة الحال أن تكتب شيء ما يغير حياة الآخرين طيلة الوقت، أو أن تكتب مايريد قراءته جميع الناس على أقل تقدير، لكن أجد أن المسؤولية الأولى هي أن تكتُب وتكتب لأنك اخترت أن تكتب.

    عاش نجيب محفوظ معظم فترات حياته وهو لا يملك الكثير من المال، ومات وهو لا يملك الكثير من المال … بل ترك خلفه الكثير من الأعمال وحجم دسم من المجد الذي طال به أصقاع الأرض، لأنه فقط اختار أن يكتب.  وقد ترك الكتابة لفترة من الزمن مطلع السبعينات لاقتناعه أن كتاباته قد أدت دورها بتغيير الشارع المصري آن ذاك، ولم يعترف في أياً من فترات حياته بأنه واجه مشكلة مع جفاف الكتابة.

    قد يكذب بعض الكُتاب في هذه المسألة ويعترفون بمواجهتهم لجفاف الكتابة … خوفاً من تعليقات الآخرين حول جودة كتاباتهم. وشخصياً أواجه بعض الملامة من أقرب المقربين إلي بقولهم “أصبحت تكتب كثيراً … لدرجة أنك تكتب أي شيء لمجرد الكتابة!”، ودعني أكن صادقاً في هذه المسألة، نعم أكتب كل يوم في أي شيء، فالغرض كما قلت ليس تلبية رغبات الآخربن، وإنما إعطاء كل فكرة تأتي للعقل قيمتها، فعندما توثق وتُكتب تصبح حجة علي وعلى كل من قراءها باسم العلم والقراءة.

    تجربتي حتى هذه اللحظة لا تخلوا من الغرابة في ردات الفعل … فأذكر عدة مقالات كُنت قد كتبتها دون اهتمام قوي وحقيقي بجودة المحتوى، لأُصدم في اليوم التالي بتجاوب كبير من بعض القُراء، وأذكر مرة أنني استقبلت اتصال من أحد الأصدقاء يشكرني على إحدى المقالات التي كتبتها منذ زمن (ونسيت أنني كتبتها بالفعل) بأنها قد غيرت شيئاً فيه، وقرر بعدها الإلتزام بالتغيير الذي حصل له بسببي، وفي المقابل عندما أترقب ردات الفعل على أهم المقالات التي صرفت بعض الجهد والوقت لكتاباتها … لا أجد شيء من ردات الفعل الإيجابية! بل أنني أحياناً أستشير بعض الأصدقاء حول محتواها لأجد … أيضاً لا شيء مميز فيها كما يقولون، وهنا أجد أن الكاتب بالفعل لا يمكن أن يتنبأ بجودة ما يكتبه، مما يستدعي استمراره على الكتابة حتى يصل إلى تغيير نفسه وتغيير الناس من خلال كتاباته.

    *****

    قبل أسبوعين، قمت بزيارة خاطفة على تقرير عدد القراء في صفحتي، وهو تصرف عاهدت نفسي بأن لا أفعله أبداً خوفاً من تأثري نفسياً بقلة عدد القراء أو انخفاض زوار الصفحة، وهذا ما حصل بالضبط … وجدت أن ٢٥٪ فقط من المشتركين على قائمتي البريدية آن ذاك يقرأون مقالاتي باستمرار، ولن أُخفي حجم الإحباط الرهيب الذي أصابني ذلك اليوم …

    قررت مراجعة حساباتي، فأنا أكتب لأنني أريد أن أكتب في المقام الأول … لكنني بالطبع لا أريد الوصول إلى هذه النتيجة القاسية بعدم قراءة الآخرين لما أكتب، خصوصاً أن الكتابة ليس لها أي مقابل مادي أو معنوي قد يضمن الاستمرارية مع وجود مسؤوليات إضافية في حياتي كالأسرة والعمل والنوم وغيرها الكثير.

    تنفست الُصعداء عندما قال لي أحد أصدقائي: أن معظم المقالات لا تُقرأ في حينها، بل أن أغلبية الأشخاص يفضلون تجميعها طيلة الأسبوع لقرائتها دفعة واحدة.

