الشهر: يناير 2015

  • التسويق يُكرهنا بما نملك

    استشهاداً بمقالة سيث جودين مؤخراً … أسأل اليوم السؤال التالي:

    • هل يُحببنا المسوقين فالمنتجات الجديدة، أم يُكرهوننا للمنتجات القديمة التي نملكها؟

    الجوالات الجديدة، السيارات الجديدة، وكل ما يرتبط بكلمة “جديد” !

    كُنا نرمي ٣٠٪ تقريباً من المنتجات الإستهلاكية عند بداية تأسيسنا لمنزل العائلة، مُعظمها كان يُقنعنا مسوقيها بشرائها عندما نكون في السوبر ماركت لتنتهي إلى سلة المهملات أخيراً.  لكن هذه حالة … والحالة المرادفة هي أن أجعلك كمسوق تكره ما تملك أو لأزيل قناعتك بأن ما تملكه يستحق المزيد من الوقت ليكون معك! …

    نفسياً … هل ترغب بشراء جوال آيفون ٦ وأنت تملك ٥؟ الجواب: تعم بالتأكيد حتى لو اقتنعنا أنا وأنت أن ٥ لا يستحق أن تتخلص منه فهو صالح للإستخدام …. ولعل ما يفصل الرغبة عن عدمها فقط قرار بسيط بالشراء.

    أجد أن المسوق (الشاطر) أصبح لا يسعى أن يُقنعك بالجديد فقط، بل ليكرهك بما تملك بالفعل حتى دون وجود رسائل مباشرة… لذلك أصبح تسارع المنتجات الجديدة أكبر من أي وقت مضى، بل تطور هذا المفهوم لينعكس عليك كمستهلك من ناحية نفسية، (أُنظر للصور التالية):

    annbloodytaylor

    هل لاحظت الفرق بين الصورتين؟ … حسناً، هذه الصورتين التقطت لأحد عارضات ماركة الملابس المعروفة Ann Taylor عام ٢٠١٠، وجدت أن دقة التعديل فصور العارضات وصلت إلى حد لا يستهان به بالفعل… فالصورة اليُسرى هي الصورة الحقيقية للعارضة دون أي تعديلات (وفالحقيقة لا أجد أي ملاحظات جذرية تستحق التعديل!) فمقابل الصورة المعدلة في الجهى اليُمنى … قام المصمم فالصورة على تعديل: شد البنطلون + تنحيف العارضة من جهة البطن + إزالة بعض التجاعيد. وأجد أن الصورة اليُمني تحمل رسالة غير مباشرة لأي سيدة/آنسة تقول فيها: أريد أن أقنعك أولاً أن الجسد الذي تملكيه ليس الصحيح … بل هذا هو الجسد الصحيح … عموماً هذه بعض ملابسنا، وشكل عارضتنا … عليك أن تكوني مثلها!

    وعودة على نقطة التسارع …

    لاحظت هذا الأمر علي مجموعة من العلامات التجارية التي عودت عملائها على اتجاه محدد غير قابل للتغير بسهولة، لتصبح الآن أكثر من أي وقت مضى راغبة فصناعة تغيير (غير جذري) لنفسها.

    لويس فيتون … بورش … وماكدونالدز يمكن إسقاطها على هذا الأمر.

    أصبحت تصاميم منتجات لويس فيتون في السنوات الخمسة الأخيرة أكثر جراءة من الخمسين سنة الماضية التي صنعت خلالها سمعتها وعملائها، لا أعلم إن كانت هذه الخطوة صحيحة، فلست في نهاية الأمر أحد المسوقين الشُطار، لكن إضافة ألوان جريئة بشكل متزايد وخصوص على الشنط أمر يحير قليلاً.

    وانشغلت بورش خلال الأعوام القليلة الماضية فدخول سوق سيارات الدفع الرباعي مع “كايين” وماكان” … وخلالها تضمن الأمر إصدار فئة “البانيميرا”، والتي لم يتعود عليها عملائها خلال العقود الماضية.

    أعلم جيداً سبب اتخاذ ماكدونالدز خطوات جرئية واضحة بتأسيس “ماك كافيه” فجميع أنحاء العالم إضافةً لإدخال عدة أصناف من القهوة لقائمتها في فروع المطاعم والتي تغييرت ديكوراتها هي الأُخرى إلي حد كبير في السنوات الأخيرة.  وهنا أرجع السبب لموجة محاربة الوجبات السريعة في العالم والتي بدأ انتشار ثقافتها منذ خمسيسنسات القرن الماضي، لتحاول ماكدونالز جدياً في هذا الأمر إقناع زوارها بأن المطعم سيصبح كافيه … أو يُقدم منتجات الكافيه عوضاً عن الوجبات السريعة… وبالطبع لن ننسى الحادثة الشهيرة للأمير تشارلز عندما خرج للإعلام ليقول: “ماكدونالدز يجب أن يُحظر عن الناس”.

    كل مايجمع هذه الماركات في فقرتي هو كلمة: “التسارع” للتغير وربما … لأقناع الزبائن أن ماتعودوا عليه قد أصبح قديماً.

    وأضيف سؤالاً هنا … هل هذا التسارع فالمنتجات والتسويق عموماً يهدف لزرع مفهوم: اترك ما تملكه … فقد أصبح قديماً، واشتري ما نعرضه عليه لأنك تحتاجه …ربما.

    غرضي اليوم ليس لأقناعك برسالة ما، لكن لأجعلك تفكر ولو قليلاً خلال قراراتك القادمة أمام خصومك من المسوقين، ودعني أكون صريحاً بعض الشيء، شخصياً … أعاني مؤخراً من رغبة امتلاك الأشياء الجديدة، ليس لأني أحتاجها بالفعل، بل لأني أعيُني أصبحت لا ترى إلا العيوب في كل ما أملكه، وكل المميزات في الأشياء الجديدة … وربما قد تجاوزت هذا الموضوع فقط عند شرائي لجوال htc مؤخراً بسبب وفاة جوالي السامسونج دماغياً قبل بيعه… عموماً الفكرة شدتني بعد أن اكتشفت تأثري منها … لأعرض هذا الأمر عليك هُنا الآن.

    وربما سيكون للحديث بقية في هذا الشأن.

  • القليل ثم القليل ثم القليل

    4 كلم (30 دقيقة تقريباً) من المشي كل يوم = 120 كلم فالشهر

    وإذا تم مرافقتها بالاستماع للكتب الصوتية ستكون النتيجة: الانتهاء من 5 إلى 10 كتب خلال الشهر.

    والأهم من ذلك كله، ضمان الحصول على حياة صحية أفضل بكثير من الذين لا يفضلون المشي ابداً.

    نصف ساعة كتابة كل يوم = كتابين منجزة خلال العام.

    نصف ساعة من أداء أي عمل … كل يوم نفس العمل… دون توقف، قد تصنع شيء لم تتوقعه من قبل.

    قد تصنع فنك الذي لا تنتظر له الأذن من أحد للقيام به.

    فقط القليل ثم القليل ثم القليل

  • تأطير الآخرين

    في مناقشة ثرية مع أخي العزيز هيثم الرحبي، توصلت للإستنتاج التالي منه …

    لتخلق التبرير الذي يسمحك لك بمهاجمة شخص ما … “أطِّره”.

    أطِّره … أدخله ضمن أي إطار يختلف عن إطارك.

    هُناك أنواع مختلفة من الإطارات … إطارات دينية إطار عنصرية وأطارات اجتماعية أُخرى مختلفة… تختلف مع هواك عند كل محاولة هجوم.

    يمكن إسقاط التأطير بكل سهولة على أمورنا العملية الأخرى ….

    لا تشتري هذه السيارة … فهي كوريا! (الإطار “كوري” غير موضوعي!).

    ولا توظف فلان لانه …. فُلاني!