    وها أنا الآن أعود لأقول أن الجفاف جفاف الهمة، وجفاف الإلتزام وليس جفاف الأفكار أو القلم، ولا أريد أن أدعي أنني صادق فكل ما أكتب، بل أشد على نفسي بأن يكون كل ماكتبته وسأكتبه حجة علي وليست لي لتضمن أنني [كاتب] محترف!

    فقد اخترت الكتابة كما اخترت أن أقرأ كل يوم … لأن حياة واحدة لا تكفيني، ولأنني لا أريد أن يعيش الآخرون حياة واحدة قد لا تكفيهم.

    والسؤال الأهم … هل سأستمر إن انخفض معدل القراء في المستقبل؟

    نعم … بل سأشحن الهمة ضعفين!

  • السعادة أولاً … أم النجاح؟

    “النجاح يجلب لنا السعادة … وعندما نكون سُعداء نُصبح كريمين … وعندما نُصبح كريمين نُسعد كل من حولنا”

           غلط.

    السعادة تجلب الكرم وتسعد الآخرين … ليأتي النجاح بعده.

    أؤمن أن السعادة مُرتبطة إرتباطاً وثيقاً بسلوكنا، وكلما ازددنا إيجابية اتقربت السعادة خطوة اتجاهنا.

    تناول شون أشور في كتابه: ميزة السعادة – The Happiness Advantage بعض المفاهيم الجذابة حول ضرورة خلق/إيجاد السعادة في حياتنا لننعم بالنجاح، بدلاً من البحث عن السعادة بطريقة مُعاكسة، أترككم معها:

    ” أفضل الرؤساء هم من يُظهرون ألوانهم … ليس خلال السنوات فحسب، بل تحديداً خلال الفترات العصيبة”

    ” الخوف من العقبات دوماً ما يكون أسوء من العقبات على حقيقتها”

    “يسعى الناس دوماً لإيجاد السعادة بعد النجاح، دون سعيهم للوصول إلى النجاح بإسعاد أنُفسهم أولاً”

  • ثلاثة نقاط بسيطة ستُذكرك لماذا يجب أن تقرأ

    في بوم الكتاب العالمي …

    أرجوا أن يتغير فينا شيء ما نحو القراءة، ونكتفي من نقل وقراءة كل مايصل إلينا عوضاً عن البحث عن ما نريد أن نقرأ.

    ١. التاريخ يذكر أبطال الحروب، والمخترعين، والفنانين … والكُتاب.

    ٢. الكاتب يكتب أهم ما توصل إليه في حياته ليتركه بين يديك في النهاية … تبدأ الفكرة فرأسه، وتنتهي أمام عينيك، وكل ساعة تقضيها مع القراءة ما هي إلا نافذة مفتوحة على سنوات قضاها الكاتب ليصيغ فنه وعلمه وخياله لتكسبه أنت فالنهاية من خلال جزء يسير من يومك.

    ٣. يُكتب الكتاب … ويُنقح، ويُراجع ليصل إليك بأقل قيمة مادية ممكنة، وأعلى قيمة تثقيفية.

  • خبايا الجهل

    أن تتمسك بأقل الأمور حظوظاً، وأن تضيع عمرك بحثاً عن الحلول السريعة، وأن تحرص على عدم المساس بالمسلمات البالية … كلها خبايا الجهل.

    خبايا الجهل .. أن تجهل ما تجهله.

    وأن تقنع نفسك بأن الأمن والأمان هي النعمة الأكبر، وليس الإرتقاء بنفسك وبمن حولك …

    التغيير لا يعني النجاح بالضرورة، بل أن الإقتناع بضرورة التغيير نحو الأفضل هي نصف طريق البداية.

    مشكلتنا مع خباية الجهل أن اكتشافها شديد الصعوبة والبطء، فلن تعلم (ولن أعلم) أننا نجهل ما نجهله، إلا بالبحث المستمر والتعليم المتواصل.

    وتزداد الأمور تعقيداً إن رفضنا الخوض في البحث عن خبايا الجهل … لنعود بالتعايش مع السطر الأول، فليس المرء يولد عالماً.

  • ماذا تقترح علي أن أقرأ؟

    اعتدت على هذا السؤال اللطيف …
    وأصاب دوماً ببعض الحيرة لأهمية السائل والسؤال.
    أجد أن القراءة ضرورة لا يمكن الإستغناء عنها في حياتنا، فهي خلاصة العمر والخبرة والأفكار للكاتب، وهي في متناول اليد تقريباً في أي مكان في العالم، والأهم … أنها رخيصة التكلفة!
    أحرص على قراءة من ثلاثة لخمسة كُتب أسبوعياً في أحسن الظروف، واستغل الجوال كثيرةً لقراءة عدة مقالات خلال اليوم لعدة مجالات. معظم المقالات لا تتجاوز في قراءتها دقيقتين، أكسب من خلالها …
    – معرفة أخبار العالم والسوق
    – المفاهيم الجديدة في العمل
    – عن العادات وتطوير نمط الحياة
    واعترف أن هذه الهواية ساهمت وستساهم يتغيير أفكاري وحياتي للأفضل بإذن الله (خصوصاً حياتي العملية).
    أقسم قراءاتي للكتب تقريباً كالتالي:
    ١٠٪ روايات
    ٤٠٪ تطوير ذات، وأعمال بشكل عام
    ١٠٪ سير ذاتية (السياسية غالباً)
    ٢٠٪ تسويق وقيادة
    ١٠٪ دين وفلسفة
    ١٠٪ أخرى
    أمرر كل كتاب أنوي قراءته بثلاثة مراحل تقييم قبل الشروع فيه:
    ١. قراءة تقييم الكتاب وأراء قراءه في موقع: Goodreads.com.
    ٢. قراءة تقييمات موقع: amazon.com و audible.com
    ٣. مراجعة مقدمة وفهرس الكتاب
    وفي الحقيقة، أكره الصحف والتلفاز وأحاول جاهداً تجنبهما خلال يومي (لأنها تستبدل أوقاتي المخصصة للكتابة، والقراءة المفيدة) مع الأخذ بعين الإعتبار الإلتزام بوقت العمل الرسمي.
    عودة للسؤال في الأعلى …
    ربما أزعم بقدرتي على مساعدتك بالإجابة عليه (خلال أسبوع فقط).
    سأقترح خمسة كُتب خصيصاً لك …
    أسعدني بإرسال رسالة على الإيميل تتضمن ما يلي:
    ١. اذكر ثلاثة اهتمامات في حياتك
    ٢. مجال عملك
    ٣. أي سؤال يهمك، يتعلق بالقراءة
    وأعدك بسرعة الرد عليك قدر المستطاع.
    فانتظارك …
    ahmad@knowledgeable-group.com