    ثقافة التأطير تشعل نار الولاء غير المبرر … الولاء للقبيلة، للماركة ولجهات لا تستحق بالضرورة هذا الولاء!

    الفكرة أولا … وثانياً … وليس هُناك أي داعي للإطارات!

     

  • القليل من الُعزلة

    يقول قائل: “كُلما تكبرت على العُزلة، عاقبني الله بالبشر”.

    ولأن للتفكير والتفكر قيمة، لن نعرفها طالما ازددنا تكبراً على العُزلة، وازددنا انشغالاً كل يوم … مع البشر!

    مع العزلة … نُعيد الحسابات … نفكر أكثر والأهم … أننا نتعرف على أنفسنا، فقط مع القليل من العُزلة.

  • كفاية إجتماعات

    Screen Shot 2015-01-14 at 5.26.42 PM

    ربما لم يعلم أخي العزيز بندر عرب أن تغريدته اليوم قد لمستني للدرجة التي جعلتني أكتب عنها هذه المقالة.

    “عزيزي اللي في اجتماع .. لا تحسب اجتماعك مهم”

    – بندر عرب

    تستحق هذه العبارة أن تُصنف ضمن اقتباسات المشاهير حقيقةً، ولا أريد أن أبالغ في تأطيرها بهذا الشكل، لكنها بالفعل عبارة لا يُستهان بها.

    أؤكد لكم أن هُناك فئة من البشر تحرص على التغني باجتماعاتها آمام الأخرين، وذلك لإعطاء الإيحاء وأهمية وجودهم فهذا المجتمع … ليس ذلك فحسب، بل ليؤكدوا لك أنت أيُها المتلقي أن هُناك بعض الأمور قد تكون أكثر منك أهمية مثل … “عندي اجتماع”.

    وهنا … لكي لا أظلم الإجتماعات بعمومها، أُخص بالذِكر … ذكر أن هُناك إجتماع لمجرد الذكر … ولا أريد أن أُقنعك قارئي العزيز أن الاجتماعات لا تحقق فالغالب الأهداف الموضوعة لها خصوصاً في ظل تغير الظروف والتكنلوجيا العملية الحالية، لكن ما أود أن أقوله أن الإجتماعات ليست بالضرورة شيء لطيف!

    شخصياً … لا أحب حضور الإجتماعات أبداً، لأني دائماً ما أفقد التركيز خلالها وأشعر بالإرهاق بعدها … بل ويصل الحال لاستنفاذ طاقتي الموجودة لقضاء المهام المُتبقية في اليوم.

    كتبت قبل عامين مقالة بعنوان: اقرأ هذه المقالة قبل حضورك الإجتماع القادم. غطيت فيها جانب محدد يركز على أهمية عدم حضور كل الإجتماعات أثناء يوم العمل، ولأني اليوم لا زلت على نفس القناعة … أُريد أن أذكر أن هُناك العديد من الوسائل لإتمام المهام غير الإجتماعات الفيزيائية!

    بل أود لفت الإنتباه لوجود بعض الأشخاص اللذين يحبون الإجتماعات لمجرد الإجتماعات، وأرجوك … تجنبهم!

    لو أملك القدرة … ربما ألغي هذا الأمر من حياتي … وحتى ذلك الحين، سأحاول أن أختصر الإجتماعات، أو أن أحصرها في أقل عدد ممكن، في محاولة جادة للإستفادة من الوقت.

  • الطاقة السلبية في قنوات التواصل الإجتماعي

    يجمع الأغلبية أن الأغلبية تعاني من الطاقة السلبية المُتخمة في مختلف قنوات التواصل الإجتماعي (عنصرية، تضارب قناعات وغيرها…)

    شخصياً … انقطعت طيلة عام ٢٠١٣ تقريباً عن تويتر، ولا أنكر أبداً أن حجم التركيز والإنتاجية والطاقة الإيجابية التي ازدادت على كتاباتي وعملي وعلى كل الجوانب الأخرى في حياتي.