  • هل نحتاج لتسعة ساعات (ونصف) عمل؟

    تزامناً مع قرارين:
    الأول: في دولة السويد، تم خفض ساعات العمل في بعض المنشآت لتصبح ستة ساعات، بدلاً من تسعة.
    والثاني: في المملكة، تم زيادة عدد ساعات عمل منسوبي وزارة الصحة لتسعة ساعات ونصف بدلاً من ثمانية (يبدأ تطبيق هذا القرار في شعبان من هذه السنة).
    وأسئلتي هنا …
    هل ستزيد كفاءة الموظفين بزيادة ساعات العمل؟
    هل سيتحسن أدائهم؟
    ماذا عن نفسياتهم؟ كيف سيستقبلون أول يوم عمل بعدد الساعات الجديدة المضافة (دون أي تغيير في الراتب)؟
    كيف سينعكس ذلك على المراجعين؟
    ماذا عن الأمهات؟ وأطفالهم ومسئوليات البيت؟
    تقول شيرل سندبيرج (*) (رئيسة عمليات فيسبوك وأحد أقوى سيدات العالم نفوذاً):
    “عندما ارزق بطفل، اضطر لخفض ساعات عملي … ودعني اعترف أن خفض ساعات العمل يزيد من انتاجيتي وانتاجية فريق عملي بشكل كبير، أصبح أكثر دقة في إنجاز المهام لأن كل دقيقة تصبح أثمن… أسأل نفسي هل حقاً أحتاج للإجتماع القادم؟ هل سفرتي القادمة ضرورية بالفعل؟ … ليس ذلك فحسب، بل تنتقل زيادة الإنتاجية مني لزملائي اللذين يصبحون أكثر تفاعلاً مع محدودية الوقت، وقلة الطلبات والصلاحيات التي يطلبونها مني، ليركزون فقط على الأهم ثم المهم في عملهم”
    وتضيف آريانا هافينجتون: ” لا يمكن للإنسان أن يصنع توازناً في عمله طالما لم يوازن حياته الخاصة”.
    وهنا أجد أن التركيز على تسهيل وصرف ساعات العمل لما يهم بالفعل أكثر كفاءة من زيادتها … بل أن الزيادة ستشمل معها زيادة الكسل والبيروقراطية والضيق من عدد ساعات العمل غير المبررة.
    _____
    (*) من كتاب: الإزدهار – Thrive ، لآريانا هافينجتون

  • الفرق بين الوظيفة والفن

    “The job is what you do when you are told what to do. The job is showing up at the factory, following instructions, meeting spec, and being managed.
    Someone can always do your job a little better or faster or cheaper than you can.The job might be difficult, it might require skill, but it’s a job.
    Your art is what you do when no one can tell you exactly how to do it.
    Your art is the act of taking personal responsibility, challenging the status quo, and changing people.I call the process of doing your art ‘the work.’ It’s possible to have a job and do the work, too. In fact, that’s how you become a linchpin.The job is not the work.”

    – Seth Godin: Linchpin: Are You Indispensable?

    ــــــــــــــــــــ

    ”اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ.  اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ أن ﺗﻈﻬﺮ ﰲ اﳌﺼﻨﻊ، ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴمات، ﺗﺤﴬ اﻻﺟﺘماﻋﺎت، وأن ﺗﺪار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻐير.

    دائماً ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻳﻘﻮم ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻚ، أﴎع ﻣﻨك أو أﻗﻞ ﻣﻨﻚ ﺗﻜﻠﻔﺔ. ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺻﻌﺒﺔ، وﻗﺪ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻬﺎرة ﻣﺤﺪدة، ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻇﻴﻔﺔ.

    ﻓﻨﻚ ﻫﻮ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﺨﱪك ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ.

    ﻓﻨﻚ ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆﻟﻴﺔ، وأن ﺗﺘﺤﺪى اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ، وﺗﻐير اﻟﻨﺎس.

    أﺳﻤﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻔﻦ ”اﻟﻌﻤﻞ“.  ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﻇﻞ وﺟﻮدك ﰲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أﻳﻀﺎ.  ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ يمكنك أن ﺗﻜﻮن من خلالها المسمار الحيوي.

    اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﻤﻞ.“

    – ﺳﻴﺚ ﺟﻮدﻳﻦ: ﻣﻦ ﻛﺘﺎب/ ﻟﻴﻨﺸﺒين: ﻫﻞ أﻧﺖ ﺷﺨﺺ يمكن اﻹﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ؟”

    من كتابي القادم #كتاب_ثورة_الفن

  • من هو الفنان؟

    الفنان

    الفنان … هو من يؤدي عمله الذي يحب -وغالباً ما يحب فقط- .

    الفنان … هو من يستمتع بكل لحظات عمله.

    الفنان … هو من يرى نفسه يعيش حياته كإنسان أثناء عمله، لا أن يؤدي عمله لمجرد العمل.

    الفنان … لن يستغني عن حياته وعمله مهما كلف الأمر.

    الفنان … هو من يبرمج من حوله على ظروفه، وليس العكس.

    الفنان … هو من يجعل الآخرين يتقبلوه كما هو، دون أي محاولة منه للتضحية من أجل آراء ينتهي مفعولها بعد اختفاء بعض الأشخاص من حياته.