    ومشكلتي للأسف أنني أقتنعت كما اقتنع الأغلبية أن قنوات التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين بالفعل … لنقل مجازاً أن إيجابيات التواجد فيها ٤٠٪ مقابل ٦٠٪ سلبيات (كتضييع الوقت، استفزاز النفس، حالات الغضب البسيطة فمواجهة الأشخاص مجهولي الهوية إلخ.).

    والسؤال الذي يطرح نفسه هُنا … كيف يُعِرف الشخص نفسه (أو منتجه أو شركته) للآخرين وبقية المجتمع دون تواجد مستمر في قنوات التواصل الإجتماعي؟

    حقيقة … لا أعرف إجابة تشفي قناعاتي، ولعلي أترك مقالة اليوم تنتهي هُنا في نية البحث عن إجابة.

    والسؤال الأهم: هل العمل … أم “نصف عمل” مع تواجد مستمر على قنوات التواصل الإجتماعي أهم؟


    هُنا  صورة لمشاركة صلاح الراشد على صفحته في الفيسبوك … والتي كانت السبب الملهم خلف هذه المقالة.

    Screen Shot 2015-01-12 at 6.41.31 PM

  • لتحصل على ما يحصل عليه العامة … إفعل ما يفعلوه

    حسناً … هذه المقالة مكررة إلى حد ما، لكنني أجد أن تكرار محتواها يستحق ذلك.

    خلاصتها كالآتي:

    إن كُنت تريد أن تحصل على ما يحصل عليه العامة… إفعل ما يفعلوه.

    نعم أجد بالضرورة أن كل ما يفعله الناس ليس صحيحاً وإلا لكان جميعهم ناجحين.  مشكلة الأسهم، تضارب الآراء الإجتماعية والدينية، الترقيات، الروتين، الشراء، السفر وهوس الشباب بامتلاك البيوت … كلها مواضيع تمثل وقود حياة العامة … سيارة تويوتا كامري هي الأفضل بمقاييس العامة، لكنها ليست الأفضل (ربما) لك.

    العامة … يعملون المطلوب منهم فقط … دائماً وأبداً، ويتوقعون أكثر بكثير مما يستحقون.

    “ينعقون مع كل ناعق، ويميلون مع كل ريح” كما وصفهم الإمام علي.

    لا يعني النجاح أن تكون مختلفاً فقط، لكن أجد الإختلاف ومحاولة التغيير الجادة هي بداية الطريق. لأن الناجحين، والعباقرة وصناع التغيير لم يفعلوا بالتأكيد ما كانوا يفعله عامة الناس.

    العامة … قد تعني الإستسلام، وعدم تحدي الوضع الراهن، وعدم الحرص على تغيير حياة الاخرين، وهي بالضبط عكس ما يفعله الفنان كل يوم، وعكس ما تريده أنت!

    دون تحذلق … كما أتمنى أن أكون غير العامة، وكم أتمنى أن تكون كذلك.

  • عامين من التدوين

    ليتها كانت عشرة أعوام … أستمتعت بكل مقالة كتبتها … البعض منها كُتب ولم يكن لي رغبة في الكتابة، وأُخرى كُتبت بكل شغف لعلها غيرت حياة شخص ما في مكان ما، لكن المهم في الأمر هو الإلتزام بكتابة المقالة وتوثيق الأفكار كل يوم، أحزن قليلاً على بعض الأيام التي انشغلت بها عن الكتابة، ولعلي أنشغل بتعويضها في المستقبل.

    وتزامناً مع مقالتي رقم ٣٠٠، اخترت اليوم أن أشارككم بعض أهم المقالات خلال الفترة الماضية:

    أطلب اليوم للمرة الأولى من قارئتي/قارئي العزيز أن يقترح علي بعض المواضيع التي تثير فضوله، لعلي أكتب عنها في المستقبل، ويمكن مراسلتي بذلك على: ahmad@amoshirf.com

    قراءة ممتعة.

زر الذهاب إلى الأعلى