    الفنان … هو من يمتلك زمام الأمور في حياته، وهو من يتحكم بها، ويعرف أنه المسئول الأول والأخير عن كل ظرف وكل دقيقة تمر عليه.

    الفنان … لا يتخيل أن يعيش حياته بشكل مختلف عما هو عليه!

    ويعرف أن إرضاء الناس غاياً لا تدرك، وربما يعيش طيلة حياته بحثاً عن أدق التفاصيل التي تتعلق بفنه حتى يموت.

    ”يسئلني البعض عن سبب كتابتي لقصص وروايات الرعب، فأجيب: لم تفترض أن لدي خيار آخر في الأساس“

    – ستيفن كينج

    الإذن بالعمل

    لا ينتظر الفنان إذناً بالعمل من أي أحد.

    بينما نعيش معظمنا، تحت رأي وإذن كل من حولنا في تحريك أسهل الأمور في حياتنا، فالمهام الجديدة تحتاج إذن المدير، والمشاريع الجديدة تحتاج موافقة المستثمرين، وحتى قرار الاستقلالية التامة من العمل يحتاج دعم شريك المنزل وصديق الطفولة، ولست ضد ذلك بالطبع، لكن ترعبني تلك الفكرة عندما اتخيل وجوب تأدية كل خطوة في حياتي كإنسان مصاحبة بموافقة أو إضافة ما من شخص آخر، نعم أفهم أن الحياة بطبيعتها خُلقت للمشاركة والتعايش، لكنني أفهم أيضاً أن الحب غريزة يجب أن تسخر لتخرج بمنتج أو عمل إيجابي يُعمر الأرض، لا أن نؤدي ونعيش كل يوم حياة لا نرى أنفسنا فيها.

    هل لي أن أرسم لوحة إضافية من فضلك؟

     هل لي أن ألحن أغنية جديدة؟

     هل من الممكن أن أخترع اختراعاً جديداً؟

     هل أستطيع كتابة كتاب جديد؟

    كلها أسئلة مضحكة في ظاهرها عندما نتخيلها تُسئل من قبل أي شخص، ولا يسألها المخترع والفنان والكاتب. ولعلي أجد العكس تماماً في حياتنا وفيما يتعلق في العمل كعمل، وأسمع في عقلي الآن توبيخ أحد الأصدقاء لصديقنا الثاني يعاتبه لخلافه مع مديره لرفضه ارساله لدورة خارج المدينة!

    لا يعيش الفنان هذه المعضلة، بل يسخر كل جهوده ليؤمن كل من حوله بما يريد، بل ويعكس كل سلبيات حياته لإيجابية تخدمه مع الوقت (مهما طال الوقت)، فيعيش ويفهم كل من حوله أن هذه هي حياته وهذا فنه الذي اختاره لنفسه وإن واجته الكثير من الاعتراضات عليها في البداية، سنتحول فيما بعد (نحن المعترضين على أسلوب حياة صديقنا الفنان) لباحثين عن فرص تسمح له بأن يعيش فنه، ربما زبون جديد له، أو مشروع يناسبه، وربما سنتحول تدريجياً لنصبح طلاب علم لديه لنتعلم من فنونه، وتصبح المسألة مسألة وقت لا غير، لننسجم كلنا مع أسلوب حياة صديقنا الفنان، وكونه أحد أفردا مجتمعنا.

    من كتابي القادم: #كتاب_ثورة_الفن

  • كتاب: (في الكتابة – On Writing) لستيفن كينج

    on writing, stephen king

    “إذا لم يكن لديك وقت للقراءة، فليس لديك الوقت (أو الأدوات) للكتابة، ببساطة”

    (On Writing: A Memoir of Craft)

    من الكُتب التي استمتعت ولازلت استمتع بقراءتها عدة مرات وها أنا أقرائه الآن للمرة الثالثة. 

    يملك هذا الرجل سحراً عجيب في كتاباته، وبهذا العمل ينزع الستار على آليات وطقوس وكل ما يتعلق بكتاباته خلال العقود الماضية.

    أكثر من ٦٠ عمل قام به ستيفن كينج، كلها نالت على لقب الأكثر مبيعاً، ٣ منها حصلت على جوائز عالميا بعد تحويلها لأفلام في هوليوود:

    The Shining 

    The Shawshank Redemption – حاز على جائزة الأوسكار عام ١٩٩٤م.

    The Green Mile

    يستحق الشكر والثناء (والنجوم الخمسة) على مشاركته معجبيه (ومنافسيه) تجربته بكل تفاصيلها مع الكتابة، رغم تردده بنشر هذا الكتاب عدة مرات على حد قوله –“لا يهتم الكثيرين كيف يصنع كولن ساندرز دجاجه المقلي، لم علي أن أكتب … كيف أكتب؟”

    أجمل ما وجدته في هذا الكتاب، إصراره وإلحاحه في عدة وقفات على أن المهارة الموجودة (أي مهارة) يمكن لها أن تُصقل لتتحول لنجاح حقيقي “وإلا لكان هذا الكتاب مضيعة لوقت القارئ” كما قال في المقدمة.

    الكتابة … هي الاستمرارية … والعمل المتواصل … كل يوم.

    ” يعلم الكُتاب وأعلم أننا لا نعلم من أين تأتي الأفكار” … بدأ فيها مقدمته في الكتاب، لتكسر الكثير من القناعات التي ترفض المحاولات المتواضعة للخوض في غمار الكتابة.

    يعلم الكثيرين من المقربين من حولي أن هذا الكتاب بعد الله كان بمثابة الشعلة التي قادتني لأكتب … كل يوم.

    أنصح به جداً لكل شخص يرغب أن يكتب … أو أن يستمر بالكتابة.

  • يتكيف الفنان مع ظروفه …

    اقتباسات من كتابي القادم … قريباً.

     #كتاب_ثورة_الفن

    *****

    يتكيف الفنان مع ظروفه …

    ويتكيف صديقه الموظف لحدودٍ معينة في عمله، لينفجر بعدها باحثاً عن الفرصة الجديدة التي تأخذه بعيداً عن التغيير الذي يُفترض به أن يفعله، وتكون مشكلة صديقه الأساسية هي تغيُر الأشخاص لا الظروف، مما يسهل عليه إلقاء اللوم دون النظر لواقع الأمر بموضوعية، وتمر السنين تلو الأخرى وهو يبحث عن ضالته بين الوظائف والشركات ليرفع من شأنه وشأن سيرته الذاتية التي تخلو من صدقه مع نفسه أكثر من كونها تلخيصاً لتجاربه المكررة.

    يرتبط عمل الفنان كثيراً بأحاسيسه، فلن تجد فناناً واحداً يدّعي الفرق بين وقت العمل ووقت الحياة الخاصة، بل أن سلوكه وكلامه وأفعاله ما هي إلا نتائج إحساسه المرتبط مع الفن، فيسهر ويستيقظ من أجل عمله وفنه، ولن ينزعج أبداً عندما يتحدث مع أصدقائه عن مشاكل وسطه الفني أو عن ما يؤرقه من سلبياته.

    كيف يرى الفنان نفسه؟

    كلمات الكاتب الناجح تعكس شخصيته وأفكاره، وألحان الملحن الناجح تعكس أحاسيسه، ورسومات الرسام الناجح تقول مالا يقوله فمه، وترسم عيناه ما تراه ولا يراه الآخرون.  كذلك هي الفنون الأخرى، فابتسامة النادل ومدير المطعم تثبت أن عمله كفنان يتطلب ذلك، لا أن ينقل طلبات الزبائن من طوالة المطبخ لطاولة الزبون، لأنه يدرك أن ”البوفيه“ يؤدي ذلك الغرض!، ويرى فنان البورصة أن الأرباح هي نتيجة فنه بالتعامل مع تركيبة السوق والمناخ الإقتصادي، لا الغاية من كونه في عالم البورصة هي البحث عن المال.

زر الذهاب إلى الأعلى